الاثنين، 26 ديسمبر 2011

الحياة - قصة قصيرة



قصة الحياة الفائزة بمنتدي عاطف الجندي الأدبي، وتم تكريمي بلقاء الملتقي باتحاد كتاب مصر يوم الأحد الموافق १२ ديسمبر، حيث ألقيت القصة، وتسلمت شهادة تقدير بهذا الفوز، وكذلك كتاب منتدي عاطف الجندي الأدبي الورقي وهو كتاب مجمع بعنوان (قطرات المسك)

الحياة


( ثلاث دقائق )
انطلق كالسهم يخترق جموع الناس الكثيفة ... أبطأ قليلا من سرعة عدوه يلتقط أنفاسه المختنقة ... صدره طبول مائجة بطرقات النبض اللاهث
( دقيقتان )



يتفادى الناس بصعوبة بالغة والساعة تدق داخل رأسه فى إصرار ... لا يهدأ حتى ينظر إليها يرقب الثواني ... بينما قدماه تنطلق كريح عاصف في دوائر حلزونية


(دقيقة وأربعون ثانية )


المعركة محتدمة داخل نفسه المتعبة ... يفر كالفأر المذعور ॥ يختنق داخل المصيدة الرهيبة


( دقبقة وثلاثون ثانية )


الميدان يغص بأحشائه من الناس في مشهد صاخب ... ينطبق بحذافيره المفزعة مع لوحة نفسه الداخلية ... يحس عقارب الساعة حراب مسمومة توخز روحه


(دقيقة وتسع ثواني )


توغلت الأحزان داخل نفسه محدثة نزيفا وجدانيا ... تلتمع الدماء على أطراف الأسفلت المكفهر الساخن تطفو عليه ذرات الغبار الكثيف ... يجثم على أنحائه دخان


( خمسون ثانية )


تنقض الأنفاس على صدره ... تتلاحق مخيفة ... يلتقطها فى عزم جديد ... تتدافع أحزانه مستبسلة ... بركان اللامبالاة ينفجر فى عنف ... تتكاثف الأحزان تتصاعد أدخنة مميتة ... تنطلق من عوادم النفوس


(أربع ثواني)


الساعة تدق فى قلبه ... يدور مع الساعة ... تتعدد الأصوات الصاخبة وتتركز فى كل اتجاه بالألم


( ثانية واحدة )


يندفع فى مجهود عنيف ... يلمح القطار يتحرك وئيدا ... يصرخ قلبه ... ينسكب عرقه ... يكاد ينكفأ ... ذئب اليأس يعتصر القلب ... ينفلت القطار


..... يتوقف القطار فجأة كأنه يلتقط أنفاسه بعد رحلة مجهدة ... لا يكاد يصدق ثانية واحدة ... لحظة ذهبية ... ينفتح باب الغيث ... تمطر أمطار الروح ... تروى أرض القلب ... تزهر الزهرات ... يتلون الأريج ... يندفع داخل الباب فى ثانية واحدة .... يبدأ فى التقاط أنفاسه اللاهثة ويهدأ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق