الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

القراءة السريعة .. نزهة في عقول خضراء


القراءة السريعة  ... نزهةٌ في عقول الرجال
بقلم: عبدالحميد الدريهم*

حينما تسأل أحداً عن هوايته المفضلة فبعضهم يقول لك الرحلات البرية ، والآخر يقول لعب كرة القدم ، أو جمع الطوابع ومراسلة الأصدقاء!.
لكن إذا قال لك أحدهم إن هوايته المفضلة هي الأكل! (وخاصةً إذا كان من ذوي الأجسام الممتلئة!) أو قال لك إن هوايته هي النوم! ، فبالتأكيد ستتعجب منه! أو قد تضحك .. لماذا؟ لأنها ليست بهواية بل هي عادة يومية لابد منها.
كذلك من يقول إن هوايته هي القراءة تَعَجب منه. يفترض علينا أن لا نجعلها هواية بل نجعلها عادة لنا كالنوم والأكل ، فهي رغيف للعقل و راحة له.
ولم تكن (( اقرأ )) بمفهومها الشامل أول ما نزل على رسولنا الكريم إلا دلالةً على أهميتها وفضلها.
* ثمار القراءة:
البعض قد لا يستشعر الفائدة من قراءته، أو حتى الغير قارئ قد لا يأبه بثمارها، فهذه بعض ثمار القراءة علها تفتح عليك بعض الآفاق:
1. عندما تقرأ فإنك تقترب من نقطة العلم. ومن المعلوم أن العلم ليس له حد، لكن يكفي أنك تبتعد عن نقطة الجهل، وقراءتك الحرة من أهم ما يبنيك علمياً، يقول أحد العلماء: (( إن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي في المدرسة بألف مرة! )).
2. لاشك في أن كثيراً من أوقاتنا فارغة أو لم تقض بشيء مفيد؛ فاستثمار هذه الأوقات بالقراءة سيعود عليك بالنفع الكبير. فمثلاً عندما تنتظر موعدك في المستشفى أو في أي مكان آخر (وما أكثره!) وحتى في البيت فلماذا لا يكون رفيقك كتاب يؤنسك ويفيدك.
بل إن الأمر أصبح سهلاً ؛ حيث دأبت بعض دور النشر بطباعة بعض الكتب على حجم الجيب تيسيراً لحملها والاستفادة منها بشكل أوسع. وإنك بهيئتك هذه داعية إلى القراءة أيضاً لكن بصمت! إضافة إلى أن بعض الكتب تحوي موضوعات كثيرة تتيح لك قراءة أياً منها في وقت قصير، ولا نغفل عن استخدام الكتاب الإليكتروني لما يمتاز بقرب وخصائص عديدة، كأن تنزل بعض الكتب على أجهزة الجوال . إن الأمر قد سهل للغاية ويحتاج لجدنا.
3. (( أمة لا تعرف ماضيها تجهل مستقبلها )) فقراءتك للتاريخ يفيدك في استشراف المستقبل ، فالتاريخ يعيد نفسه. ومنه الاستفادة من شخصيات الآخرين وتجاربهم ، فعندما تقرأ عن سيرة أحد ، أو عن تجربة مرت به ، فستستفيد من تصرفه مع هذه التجربة وما واجهه من أحداث.
4. كلما زادت قراءتك كلما اتسعت آفاق عقلك وتفكيرك من كثرة ما تتعلمه وتجعل عقلك كثير التفكير فيه.
5. القراءة تحسن قدرتك في اللغة ، فقد تصحح أخطاءك الإملائية واللغوية خصوصاً تلكم الكتب التي شكلت كلماتها بحركات الأحرف ، أضف إلى ذلك أن القراءة تكسبك حسن التعبير.
6. تغيير النفس؛ كذلك قد تصلح أخطاءً تقع فيها من خلال قراءتك لما يعالج أخطاءك ، أو يكشف لك خطأ لا تعلم أنك تقع فيه فتصلحه، من أخطاء شرعية أو علمية وغير ذلك.
7. عند حاجتك لحكم شرعي أو حاجك أحد ( على سبيل المثال ) فما هو مرجعك؟ لذلك فإن القراءة السابقة لك تنقذك من حالاتك الطارئة. يقول أحد العظماء (( الإنسان القارئ تصعب هزيمته)).
8. السعادة والراحة؛ لإلمامك بما يدور حولك.
9. لا يكاد يخلو أي كتاب من فائدة لك ولو واحدة فاغتنم هذا ولا تأسف أبداً على اقتنائه.
* عوائق لبعض القراء:
يقصد بها الأمور التي تجعل صاحبها يمتنع عن القراءة ، وهي:
1. بغض القراءة: بعدما قرأت الفوائد المذكورة آنفاً أرجو أن نظرتك قد تحسنت.
2. عدم الفهم: لعلاج هذه المشكلة اقرأ بدايةً ما هو سهل ثم تدرج في صعوبة المادة.
3. النسيان: تعذرك بالعزوف عن القراءة بسبب نسيانك لما تقرأه شيء خاطئ ، لماذا؟
لو أننا نتذكر ونستحضر ما تعلمناه طوال الوقت عندها سنصبح آلات إلكترونية! لكن استيعابك لمعلومة ما ستظل عالقة في ذهنك وستجدها عند الحاجة إليها هذا في الغالب . إن ثمن الثقافة غالٍ يقدر بالتكرار والإكثار.
4. القراءة البطيئة: وهذا شيء طبيعي خصوصاً للمبتدئ ، وسنتكلم عنها بالتفصيل في عنصر القراءة السريعة.
5. الاعتقاد بأنه لا حاجة للقراءة مع التطور الموجود؛ مثل سهولة الحصول على المعلومة و أننا في غنى عن القراءة في عصر مهتم بالتكنولوجيا. إن التقنيات بديلة في بعض الأحيان عن القراءة ، لكنها ليست بديلاً لكل منافع القراءة.
6. كثيراً ما ترد عبارة (( من كان شيخه كتابه كان خطأه أكثر من صوابه )) إن هذه المقولة صحيحة في بعض الكتب التي يحتاج فيها إلى شرح سواءً غير مفهومة أو قد تُأول إلى شيءٍ خاطئ ، لكن عندما يلتبس عليك شيء فلا تتردد في السؤال عنه ، وعندما تكون مؤسساً نفسك في هذا العلم الذي تقرأه فغالباً لن تلتبس عليك المبهمات إن شاء الله .
* قواعد للقارئ:
القراءة فن ومهارة لا يجيد أسلوبها السليم إلا القلة ، نستعرض هنا ما تيسر منها:
أ) 1. الاقتناع بأهمية القراءة: لأنك عندما تمارس شيئاً وأنت ترغب فيه فستكون الفائدة أكبر.
2. أخلص نيتك لربك، و اجعل هدفك سامياً من قراءتك. هل قراءتك لهذا الكتاب زيادة للثقافة ؟ أو بحث عن تساؤل؟ أو استزادة في مجال تخصصك؟ ... .
3. نوع قراءتك في مختلف العلوم النافعة؛ لتلم بأساسيات كل علم وما هو هام فيه ، ثم ركز على تخصصٍ تميل إليه نفسك لتستفيد منه أكثر وتبدع فيه .
تفنن وخذ من كل علم ، فإنمـا * يفوق امرؤٌ في كل فن له علم
فأنت عدوٌ للذي أنت جاهــله * والعلم الذي تتقنه ســـــَلَمُ
4. التدرج في القراءة: في بداياتك للقراءة ابدأ بالسهل فهمه كبعض القصص ، ثم وسع دائرة اطلاعك على
المواد الأكثر صعوبةً شيئاً فشيئاً. واحذر أن تبدأ بعكس هذا وتقول أنك تستطيع الاستمرار فهذا خطأ يقع فيه كثير من المبتدئين.
5. استشر في قراءتك الكتب؛ من أجل الحصول على ما ينفع.
6. إذا أخذت كتاباً فانظر الفهرس هل مواضيع الكتاب تناسبك أم لا؟ وكذلك عندما تقرأ المقدمة فستعطيك غالباً فكرةً عن الكتاب.
7. إن أصول الكتب والتي ينبع منها أصل العلم لشيء قيم لا يستهان به ؛ فلا تغفل عنه . وبالمقابل المختصرات والمهذبات تفقدك متعة العلم وفوائد لا تخطر ، إلا في وقت الحاجة أو في حالة كونك قارئاً مبتدئاً.
8. لا تنقطع عن القراءة: فالانقطاع سيبعث فيك الخمول ويقلل من تمكنك من مهارات القراءة . كذلك إذا كان الموضوع متواصلاً فلا تكن قراءتك له في أوقات منفصلة و متباعدة ؛ ابتعاداً عن انقطاع فهمك للموضوع. وعند رغبتك في التوقف اختر موقفاً تظن أنه مناسب.و لا تنس أن من الضروري تخصيص جزء من وقتك يومياً لا تتنازل عنه ولو كان قليلاً .
9. من ناحية فنية، عند شرائك للكتاب تأكد من خلوه من الأخطاء؛ كانقلاب الصفحات أو وجود صفحات فارغة ، وغير ذلك .
10. اقرأ عن الموضوع في كتاب شامل له وإذا لم يوجد فمن مصادر متعددة.
11. بعد قراءتك الكتاب راجع الأفكار الرئيسة فيه ثم تحدث مع الآخرين حول ما قرأت لتفيد غيرك وتثبت معلوماتك ، و لا تنس تطبيق ما فيه نفع لك ، أو أوصهم بقراءته أو بتجنبه حسب تقييمك له.
12. من أفضل طرق دفع الملل اتخاذ كتابين للقراءة أحدهما أصل والآخر لتجديد النشاط في أوقات الانشغال أو عدم التركيز ، بحيث يتسم هذا الكتاب الآخر بالبساطة و إمكانية التوقف عن قراءته في أي موضع منه.
13. لا تظن أن كل ما هو مطبوع صحيح وخال من الأخطاء ، بل يوجد في بعضها أخطاءٌ عقدية، ولغوية، ومنهجية، وغيرها. لذا، فإن تفطنك للخطأ أو سؤالك عنه سيحل لك المشكلة.
14. اقرأ كتابك وأنت عازم على إنهائه بحيث تقرأه من الجلدة إلى الجلدة، لكن ربما لا توفق في أحد الكتب لما فيه من ملل أو غيره لذلك يحسن بك اقتناء الكتاب الذي تظن أنه شيق لك أو مفيد و ستنهي قراءته . أما أسلوب التنقل بين الكتب وكل يوم تنقطع عن كتاب وتنتقل لآخر فقد لايفيدك. وأستثني من هذا من اختار الكتاب لقراءة أحد مواضيعه فقط.
15. إذا تزاحمت عليك الكتب ورغبت في تغطية أكبر جزء منها فعليك بالموازنة وتقديم الأولى فالأولى.
16. لا تغفل عن ارتياد المكتبات العامة ؛ حيث تجمع الكتب المختلفة وتوفر الأماكن المناسبة للقراءة.
ب) طريقة القراءة:
1. اقرأ في المكان المناسب من حيث عدم وجود ما يشغلك عن القراءة ويقلل من تركيزك ، وكذلك وجود الضوء المناسب. واجلس الجلسة الصحيحة المناسبة لك، ولا تجلس أمام التلفاز أو على السرير أو أمام الأطفال.
2. القراءة الصامتة أفضل للبعض ، فهي أسرع وأقل إجهاداً؛ لأنك لا تستخدم الكثير من أعضاء الحس في القراءة فيقل تركيزك. لكن البعض الآخر يفضل القراءة بصوت أو عندما تحس بملل أو تريد حفظ ما تقرأه فاستخدم أكثر من حاسة فذلك أجدى لك .
واجعل عينيك هي التي تقرأ بدون تحرك الرأس مع الكلمات فكثرة تحريك الرأس سيتعبك، كذلك لا تتبع بإصبعك أو بالقلم على السطر.
3. اعرف ربيع وقتك ( وقت تقبل مزاجك بشكل أكبر للقراءة)، فقراءتك وأنت في حالة عصبية أو في حالة إكراهك على القراءة سيقلل استفادتك خصوصاً في قراءاتك المهمة .
4. اجعل طريقة قراءتك مناسبة لما تقرأ؛ فإذا كانت أكثر صعوبةً وتحتاج إلى التعمق في الفهم أو أكثر أهمية فاقرأها بتمهل. وإذا كانت المادة العلمية سهلة؛ فمن الممكن القراءة بشكل سريع مع الحفاظ على الفهم العام للنص.
5. خذ فكرة عامة عن الكتاب ابتداءً ؛ بحيث تقرأ المقدمة ، تنظر للفهرس ، ونحو ذلك .
6. إن تفاعلك مع ما تقرأ من حيث تذكر معلومات سابقة حوله، وتذكر الأبواب أو العناوين الرئيسة ، أو التأثر به إذا كان معبراً و نحو ذلك يجعلك أكثر تركيزاً.
7. أشرك قلمك بكتابة الفوائد أو بالتخطيط تحتها (كالتي لأول مرة تعلمها أو فائدة لفتت انتباهك) ، وكتابة الفكرة العامة للنص على الهامش ، أو بالإشارة على نقطة لم تفهما لكي تبحث عنها ، كذلك حاور المؤلف وناقشه على صفحات كتابه لتكون قارئاً بإيجابية.
8. وبعد أن قرأت الكتاب وخططت على بعضه أعد قراءت ما خططت عليه بعد عدة أيام، لما لها من أهمية لك كالفوائد الجديدة فإعادة قراءتها سترسخ في ذهنك وهذا شيء مجرب.
9. ومن واقع التجربة كذلك عندما تقرأ شيئاً تريد أن تحفظه اجعل مكان ما تراه ضيقاً فمثلاً ليكن أمامك حائط ، وعكس هذا إذا كنت تقرأ شيئاً تريد فهمه فليكن ما أمامك واسعاً ، فهذه الطريقتان تساعدان على الحفظ والفهم
في زمنٍ أصبحت فيه القراءة السريعة ضرورة لملاحقة ما تقذف به ثورة المعلومات ، كان هذا الموضوع.
* فوائد القراءة السريعة:
1. تحصيل أكبر قدر من العلم في وقت أقصر، أيضاً مع التنوع في الاطلاع على المقروءات لما تجد من إنجاز كبير بسبب السرعة في القراءة.
2. الاستفادة من القراءة السريعة عند الحاجة ، وسرعة الحصول على المعلومة.
3. عندما تحاول السرعة في القراءة فإنك تجعل تركيزك أكثر ، و مع التعود على هذا فسيكون فهمك وتركيزك عالٍ.
4. حب القراءة؛ عندما ترى نفسك تلتهم الصفحات قراءةً فستشعر بالمتعة مما يجعلك تحب القراءة وتكثر منها.
* طرق التسريع:
1. أكثر من القراءة مع محاولة السرعة في القراءة والحرص على الفهم العام للنص.
2. اجعل بدايتك في الكتب السهلة ثم تدرج في الصعوبة.
3. لا تتلفظ بالكلمات سواءً بظهور صوت أو حتى بتحريك الشفاه بل اقرأ بعينك.
4. اقرأ الكلمات كصور تتخيل معناها وشكلها. يقول أحد المؤلفين: (( عندما تجتمع القراءة والتصور تصبح السرعة والإدراك أعلى)).
5. وسع مدار عينك في قراءة عدة كلمات في السطر واجعل حركة عينيك سريعة بين الكلمات.
6. انتقل من سطر لسطر ، ومن صفحة لأخرى بسرعة وذلك لسرعة الارتباط واختصار الوقت.
7. لا تقرأ ما في الحاشية ( الهوامش ) ، في حالة تدربك على السرعة فقط.
8. لا ترجع لما سبق حتى لو لم تفهمه فقد يعيده الكاتب لأهميته ، أو أنه ليس له فائدة مهمة لكونه رابطاً بين الكلام أو كلاماً زائداً، ولو كان غير ذلك فلا بأس لأنك في تمرين تسريع قراءتك.
9. في بداياتك للقراءة السريعة ستعاني من قلة الفهم ، فلا تقلق بشأن عدم الفهم لأنه شعور مؤقت سيزول مع تدربك وتعودك على هذا الأسلوب إن شاء الله تعالى.
10. أحياناً يرد عليك موضوع تعرفه أو قصة تعرفها في هذه الحال بإمكانك تجاهل قراءتها اختصاراً للوقت.
11. عند تدربك للقراءة السريعة اقرأ في المقالات التي كتبت على شكل أعمدة كالتي في الجرائد؛ لأن سرعة انتقالك بين الأسطر القصيرة والأعمدة الصغيرة يساعدك على القراءة السريعة للنص.
* سرعة قراءتك :
إن المعدل الطبيعي لسرعة القراءة لمن تعتبر المادة المقروءة له مكتوبة بلغته الأصلية يكون بين 200 إلى 300 كلمة في الدقيقة ، فكيف تقيس سرعة قراءتك؟
* أحضر كتاباً تود قراءته ، ومنبه بحيث تجعله يرن بعد وقت محدد من بدايتك للقراءة.
* ابدأ بالقراءة، وطبق ما سبق طرحه في طرق تسريع القراءة.
* ثم توقف بعد الزمن الذي حددته.
* استخدم العلاقة التالية:
عدد الكلمات في الدقيقة = عدد الكلمات في السطر×عدد الأسطر في الصفحة×عدد الصفحات
÷الوقت المستغرق في القراءة.
(والحساب هذا تقديري لأن طول السطور وحجم الورق تختلف من كتاب إلى كتاب آخر)
استطلاع
لما للأرقام من أهمية في حياتنا فهي تعتبر لغة توثيق ، وتعطي صورة أدق لأي موضوع يتحدث عنه أجرينا استفتاء على 100 شخص من المرحلة العمرية 15-20 سنة ومن مختلف فئاتهم فتبين ما يلي:
1. كم تجلس للقراءة ؟
ساعة يومياً 17% نصف ساعة 30% مرة في الأسبوع 28% في الشهر 13% لا أقرأ 12%
2. كم مقدار ما تقرؤه أسبوعياً ؟
(300 صفحة فما فوق: 5% ) (من 150إلى300: 13% )
(50-150 :21%) ( 50 صفحة فأقل: 61%)
3. هل القراءة ضرورية في نظرك ؟
نعم 76% لا 0% في بعض الأحيان 24%
4. من يوجِّهك للقراءة ؟
قناعة 80% صديق 13% الأهل 2% معلم 5%
5. ما هي طريقة قراءتك ؟
مركزة 14% سريعة 16% تصفح 12% بحسب تركيز المادة 58%
6. ما هو وقت القراءة المناسب لك ؟
بعد الفجر 2% وقت الفراغ 30% حسب المزاج 50% قبل النوم 18%
7. ماذا تقرأ ؟
صحف 5% قصص 4% مجلات 4% كتب شرعية 12% قراءة منوعة 75%
* يقول الدكتور عبد العزيز الأحمد:
(( من الأمور التي يتفق عليها مثقفوا العالم القراءة بأنواعها . . مع التأكيد على القراءة المنهجية المركزة التي تثري العقل وتزيده نوراً ، ومن أعظم ذلك عند المسلم قراءة كلام الله ، والعلوم التي تدل على الله معرفةً ومحبةً وخوفاً ورجاءً ، أما كتب الخلق ففيها الصالح والطالح وعلى العاقل أن يميز بين الغثاء السمين ، وأن يستشير أهل العلم والرأي والعقل والخبر )).
* وبعد ،،،
* يقول أحد العلماء (( من أسباب نجاحي وعبقريتي أنني تعلمت كيف أنتزع الكتاب من قلبه )).
* إن العقوق متفشي في الاهتمام بالقراءة تلكم التي تنور عقولنا وترفع مستوانا ، إننا بحاجة إلى الالتفات إليها ، لقد مللنا من كثرة الاهتمام بالكماليات والعزوف عما هو خير لنا.
* علينا تشجيع الآخرين على القراءة بإهداء الكتب والإخبار عن عناوينها ومحتوياتها وغير ذلك من أساليب التشجيع، ويكفي أن قراءتك أمامهم دعوة منك للقراءة.
* لا تسأل أحداً كم قرأت ، بل ماذا فهمت ؟
* لما مرض ابن تيمية – رحمه الله – دخل عليه الطبيب فوجده منهمكاً في القراءة ، فقال له الطبيب: عليك بالراحة والسكون فرد عليه الشيخ بقوله: (( وإنني أجد راحتي وعافيتي في القراءة! )) ، وسئل أحد الحكماء: لماذا تقرأ كثيراً؟ فقال
(( لأن حياة واحدة لا تكفيني ! )).
* إن الكتاب ينشط لنشاطك فينبسط إليك ، ويمل بمللك فينقبض عنك.
* وأخيراً .. أمة تقرأ أمة ترقى ، والقراءة والتقدم أمران متلازمان .
عبدالحميد بن عبدالله الدريهم الرياض
thaqep@hotmail.com

فن القراءة علي الإنترنت





فن التصفح والقراءة على الحاسب

إن القراءة على الانترنت تختلف عن القراءة على الورق .. والاختلاف يقع بشكل أساسي في الاتجاه النفسي والبصري للحصول على المعلومات من الصفحة .
فإن معنى كلمة "صفحة" تختلف بصورة كبيرة جداً على الانترنت .. فالصفحة - على الانترنت - ليست مقيدة بنفس الحجم أو الشكل الذي تجده في المطبوعات وبنفس العرض .
والقراءة على الحاسوب سيتغير أساليبها وطرقها تبعاً لتغير الحياة وتغير الحصول على المعلومات .. وستتوفر لنا أدوات أكثر تقدماً في البحث والتقصي .. وستحمل لنا سلبياتها وإيجابياتها
لا بد لك من معرفة التعامل مع المتصفحات .. أغلب المتصفحات الموجودة على الحاسوب : المتصفح Internet Explorer الموجود ضمن بيئة ويندوز ..
أو المتصفح Firefox الذي لقي استحساناً كبيراً في هذه الأيام لسهولته وأمانه الكبير .
تعرف على شريط الأدوات في المتصفح والأوامر الموجودة فيه ..
وهذه أهم الأوامر التي تساعدك على القراءة الصحيحة من الحاسب :
·         من قائمة " ملف "حفظ باسم ... " :
وهذا الخيار يساعدنا على حفظ الصفحة كاملة على الجهاز (لتصفحها بدون اتصال أو حفظها على قرص)، وسيظهر لنا خيارات أخرى لنوعية الحفظ أمام كلمة " حفظ كنوع " :
-         الخيار الأول : حفظ الصفحة كاملة مع الصور .
-         الخيار الثاني : حفظ الملف كأرشيف مع الصور .
-         الخيار الثالث : حفظ النص فقط دون الصور .
-         الخيار الرابع : حفظ الملف على شكل ملف نصي .

·         طبعاً إذا أردت أن تعدل على الصفحة أو تصحح خطأ لتحفظها لك ولغيرك وتحفظها للزمن .. يمكن أن تحرر الصفحة ببرنامج الفرونت بيج الموجود ضمن الأوفيس :
*
من قائمة "ملف" ،"تحرير بواسطة Microsoft Office FrontPage "
ويمكنك معاينة الصفحة قبل الطباعة حتى ترى الصفحة على شكلها الأصلي بعد الطباعة .
*
من قائمة " تحرير " - > " بحث ( في هذه الصفحة ) " :
وهذا الخيار يساعدك على البحث عن كلمة معينة وهي مفيدة في سرعة القراءة أو الوصول لهدف او قسم معين من الصفحة .
*
من قائمة " عرض " - > " حجم النص " :
هذا الخيار يمكنك من تكبير الخط أو تصغيره ..

*
من قائمة " عرض " - > " ترميز "
إذا واجهتك مشكلة في الخطوط العربية ولم ترى إلا رموزاً غير مفهومة فما عليك إلا الضفغط على هذا الخيار ثم اختيار اللغة العربية ..
وهذه المشكلة تظهر غالياً في المواقع المصممة بلغة الـ html ..استخدم خاصية المفضلة في المتصفح الذي تستخدمه لتتمكن من الرجوع إلى المواقع المفضلة بسرعة وسهولة .
-
اعرف جيداً أن المواقع تختلف بيئتها أو صفحاته فيما بينها بسبب طريقة البرمجة أو التصميم المستخدمة في الموقع .. وفي الغالب الروابط الرئيسية متفق عليها بين المواقع .
-
حاول أن تتقن شريط التمرير الرأسي لتتنقل بكل سهولة ويسر + استخدام عجلات الفأرة،  استخدام عجلة التنقل فوق - أسفل ( وهي بين الزر الأيمن والأوسط لأغلب الفأرات ) .
-
حاول أن تركز على هدفك من القراءة على الانترنت ولا يجرفك الانغمار في المعلومات وتتبع الوصلات ( الروابط ) .
ركز ودقق وحدد هدفك واستخدم الموارد والتقنيات المتاحة للوصول لمرادك .
-
مع تطور التقنية نرى وسنرى أمور أكثر تفاعلاً لمساعدتنا على القراءة والتصفح بكل سهولة ويسر .
-
الطباعة : 
استخدمها في الصفحات المناسبة لك ... قد تكون من الذين لا يحبون القراءة المتعمقة من الشاشة لعدة صفحات .. فالطباعة خير حل لك .
أو تستخدم الطباعة للاحتفاظ بالمذكرات والبحوث التي تخشى ضياعها ..
ولا تهدر الحبر فيما لا فائدة منه .
-
استفد من خدمة الـ rss بقدر المستطاع لأنه توفر عليك الوقت في تتبع أخبار المواقع .. وهي تنتشر يوماً بعد يوم في المواقع العربية .
هناك قارئ لهذه الخدمة وتجلب لك الأخبار بسرعة وسهولة فماعليك إلا الضغط على العنوان ليظهر لك نصه كاملاً .
القراءة على الحاسوب والتصفح فن بذاته .. له أدواته وأساليبه فحاول أن تعمل عقلك لتكتشف الأكثر والأفضل ..
مع تمنياتي لكم بقراءة صحيحة سريعة مفيدة
منقول من الإنترنت

الذكاء والغباء ... الخير والشر


يقول الشاعر كامل الشناوي:
(اعتقد أن الخير وكل فضيلة تستند إلي الذكاء، وان الشر وكل رذيلة كالحقد والكراهية والحسد لا تنبع إلا من الغباء)
كامل الشناوي - شاعر الحب والحرية - حياته وشعره - دراسة وإعداد: محمد رضوان - الطبعة الأولي - 2011 - مكتبة الورد - ص 91

أرصفة وفتارين


(الكتب في أرصفة مظلمة، والأحذية في فتارين مضاءة)
جلال عامر - قصر الكلام - الطبعة الرابعة - 2013 - دار الشروق - ص 41

الحجاج قليل والطريق إلي مكه


طالعت اليوم كتاب (الطريق إلي مكه) للقاص: فتحى سلامة، رغم أن الناشر كتب علي الغلاف أنها رواية، لكنها أقرب الخواطر والمذكرات وبعض القصص القصيرة، وبطبيعة الحال المكان هنا بطل الموضوعات، سواء بحكي الصلة الوجدانية بين شخوص الموضوعات والأماكن المقدسة، كما ان تلك الشخوص تعشق العودة مرات ومرات (أربعين مرة تكررت في أكثر من موضوع) غلي تلك الأماكن العاطرة، وهو الأمر المركوز في وجدان الناس أن من يذهب إلي هناك يعشق العودة مرات مرات، ويسكب القلب قطرات اللوعة وهو يفارقة ويدعو الله تعالي ان يعيده إليها من جديد
ويحكي أن هناك صعوبات لكنها لا تمنع المحب من رجاء قلبه، مثل مصاعب السفر والمكوث في المطارات، وفوضي العرب علي طائراتهم وفي مطاراتهم وتنظيمهم في مفارقة ذكية يلمح لها القاص أن الحج والعمرة لهما جوانب حضارية يغفل عنها المسلمين إلا من رحم ربي، فمثلاً البائع للحقائب الذي لم يدلهم علي مكان مبرة محمد علي وهي الإستراحة الخاصة بوزارة الأوقاف المصرية وهو يعانون أشد المعاناة من استغلال بعد رحلة شاقة، بينما اللوحة امام المحل تدل ان المبره تعلو هذا المحل، انظر ماذا يقول (رايت امامي محلاً لبيع الحقائب وقد علق بضاعته في كل مكان، إنه استعراض لكل أنواع حقائب تايون التي تبدو جميلة ...) فمن كلمة تايون ندرك أننا شعوب مستهلكة تعيش عالة علي ما ينتجه غيرها، وكلمة التي تبدو معبره في سياقها وتلقي بظلال علي أكثر من تأويل، منها مثلاً أن الحقائب الجميلة هي التي تكون من إنتاجنا نحن كما يجب ان نكون نحن الحجاج والمعتمرين الذين يعبدون الله تعالي وينتجون ولا يعولون علي غيرهم، وتأويل آخر، انها صناعة متعجلة طالما تجد من يشتريها ثم لا يعود، 
خط جميل آخر في الموضوعات وهو ملمح الفرج بعد الشدة، وأن صدق اللجوء إلي الله يثمر فرجاً قريباً، وان حزمة الأفراح تأتي سواسية ففي لحظة الفرج تأتي التأشيرة وياتي الخبر المفرح أيضا بالذهاب إلي مكه والمدينة، وكان الفرج مكافأة والسعادة في ركاب الذاهب إلي هناك دائما مثل قصة (المدد .. المدد) عن رجل فقد نقوده وتاه عن فندقه الذي فيه بناته، ومثل الرجل الذي تاه في فرانكفورت في قصة (إلي إيلين مع تحياتي) وغيرها
أيضا فيه ربط بين الماضي والحاضر بقص الجدين لرحلة الحاج، ثم عزم بطل القصة أن يتكفل بحج أمه وقلقه عليها، وذلك جميعه في منظومة من تأريخ قصصي لتطور بئر زمزم، مما اكسب القصص أيضا ناحية معرفية، ومنها المعلومة الطريفة: أن ظروف الحج كانت قديماص في غاية الصعوبة وكان مثلاً حجاج المغرب يأتون سيراً علي الأقدام وأحياناً يصلون وأحياناً لا يصلون، ويقول أن بنت الشاطئ أخبرته أن معظم من نسميهم "أولياء" كانوا من اهل المغرب الذين يذهبون إلي الحجاز سيراً علي الأقدام وماتوا وهم في الطريق، منهم سيدي العوام (مطروح)، وسيدي المرسي (الاسكندرية) وغيرهموفيه أيضا ناحية إرشادية بان المتمرس بالعمرة والحج يكون مخططاً يعرف ماذا يفعل وكيف يستفيد بوقته وماذا يأخذ معه في الرحلة، وماذا يأكل وكيف ينام؟ ... إلي آخره
ورغم حشر بعض الموضوعات او القصص او الخواطر التي لا صلة لها بالعمود الفقري الرابط للكتاب، ورغم بعض النهايات القليلة من وجهة نظري المفتلعة أو غير المفهومه، يظل لهذا الكتاب رونقه الذي يحتاج لتأملات كثيرة 
وأقف في الختام مع القصة الفنتازية (إنهم يقتلون الأحلام) حيث يعرض واقعاً عنيفاً يسيطر عليه الخوف والهمجية، لكن الدواء كان الشقيق "نور" الذي يقوم بإحضار تأشيرة الزيارة المقدسة، يقول بعد تصرف يسير (اتوق إلي رؤية الكعبة ، اتوق لزيارة الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- (..) ها انا قادم إليك ألوذ بجمالك اتطلع إلي رؤياك، أتخلص من الفتن داخل ذاتي، ارفع يدى تضرعاً إلي الله، لعله يقبلني عبدأً صالحاً، اتوق إلي نور الله، يا الله .. طلقات المدافع تتوالي، تبرق نيران الصواريخ من حولى، صرخات الرجال تختلط بعويل النساء وبكاء الأطفال .. لا راحة بعد اليوم، أرفع يدي داعياً .. يا الله ارفع عنا غضبك ونجنا من عذاب الدنيا وقربنا إليك يا الله)
فالدائرة تكتمل إذا لم تكن العبادة لرقي السلوك وعلاجاً للمشكلات، فماذا تجدى إذن، يحضرني قول الساخر (جلال عامر): (يا إلهى كل هؤلاء الحجاج في المطارات؟، وكل هؤلاء المعتمرين في الموانئ؟، وكل هؤلاء المصلين في الشوارع؟، وكل هذه السرقات في البلد!)، ولا يبدو قول الساخر عجيباً، أليس القول المأثور المنسوب للعادل الآمن الفاروق (رضي الله عنه) حين قالها يدمغ حقيقة عظيمة (الركب كثير والحجاج قليل)

عطر يبقى: الشاعر حماده علي في ملتقي الكتاب

http://www.youtube.com/watch?v=S0XQ9iJHTVQ&hd=1

الأحد، 21 سبتمبر 2014

نماذج طريفة لقراءة المشاهير


من كتاب القراءة الذكية - د. ساجد العبدلي

ماذا سيحدث لكتبنا بعد ان نموت؟ - مصطفي نصر

ماذا سيحدث لكتبنا بعد أن نموت؟ مصطفى نصر( جريدة صوت البلد ( إنني أعاني من أصوت الباعة الجائلين الذين يستخدمون مكبرات الصوت في ندائهم على بضائعم، فأصواتهم تقتحم صمتي وهدوئي داخل حجرات بيتي، لكن صوتاً بعينه أكرهه أكثر، فهو يعذبني، هو صوت مشتر كتب وكراسات قديمة، يقف أمام بيتي وينادي في إلحاح وكأنه يقصدني: - إللي عنده كتب قديمة، الكيلو بربع جنيه. أنظر حينذاك إلى كتبي المصفوفة حولي في المكتبة، فإذا مت فجأة قد يبحث الورثة عن تنظيف الشقة من هذه الكتب التي تشغل جزءً كبيراً من الحجرة، ولن يجدوا سوى هذا الرجل ليشتريها بالكيلو. أو ربما يرمونها في صناديق القمامة الكبيرة، المهم أن يخلوا الشقة منها. وقد كنتُ أسير مع صديقي شوقي بدر يوسف وتوقفنا في محطة مصر أمام بائع كتب قديمة، وفاجأني شوقي بقوله للبائع: - فيه زميل لنا مات، خد رقم تليفونه من مصطفى واعرض على أسرته شراء مكتبته. كان يقصد زميلنا أنور جعفر، ولم يكن قد مر على موته سوى أيام قلائل. فشعرت بالخوف، وقلت لشوقي: - معنى هذا إنك سترشد باعة الكتب القديمة عن بيتي فور موتي، ليفاوض ورثتي ف شراء مكتبتي. ومرت فترة قصيرة وفوجئت بكتب أنور جعفر تباع لدي بائع كتب قديمة على ترام الرمل. وأتذكر عندما مات المستشار فوزي عبد القادر الميلادي، وذهبتُ لتعزية أهله في الصباح، فأمسك أخوه الصغير بذراعي، وسار بي بعيدا عن أمه قائلا: - أبقى تعالى خد الكتب دي، علشان عايزين ننضفوا الشقة. كان لدى المستشار كتباً كثيرة ذات قيمة، ملقاة في حجرته في إهمال، بعضها هدية من المركز الثقافي الأميركي، كان يطلبها ويقدمها كمكافأة في المسابقات الأدبية التي يقيمها ويشرف عليها، بصفته رئيساً لهيئة الفنون والآداب. وعندما ذهبتُ لطلب الكتب كما أتفق معي أخوه؛ قالت أمه: - أخوه إللي في أميركا، قال، حانهديها للمكتبة. وسافرتُ إلى القاهرة لزيارة المعرض الدولي للكتاب، فوجدت لدي باعة الكتب القديمة - سور الأزبكية - كتب المرحوم أحمد محمد عطية، ملقاة في ركن، وفيها كتبي التي أهديتها إليه، وتعليقاته عليها بالخط الأحمر، وفي الناحية الأخرى، كتب المرحوم أنس داود. وعندما عدت إلى الإسكندرية، وجدت كتب المرحوم الدكتور أحمد ماهر البقري تباع في شارع النبي دانيال لدى بائع قريبا جدا من المعهد الفرنسي، وبعدها بأيام كانت كتب المستشار الميلادي تباع أيضا، واشتريت بعضها. وحدثنا الأديب رجب سعد السيد بأنه وجد مكتبة الكاتب الكبير نيقولا يوسف لدى باعة الكتب القديمة بشارع النبي دانيال بالإسكندرية، وفوجئ بوجود مخطوطات لكتب لم يسبق نشرها، ضمن الكتب، وسأل البائع عن ثمنها قال له: - ثلاثة ألف جنيها. وعندما جمع المبلغ وذهب لشرائها وجده قد باعها. شعرتُ بالحزن، فكأن الورثة يبيعون أعضاء فقيدهم. وتذكرتُ ما يحدث في سوق الجمعة، صور رجال ونساء داخل إطاراتها تباع على الأرصفة، فشعرت بالرجفة: من يستطيع بيع صور والده أو والدته؟! فقال لي صديقي الذي يرافقني في مشاهدة بضائع السوق: - أكيد زوجة الأبن باعت صور حماها وحماتها بعد موتهما. هذا هو مصيرنا، سنباع للبائعين الجائلين الذين يشترون المتروكات والأشياء التي تضايق ربة البيت، وذلك ذكرني بزميل باع مكتبته منذ سنوات لبائع كان يقف أمام سينما الدورادو، فسألته: - لماذا بعت مكتبتك؟ قال: أبعها بنفسي أفضل، فالورثة لن يعرفوا قيمتها، وسيبيعونها بأبخس ثمن. وصديقي الذي باع ابنه مكتبته: كتبه وأجنداته وأوراقه الأدبية الخاصة، كل شيء باعه بسهولة ليخلي الحجرات ليسكنها، وكتبي التي وضعتها خارج الشقة وقت ترميم البيت، فجاء رجل في الصباح الباكر وحمل أجولة فوق ظهره ليومين، وكان باب الشارع مخلوع لزوم الترميم: الأعمال الكاملة لتشيخوف وجوركي ويوسف إدريس، والمجموعات القصصية المترجمة التي اشتريتها من المكتبة العراقية بشارع سليمان، وكنت سعيدًا بها وحريصا عليها. أختار الرجل الكتب الكبيرة والممتلئة لتكون ثقيلة في الميزان وقت البيع. تحدثت مع صديق عن مخاوفي، فقال: - مش معقول ورثتنا يفعلون فينا هذا ونحن نضحي بكل شيء من أجلهم. ذلك ذكرني بابناء الكُتاب، البعض يذكر والده ويظل وفيا له ولكتبه، والبعض ما أن يموت والده، حتى ينتهى كل شيء بالنسبة إليه. عندما فزت بالجائزة الأولى في الرواية في مسابقة نادي القصة بالقاهرة عن روايتي " الجهيني " عام 1982 كتبتْ المجلات والصحف عن أبن الشهيد يوسف السباعي الذي سيحضر حفل توزيع الجوائز ويهديني كأساً باسم الأسرة، لكن يوم الحفل لم يحدث هذا، ولم يأت أحد من أسرة يوسف السباعي. بعكس ما تفعله أسرة المرحوم إحسان عبد القدوس، فقد وهبوا جائزة مالية باسم والدهم في الرواية والقصة القصيرة، وأقاموا صالون باسمه، ودافعوا عن كتبه، وهذا ما فعله الدكتور رءوف سلامة موسى مع والده، لقد وهب حياته وماله وكل ما يملك من أجله ومن أجل فكره فأعاد طبع كتبه ومجلاته التي كان يصدرها في حياته، حتى ظن البعض أن هناك دولاً مغرضة تبنت فكر سلامة موسى، وتقوم بإعادة طبع كتبه وإعادة طبع وتوزيع مجلاته. وسأتحدث هنا عن حالات عديدة حدثت الإسكندرية. فقد كتبتُ مقالة عن أديب الإسكندرية الكبير الدكتور يوسف عز الدين عيسى، وقلتُ فيها رأيي في أدبه، مما أغضب أسرته، ابنه الدكتور أيمن – رئيس قسم المخ والأعصاب في طب الإسكندرية - وابنته فاتن التي وهبت عمرها من أجل أدب والدها، تترجم أعماله إلى اللغات الأجنبية التي تجيدها، وتتابع كل ما يُكتب عنه. وشكا الدكتور أيمن للدكتور زكريا عناني، ولصبري أبو علم. وكتبتْ ابنته فاتن مقالة لترد على مقالتي. أعجبتُ بموقفهما، ولم أغضب، بل أحسست بالسعادة لأن ابن وابنة يدافعان عن والدهما بهذا الحماس وشاعر غنائي راحل كان يعمل عامل نظافة، لم يدخل مدارس، وتعلم بعد أن كبر في فصول محو الأمية، له أغاني محدودة جداً في إذاعة الإسكندرية، وقدراته الفنية محدودة للغاية، لكن أسرته تدافع عنه وعن أسمه، ويتحدثون عنه كثيرا في إذاعة الإسكندرية وعن أغانية وكأنه بيرم التونسي أو رامي. وحالة معاكسة، فقد حدثني المرحوم محمود حنفي قبل أن يموت بقليل عن رواية له اسمها " يوم الغرق السكندري " قدمها في سلسلة مختارات فصول، وطلب مني أن أسأل عنها، فتحدثت مع المرحوم سامي خشبة رئيس تحرير السلسلة، فقال لي: - السلسلة توقفت والأدباء يأخذون أعمالهم ويقدمونها في سلسلة كتابات جديدة. لكن محمود حنفي لم يعجبه هذا وقال: - بعد هذا العمر أنشر في كتابات جديدة؟ وسألت حسن سرور - مدير تحرير السلسلة، فأخبرني بأنه لم ير هذه الرواية، وأكيد محمود حنفي قدمها إلى سامي خشبة مباشرة. أثرت هذا الموضوع في لاتيليه الإسكندرية، يوم تأبين محمود حنفي وفي وجود أسرته، ولم يسأل أحد، وضاعت الرواية. وأنا أكتب هذه المقالة، اكتشفت مقالة قديمة للصديق المرحوم خيري عبد الجواد بجريدة القاهرة، بعنوان من يحمي مكتبتي من ورثتي. ووجدته يكتب في نفس الموضوع الذي يؤرقني، فيقول: كثيرا ما يؤرقني سؤال لا أستطيع الاهتداء إلى إجابة شافية عليه، إجابة مطمئنة؛ ما الذي سوف يفعله أولادي بمكتبتي بعد رحيلي؟ هل سيبيعونها لباعة الروبابيكيا، تخلصا منها بأي ثمن لأنها تشغل حيزاً كبيرا في المنزل بلا طائل، هل سيتخلصون منها ويعطونها هبة لأي عابر سبيل لأنها لا تتماشى مع الديكور الذي اختاروه للمنزل باعتبارها " زبالة" يجب التخلص منها، هل سيحتفظون بها كأرث ثقافي مهم وجزء من ريحة المرحوم – والدهم الذي هو أنا ؟ ذلك ما يؤرقني، زوجتي تكره مكتبتي وكتبي، وتتمنى زوالها، فهي تسبب لها المتاعب، وعارضت بشدة أن تكون لي مكتبة واقفة على الحائط، ولم تلين إلا عندما وجدت ريجيسير سكندري اسمه حبشي السينمائي، جاء إلى بيتي ليبلغني بأن الممثل محمود ياسين يريد مقابلتي في مكتبه في القاهرة لشراء روايتي الجهيني ليحولها فيلما سينمائيا، ومن ثمن بيع الرواية اشترت زوجتي بعض الأشياء في البيت. كان أملي أن يكون أبنا أو بنتا من أولادي يميلون للقراءة، فيحتفظون بالمكتبة، لكن زال هذا الأمل بعد أن كبروا ووضح موقفهم من الكتب، والآن أدعو الله أن يكون أبنا أو بنتا من أحفادي لديه هذه الرغبة، فيأخذ كتبي ويحميها من هذا البائع الذي يفضل الوقوف أمام بيتي كل صباح مناديا: - إللي عنده كتب قديمة، الكيلو بربع جنيه

الخميس، 11 سبتمبر 2014

في عالم الكتاب.. للنجاح خلطة سحري !


في عالم الكتاب.. للنجاح خلطة سحرية!
منقول

عندما انتهيت من قراءة كتاب "البحث عن الذات" الذي يحكي قصة حياة الرئيس "محمد أنور السادات"، لاحظت على غلافه هذه العبارة: "هذا الكتاب نُشر باللغات التالية: الإنجليزية، الألمانية، والفرنسية، والسويدية، والهولندية، والإيطالية، والنرويجية، والعبرية، والفنلندية، والدانمركية، والأسبانية، واليابانية. كما نُشرت أجزاء وفصول منه في كبرى الصحف والمجلات العالمية".
وهنا تسابقت الأسئلة إلى ذهني: هل يكون الكتاب ناجحًا لمجرد صدوره بعدة لغات، أو في عدة طبعات؟ ما مقياس النجاح لأي كتاب؟ وكيف عاشت العديد من الكتب التي لا تزال تُطبع منذ عشرات السنين، وتلقى رواجًا كبيرًا، مثل "إحياء علوم الدين"، و"في ظلال القرآن"، و"شخصية مصر" لجمال حمدان، ورواية "زينب" لهيكل، وثلاثية محفوظ، و"طوق الحمامة"، و"كليلة ودمنة"، وغيرها...
وتجنبًا لهذه الحيرة، قررت التوجه بأسئلتي إلى المتخصصين في عالم الكتاب والقائمين عليه، لعلّي أحدد -بناءً عليها- لماذا ينجح كتاب ويفشل آخر.
رواج ناجح وآخر فاسد
أجابني الأديب والشاعر "كمال نشأت": إذا حاولنا قياس النجاح أو الفشل الذي يصادفه كتابٌ ما، لوجدنا أن الكتاب النجاح هو الذي يؤلفه أستاذٌ عالِم بمادة الكتاب خبيرٌ بها، أما إذا اختل منهج الكتاب ولم يهتم مؤلفُه بموضوعه الاهتمامَ الكافي؛ فالفشل هو مصيره.
أما من حيث المحتوى فالكتاب الديني هو الرائج في المقام الأول حاليا، نتيجة للعزوف عن قراءة الكتب العلمية والفلسفية، لاعتمادها على الأسلوب العلمي المنهجي. لكن بعيدًا عن المنهج العلمي والجدية، هناك كتب رائجة لأنها تخاطب الغرائز الإنسانية، ومنها الكتب التي تتحدث عن القضايا الجنسية والخرافات؛ فهي رائجة بالنسبة لطائفة معينة من القراء، ومثلُ هذا الرواج يُطلق عليه الرواج "فاسد"، ومريدوه أناس باحثون عن الإثارة فقط، ولا يهمهم القراء المتميزون.
لكل كتاب ظروفه
أما الدكتور "إسماعيل عبد الفتاح"، كاتب أدب الأطفال الأستاذ المساعد بالتخصص نفسه، فيعتقد أنه لا يوجد خلطة نجاح يمكن تطبيقها على كافة الكتب؛ فتوزيع الكتاب ورواجه يعتمدان بشكل أساسي على قوة الدار الناشرة وعلاقاتها التي كلما زادت كانت عاملا في زيادة توزيع الكتاب.
أضف إلى ذلك ضَعف الإعلان عن الكتب، وارتفاع سعر الكتاب وانخفاض القوة الشرائية للقُراء؛ فجميعها معدلات تجعل من انتشار الكتاب طبقًا لمُحدِدات واضحة أمرًا مستحيلاً!.
أما لو تحدثنا عن مصر تحديدًا فسنجد أن انتشار الكتاب ورواجه مُحدَد بعوامل، أولُها: "معرض الكتاب الدولي"، والذي يتم فيه ضخ حوالي 90% من الكتب الصادرة، ورواج الكتاب في المعرض لا يتوقف على شراء الجمهور له، لكن على مدى نجاح الناشر في توزيع مئات النسخ منه على الناشرين، ثم في بيع الكتاب للهيئات والمؤسسات والجامعات؛ إذ تمثل هذه المبيعات 95% من مبيعات الناشرين.
أما ثاني العوامل فهي "القائمة المدرسية"، وهي قائمة تصدرها وزارة التربية والتعليم للكتب الصالحة للتداول في المكتبات المدرسية؛ فالكتاب المُتضمن بهذه القائمة يضمن توزيع مئات النسخ، بينما تأتي "المعارض الخارجية" عاملاً ثالثًا، وهي تمثل نسبة 60 إلى 75% من مبيعات الناشرين المصريين لأي كتاب.
الإنسانية.. فكرة عامة
*بينما تخبرني الأديبة السورية "لينا كيلاني" أنه بشكل عام يمكن القول بأن هناك كتابًا عمره طويل وآخرُ عمره قصير؛ فالكتاب الطويل العمر هو الذي يخاطب القارئ بصفة إنسانية بعيدًا عن الخصوصيات، أما لو تحدّث الكتاب في بيئات وخصوصيات بعينها فقد يكون عمره أقصر، وأكبر مثال يؤكد ذلك أن كتابات "نجيب محفوظ" والتي وصلت العالمية ونال عنها جائزة نوبل، كانت تحدثت عن الإنسان بشكل عام.
لكن ليس معنى ذلك كل كتاب قصير العمر غير ناجح، فمن الممكن أن يخبو الاهتمام قليلا بالكتاب الذي يظهر ليناقش حدثًا في بؤرة الضوء، ولكنه يظل مرجعًا في موضوعه بعدها. ومن معايير النجاح أن يأتي الكتاب بجديد.
ولو أحببنا أن نطبق معايير نجاح الكتاب على كتب الطفل في عالمنا العربي، لوجدنا أن أدب الطفل حديث لدينا نوعًا ما، ويعاني من غياب وقصور النقد الأدبي، وما زال هذا الأدب في الوطن العربي مُستلهِمًا من التراث أو نظيره الأجنبي أكثر منه مبتكِرًا. لذا أرى أن معايير نجاح كتب الطفل تتمثل في جودة عناصر إخراج الكتاب وشكل غلافه، بالتوازي مع مضمونه، بل إن مضمون الكتاب إن لم يكن موازيًا للصورة فيجب أن يتفوق عليها. ثم يأتي عامل آخر وهو تنمية عادة القراءة لدى الطفل.
الناشر والكتاب الناجح
وحتى تكتمل الصورة أمامي ذهبتُ إلى الجانب الآخر، وأقصد هنا صانعي الكتاب "الناشرين"، لأضع تساؤلاتي أمامهم...
أشارت الأستاذة "داليا محمد إبراهيم"، نائبة رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "نهضة مصر"، إلى أن مقياس نجاح أي كتاب هو أن يقوم الناس باقتنائه، وهنا يأتي السؤال المهم: كيف أنجح بصفتي ناشرًا في جعل القراء يشترون كتابًا ما؟.
يتحقق هذا من خلال عدد من المحدِدات نعمل على تحقيقها؛ فالكتاب -كأية سلعة- يجب أن يكون موضوعه مُلبيا لاهتمامات المجتمع، وهذا يتم على مستوييْن: أولا موضوعات على مستوى الحدث، أي تتسم بالآنية، ويكون القارئ بحاجة للتعرف عليها؛ فمثلاً أنتجنا كتابًا بعنوان "إنفلونزا الطيور" بعد ظهور وباء إنفلونزا الطيور بأسبوع واحد.
أما المستوى الثاني فهو موضوعات تحتاج للتعمق المعرفي فيها، ونشر الوعي الفكري حولها. وفي إطار ذلك يعمل الناشر وفق هدف ورسالة واضحيْن، يحاول تحقيقهما صناعيا وتجاريا بما يخدم القراء، فيُنتج كتابًا عالي المواصفات في الجودة، متضمنًا عوامل الجذب للقارئ، في الغلاف والإخراج، والعنوان الذي هو أول مدخل للكتاب.
أما فيما يتعلق بالمؤلف فيجب أن تكون لديه الخبرة والقدرة على تغطية موضوع حتى يكون مقنعًا للقراء؛ فهناك صعوبة في تقبل القارئ لمعلومة لا يثق بكاتبها؛ لذا فالحرص على التعامل مع أكبر المؤلفين في كافة المجالات هو سياسةٌ ثابتة لدى الدار، يتواكب معها تقديم الكتاب المترجَم بهدف وجود حوار حضاري بين الشعوب، والتأكيد على أن هناك تراثًا حضاريًا، إلى جانب إزالة الأفكار السلبية تجاه المسلمين.
وتستطرد "داليا إبراهيم": عاملا آخر يجب أن يسعى إليه الناشر وهو: كيف يمكن أن يحقق تواجدًا على أوسع نقاط يغطي القراءَ؟ وعلى مستوى "نهضة مصر" فقد حققنا ذلك من خلال زيادة منافذ التوزيع، وابتكار وسائل جديدة، بتوظيف التكنولوجيا الحديثة في المجالات العلمية والثقافية والرياضية، إلى جانب المجال التعليمي.
صناعة الكتاب
الناشر "فتحي نصار" -مدير الدار الثقافية للنشر- يرى أن لكل ناشر خطا فكريا يسير عليه عند نشره لكتاب ما، وبناءً على ذلك يتحتم على الناشر أن يجيد صناعة الكتاب، ولكي تتحقق هذه الصناعة فإنها تستلزم عدة عوامل من جانب الناشر يحرص على وجودها والعمل على أساسها. يأتي على رأسها اختيار موضوع الكتاب بما يتفق والمبادئ الأخلاقية؛ فلا يمس العقائدَ، ولا يتهجم على طائفة أو جنس معين. ثم على الناشر ألا يستسلم لرغبات القراء وينزل إليها بتقديم كتب تتحدث عن الجنس أو الخرافات بغرض تحقيق الربح السريع؛ فالموضوع الجيد هو الذي ينجح ولو بعد حين. أما الكتاب التافه فرغم وجود قراء له فإنه لا يعيش إلا قليلاً. وفي النهاية الناشر الملتزم هو الذي ينجح.
وعلى الناشر اختيار الخامات الجيدة الأخرى التي تُخرج الكتاب للقراء في أكمل صورة؛ فالعنوان يجب أن يعبر بوضوح عن موضوع الكتاب، دون تعمُد الإثارة والمبالغة، حتى لا يفقد الكتاب والقائمون عليه مصداقيتهم. ويجب أن يكون الغلاف جذابًا ومريحًا في الوقت نفسه.
ويضيف "فتحي نصار": هناك عوامل أخرى تسهم في نجاح الكتاب وترويجه؛ فمنصب المؤلف مثلاً عامل، لكن مع الأخذ في الاعتبار بجودة الموضوع، وأبلغ مثال على ذلك "محمد حسنين هيكل" و"إبراهيم نافع"، فكلاهما كان رئيسًا لتحرير جريدة الأهرام، ومع ذلك نجحت كتب الأول وفشلت كتب الثاني!.
عوامل مجتمعة
أما الناشر "محمد كمال" -مدير مركز الكتاب للنشر- فيرى أن هناك مؤشرات لنجاح الكتاب، فتعدُد طبعاته، أو ترجمته إلى عدة لغات يُعد غالبًا دليلاً على نجاحه، مع الأخذ في الاعتبار بأن سعر الكتاب عامل مهم في نجاحه.
وعلى الناشر كذلك إجادة اختيار موضوعاته، وإسناد معالجتها إلى أفضل الكُتاب. وبشكل عام فصدور الكتاب مرتبط بأحداث الساعة يُعد عامل نجاح له؛ فللأحداث تأثير كبير في ترويج الكتاب. منذ عامين -مثلاً- قمت بنشر كتاب "البهائية وعلاقتها بالصهيونية وقيام دولة إسرائيل" للدكتور "خالد السيوطي"، لكنه لم يلقَ الرواج المنشود، ثم أعدتُ نشر الكتاب مؤخرًا في طبعة أخرى فلاقى الكتاب توزيعًا لا بأس به هذه المرة نتيجة الجدل الدائر هذه الفترة عن البهائية.
ويضيف "محمد كمال": من مقومات نجاح الكتاب كذلك أن يخرج للقراء بشكل جذاب، وهذا من عوامل الدعاية له أيضًا، ولا أبالغ إذا قلت إن 50% من نجاح الكتاب يتوقف على شكله وجودة ورقه وطباعته، بينما تتوزع 50% الأخرى بين خبرة المؤلف وظروف السوق، فإذا اجتمعت هذه العوامل جميعها كان الكتاب ناجحًا.
أعتقد أننا قد عرفنا الآن التوليفة السحرية التي ترسم صورة الكتاب الناجح.

ذكريات مكتبة أصدقاء الشباب





مكتبة أصدقاء الشباب ... متي تفتح أبوابها للاستعارة الخارجية ؟ مكتبة أصدقاء الشباب بمقر وزارة الشباب، تلك المكتبة مكتبة رائعة وجميلة تضم عدد من الأقسام الممتازة: الرياضة والكمبيوتر والكتب العلمية وتنمية الذات والروايات والموسوعات .. إلي آخره وهي تقع - كما ذكرنا - في مقر وزارة الشباب أمام نادي الزمالك وبجوار معهد الدراسات الإسلامية بالتالي هي قريبة من ساكني مدينة السادس من أكتوبر والشيخ زايد حيث تقع تقريبا في نهاية المحور المؤدي للمدينة كما يعمل بتلك المنطقة ويمر عليها عشرات من قاطني حي المهندسين ومدن جديدة كما أشرنا وكان باب الاستعارة الخارجية مفتوحا لغير العاملين بالوزارة بمعني أن أي مواطن يستطيع باستيفاء مستند المكتبة وسداد عشرين جنيها سنوياً فقط أن يكون عضوا بالمكتبة ويستعير كتابين لمده أقصاها أسبوعين في المرة الواحدة وقد ظللت سنوات طويلة استعير منها عشرات الكتب واستمتع بمطالعتها والآن لم تعد تلك الخاصية متاحة فمتى تتاح مرة أخرى ؟؟؟ ومن ذكرياتي مع المكتبة أن السادة أمناء المكتبة كانوا في منتهى التعاون ويقوموا بمساعدة القراء النادرين جداً، وقد ظللت استعير من المكتبة قرابة خمسة أعوام وكانت أمنيتي أن ألتقي بمستعير آخر (من الكائنات المنقرضة كما يبدو)، كما كان السادة أمناء المكتبة أحياناً يكونوا مشغولين فكنت أحرر بطاقة الاستعارة وأسجل في دفتر الاستعارة ويقوموا هم بالمراجعة لاحقاً

من هو ابن الكتب؟



الشرعية تربح دون موعد مسبق



الشرعية تربح دون موعد مسبق
 الشرعية تربح في الحياة الأسرية، معني يكمن في فؤاد رواية (دون موعد مسبق) للكاتب زهير البيومي، والصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2010، وكما نص الغلاف الأخير بأن الرواية شارحة لأزمة منتصف العمر التي يمر بها بطل الرواية، عندما يلتقي بفتاه في عمر أولاده، بما يهدد حياته الأسرية والعملية بالفشل، الرواية تلتمس المبرر لصافي الفتاة التي تقتحم حياة الرجل الخمسيني، فهي أصلا باحثة عن الأمان في حياة قاسية تفتقد الدفء والحنان، قدمت سكرتيرة الرجل المأزوم الفرق بين الزوجة والفتاة فوصفت الأولي بأنها الزوجة المحبة والأخت المخلصة والأم الرءوم ... وقررت السكرتيرة (إن يكون موقفها إلي جانب الشرعية من منطلق الحب والعقلانية.. فقد علمتها مهنتها أن الكذب ليس له رجلان، وان النصر للشرعية في النهاية.. وهذه الفتاة لا تعدو أن تكون أكذوبة، ستكشفها الأيام وتذهب إلي عالم النسيان، وتسقط كورقة نتيجة علي الحائط، وتبقي الشرعية قلعة حصينة تزيدها الأيام حصانة) ص 32:33 – الرواية، إن الرواية بهذا تحمل منظورا أخلاقيا لا ينفي عنها تعاطفها مع النموذج الإنساني الآخر (الفتاة صافي) الذي دفعه الجفاف العاطفي والقسوة الأسرية إلي تلك المغامرة الحارقة، كما قدمت ملمحا لشاطئ الأمان أبدا (وأمضي بقية الوقت حتى الصباح بعد أن نام أهل البيت في قراءة القرآن في شوق شديد، ودمعت عيناه لما مر عليه من معان كانت خافية عليه، وأفكار تدعو إلي التطهر والعفاف، وقيم ظمئت إليها روحه حتى اعتراها الجفاف) ص 136 الرواية ، لكن تبقي هناك أمور أبصرها علي مستوي شخصي تتصل ببعض المبالغة مثل قيام د. يوسف شريف بطل الرواية بصفع صافي لأنها قامت بسداد الحساب، أو قيام السكرتيرة بمهاتفة زوجة رئيسها لتطمئن علي مزاجه واستقرار العمل تلو ذلك، لكن تبقي النهاية التي انتصرت للزوجة، فالشرعية رابحة رابحة

عطر يبقي: تغطية ملتقي الضحك والأديبة د. إيمان الدواخلي



تغطية ملتقي الضحك والدكتوره الأديبة إيمان الدواخلي تتميز الأديبه د. إيمان الدواخلي بأنها تقوم لايف بتدوين التغطية بالكتابة من قلب الحدث مباشرة علي جهاز الحاسب الآلي المحمول معها (جميل قوي موضوع الحاسب الآلي بدلاً من اللاب توب، والمحمول دي برضه قويه، كنت عاوز استخدمهم من زمان) ندوة ملتقى الكتاب عن الضحك في الأدب المصري October 7, 2012 at 12:07pm الفكاهة في مصر الباحث أ. جمال عبدالغفار ورسالة ماجستير عن الفكاهة في مصر صاحب رسالة الماجستير: المضحك في النثر العباسي وذروته في المقامة المناقش د/ عوض الغباري أستاذ الأدب الإسلامي بجامعة القاهرة أدار الندوة أ. خالد جودة مقرر ملتقى الكتاب بدأت الندوة بتقديم سريع للأستاذ خالد جودة ثم أعطى الكلمة للباحث أ. جمال عبدالغفار.. الضحك حالة إنسانية للفرد والمجتمعات، لا يستطيع البشر العيش دونها. وهو حالة نفسية جعلت بعض العلماء يعرفون الإنسان بالحيوان الضاحك، وربما يرتبط بارتفاع العقلية والذكاء، وهو ليس فقط للتعبير عن السعادة، بل كسلاح ضد الاستبداد للاستهزاء من المستبد. العوامل المؤثرة في الأدب الفكاهي: - الدين: جانب إيجابي وجانب سلبي.. ربما نلاحظ أن اليهودية لم تعرف الضحك لايمان اليهود الدائم بأنهم موضع الاضطهاد. كذلك فالمسيح لم يرد عنه في الإنجيل أن ضحك وتضاحك وإن ورد بكاؤه في بعض المواقف. (ونلاحظ أن ذلك لا ينفي حدوث الضحك وإنما فقط ينفي أن وضع الأمر في الرسالة المسيحية المخلدة). في الإسلام ذكر التفكه عن الرسول والصحابة بدءً من التبسم حتى الضحك ..حتى تبدو نواجذه. وعلى النقيض وللعجب فهناك أيضا النهي عن الضحك (كثرة الضحك تميت القلب) وكذلك ما روي عن نهي سيدنا علي عن الضحك. والمحصلة من ذلك الاختلاف في الوارد من السيرة والتراث هو الوسطية – كحال الإسلام دائما- وكما قيل من كثير من العلماء: المزاح كالملح في الطعام يعطه المذاق ولكن إن زاد أفسده - العامل الثاني هو ارتباط الفكاهة بالفحش والمجون: فالضحك ينشأ من المفارقة والبعد عن المألوف، ولذا كثيرا ما تعتمد الفكاهة على الإباحية والجنس وإلى الآن نرى ذلك في الأفلام السينمائية. وقد أثر ذلك على قيمة الأدب الساخر سلبيا بين أنواع الأدب. - العامل الثالث هو الطابع الشعبي للعمل الفكاهي: فهو الأقرب للعامة من الجمهور. ولكن الفكاهة تنتشر بلا صاحب فيُنكر الكاتب ويعلو المكتوب مما لا يشجع الكاتب في ذلك المجال لأنه لا يحقق له مجدا شخصيا ولا يبقي اسمه - صعوبة الكتابة الساخرة.. وربما هي أهم العوامل، إذ تحتاج الفكاهة لروح خاصة ودقة توقيت وصنعة . الفكاهة تخاطب العقل أكثر من الكتابة التراجيدية أو الدرامية التي تخاطب العاطفة، وكاتبها يحتاج لفطرة ولمقدرة على استخراج ما يضحك في المجتمع وسلبياته. ربما النموذج الواضح هو البخلاء للجاحظ الذي استخرج مضحكات مجتمعه فكتب لبخلائه الخلود. وقال أ. جمال إن د. شوقي ضيف صاحب كتاب الفكاهة في مصر هو قامة أدبية في مصر وكان رئيس المجمع اللغوي وله كتبا ضخمة. واستوقفته الفكاهة والأدب الساخر في الأدب المصري التراثي وأعزاها إلى الطبيعة المصرية. وكما يقول جمال حمدان وغيره في طبيعة المصري أنه من سماته القبوع فهو في أرضه دومًا، يأتي الحاكم يوما أو قرنا، وهو قابع في أرضه يُثار لسانه بالسخرية أكثر مما يستثار فعله وتمرده. كان أول من سجل النوادرالجاحظ، ثم ابتدع الهمذاني المقامات، ولم يبن أحد فوق أسلوبهم للارتقاء وإنما انتكس ذلك الأدب مرات ومرات فلا أحد يبني ويطور فيه بعد سابقيه. كان الجاحظ مهموما بتحويل النادرة لرسالة، أما الهمذاني فاهتم بإخراج لون أدبي خاص في الأدب العربي واهتم باللفظ والشكل. وقد أبدع الهمذاني في استعراض فنيات السيناريو الحديثة في مقاماته - لو تركنا الإبداع اللفظي وتأملناها فنيا- .. ثم كانت مقامات الحريري تقوم على التحديات اللفظية المعتمدة على العقلية الرياضية أكثر من الأدبية مثل تلك الأبيات التي تقرأ من آخرها كأولها وغير ذلك.. "مودته تدوم لكل هول وهل كل مودته تدوم". وقد اهتم الباحثون في البحث في الأدب والشعر الفكاهي بالتوريات والأبعاد المجتمعية خلف الفكاهة أكثر مما اهتموا ببحثه كلون أدبي وأسلوب فيه من الحركات اللفظية واستخدام الأصوات والتركيبات اللفظية المجددة. ومما يلفت النظر في البحث في التراث الفكاهي وجود تعبيرات شائعة في العامة مستخدمة منذ 600 سنة ويزيد. وذكر الباحث تعليقا لدكتور شريف في كتابه يفرق بين الشكل والأسلوب الأدبي. الشكل: نادرة نكتة مفارقة قصة. والأسلوب: التورية والمفارقة والمدح بغرض الذم والعكس ومما حكي أ. جمال من النوادر من كتاب الفاشوش: أتى رجل يشكو ابنه للقاضي أنه عاصٍ ولا يحفظ من القرآن شيئا، فنفى الابن ذلك وقرأ: علق القلب الربابة بعدما شابت وشابا إن دين الله حق لا ترى فيه ارتيابا. اعترض الأب واتهم ابنه بأنه إنما حفظ الآيات من مصحف سرقه من الجيران ليلة الأمس بعد أن علم باستدعائه للقاضي.. فقال القاضي: لعنكما الله تقرآن القرآن ولا تعملان به. ختم الباحث بتعليقه أن في التراث العربي أدبا فكاهيا راقٍ ضخمًا. وأن ذلك يختلف عن الفكاهة الشعبية المبتذلة ولكن الفكاهة الأدبية الراقية وربما صعوبة الفكاهة الراقية هي المأزق الحقيقي لهذا الأدب. ونصح بقراءة هذا الكتاب لدكتور شوقي ضيف وتأمل ما به من توريات ورؤى. علق أ. خالد جودة تعليقا سريعا عن الضحك وعدد المرات التي يضحك فيها الإنسان الطبيعي يوميا.. ما أثار ضحك واندهاش الجميع، حيث بدا أننا شعبا كئيبا عكس الشائع..... ... ..... وللأسف اضطررت للانصراف وفاتتني كلمة د/ عوض الغباري وأنتظر ممن حضروا أن ينفعوني بما أتى فيها

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

لماذا ينظرون إليه بنظرات غريبة؟


كتب أحد رواد المنتديات منذ سنوات:
معلومة - من أهم المواضيع التي أناقشها بشكل يومي مع أصدقائي. وهذه بعض الحجج التي سمعتها وأحاول أن أفندها والمناقشة بها. اذكر أني عندما ذهبت إلى بريطانيا وبعد ركوبي القطار كان الجميع ينظر إلي بنظرة غريبة .... اكتشفت السبب وهو أني لم أكن احمل كتاب بيدي . كيف لأمة بأكملها أن ترتقي بنفسها ونحن نبتعد سنوات ضوئية عن أهم مصادر المعرفة.
تعليق واحد: مهاب:
على فكرة الموضوع ده فعلا مشكلة ناس كتير وانا كنت منهم لكن انا ما حبيت القراءة بالبطئ انا حبيتها بالعافية _ اول كتاب قريته كان مئة عام من العزلة وقريته فى حوالى يومين وهوا مكون من 500 صفحة ومن بعدها وانا ادمنت قراءة الكتب الكبيرة وبحس بفخر لما اخلص كتاب كبير، بس طبعا انا مش بحب قراءة الروايات بس انا بحب الكتب العلمية اكتر