تفضلت دكتورة ماجدة حلمي بتشريف الملتقي، وحضور ندواته، ولها اقتراحات وإضافات قيمة منها ابتكارها لشعار طريف للملتقي: كل جمعه كتاب جديد
أيضا غقتراحها حفاظا علي حقوق الملكية الفكرية بأن يقوم الكاتب بعمل ملخص لأفكار كتاب العرض وعرضه علي الإنترنت بما يساهم في معرفة رواد الملتقي بإفادة عن كتاب الملتقي، وطبقت هذا الشأن أيضا، كما نصحتني بتعليق لوحة تتضمن عنوان المدونة بشكل واضح بما يسهل الوصول لها، وقراءة تلك الأفكار، وغيرها من الإقتراحات الممتازة।
والتالي ما تفضلت سيادتها بتقديمه، فشكرا جزيلا لهذا العطاء:
ندوه بنادى 6 اكتوبر
كل يوم جمعه كتاب جديد
مشاكل الصحة بعد الخمسين
شباب دائم وعظام بدون هشاشة
المؤلف: د. ماجدة حلمي
الناشر: الشروق الدولية /2008
كتاب شباب دائم وعظام بدون هشاشة- مشاكل الصحة بعد الخمسين و هو من اصدارات مكتبه الشروق الدوليه سنه 2008 هو من الكتب التى سيتم تقديمها فى احدى ندوات شهر ابريل, ويقع الكتاب فى 103 صفحه و يحاول تقديم حلول عمليه و اقرب للطبيعه لمرحله ما بعد الشباب للنساء و ايضا للرجال.
تمر المرأة بمراحل متعددة في حياتها، منذ أن تبلغ سن البلوغ وتبدأ عملية الحيض، الطبيعية الحيوية، وحتى ما أطلق عليه خطأ سن اليأس، مرورا بمراحل طبيعية حيوية كثيرة منها الحمل والولادة والرضاعة وما إلى ذلك.
ويثار في الأوساط العلميه حاليا جدل دائم حول تسميه هذه المرحله ويحاول بعض العلماء تغيير اسمها لما يحوي الاسم من معاني محبطه وللآن لا يزال مصطلح "مرحلة سن اليأس" هو المصطلح الأكثر شيوعا، و تسمى أيضا مرحلة سن اليأس من المحيض أو سن انقطاع الطمث، الأياس، الإياس، الاياس، سن توقف الطمث، اليأس من المحيض، وكلها تعبر عن المصطلح الإنجليزي المعروف Menopause.
ولكن الحقيقة أنه لا علاقة لليأس بالسن، وربما كان مصدر هذه التسمية هو انقطاع الأمل في الإنجاب. ولكن من قال إن انقطاع الأمل في الحيض هو اليأس؟ ها هي رسالة السماء تطرح الأمل بدلا من اليأس في مسألة الإنجاب تحديدا، في قصة سيدنا زكريا التي برر فيها يأسه من الإنجاب بأن زوجته عاقر وأنه بلغ من السن عتيا، ولكنه سبحانه وتعالى طمأنه وأخبره بأن هذا الأمر "هين". وللذين يختلفون في تسمية سن اليأس ومحاولة تسميته بأسماء أخرى بديلة، فإن من وصفه باليأس هو المولى سبحانه وتعالى إذ يقول في سورة الطلاق "وَاللائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا". وهنا اليأس من المحيض ليس معناه اليأس من الإنجاب أو الإنتاج أو الحياة بوجه عام، فهذه المرأة التي طلقت في سن اليأس يفترض أنها تستطيع الزواج مرة أخرى، ويفهم من ذلك أن من حقها الاستمتاع بالحياة الجنسية والحياة الزوجية كالتي لا زالت تحيض.
وإذا استرجعت الذاكرة المقولة المصرية الشهيرة التي رفعها مصطفى كامل بأنه "لا يأس مع الحياة" فلابد أن نطلب من المرأة ونطالبها بأن تعتبر مرحلة انقطاع الطمث مرحلة طبيعية حيوية، لا تدعو إلى اليأس بقدر ما تفتح باب مرحلة جديدة في الحياة، مرحلة النضج والخبرة والحكمة، وقبل هذا وبعده مرحلة الاستمتاع بالحياة دون قيود. مرحلة الانطلاق والعمل البناء والعطاء بلا حدود، للنفس وللمجتمع.
إن سن اليأس ليس حالة مرضية حتى ترتعد منه بعض النساء، بل هو مرحلة انتقالية حيوية طبيعية، مثلها مثل البلوغ، والمراهقة، والحمل، والولادة. واليأس في الإنجاب حقيقة حيوية، يجب أن نتعامل معها ونتفهمها في حدودها، ليس أكثر ولا أقل، وهى ليست مقصورة على النساء فقط بل إنها تحدث أيضا للرجال، وإن كان حدوث سن اليأس في الرجال يتم ببطء شديد بداية من سن الأربعين إلى سن الخامسة والستين سنة.
ومرحلة منتصف العمر لها خصائصها في الرجال والنساء على حد سواء، ففي هذه المرحلة يبدأ المرء في مراجعة حياته الماضية وكيف سارت به الأيام وكيف يمكن أن تكون عليه الحال في المستقبل.
المهم في الموضوع أن ندرك أن هذه التغيرات الفسيولوجية والنفسية طبيعية وأن لا ندع مجالاً لإساءة الفهم من قبل المحيطين، من أصدقاء وأفراد الأسرة والزوج أو الزوجة، كما أن العكس أيضا ليس صحيحا، أي أنه ليس مطلوبا أيضا الرعاية أو الاهتمام الزائد عن المعتاد، لأن الحالة عادية جدا والحياة يجب أن تستمر على نفس الوتيرة التي كانت تسير عليها قبل هذه المرحلة.
تحدد الدراسات العلمية العوامل التي تؤدى إلى زيادة الأعراض المصاحبة لتحولات تلك الفترة ومنها:
الوراثة، و شخصية المرأة و عملها و الزواج المتأخر و عدد مرات الحمل والإنجاب و العوامل اجتماعية واقتصادية و عوامل بيئية.
ما نود أن نعرض له في هذا الكتاب ونؤكد عليه، هو أن بلوغ المرأة لسن اليأس ليس نهاية المطاف، وإنما بداية جديدة لحياة زوجيه سعيدة. وحتى يعيش المرء هذه المرحلة بسعادة حقيقية لابد أن يستعين بوسائل العلوم والتكنولوجيا، والتشخيص المبكر للأمراض، وحماية جسده، وتفادي الأمراض والأعراض المصاحبة لتقدم العمر، وعلى رأسها هشاشة العظام عند الرجل والمرأة على حد سواء.
ذلك التغير في الحياة الذي يحدث أثناء مرحلة سن اليأس من المحيض، إنما يصف بحق عملية تأقلم الجسم للتغير في مستوى الاستروجين ، فبمرور الزمن تضيع التأثيرات المفيدة للأستروجين على العظام وعلى الأوعية الدموية للقلب مما يجعل هشاشة العظام و أمراض القلب أكثر شيوعا بين النساء اللائي دخلن مرحلة اليأس من المحيض.
والملاحظ أن معظم الرجال لا يتعاملون بجدية مع أعراض دخولهم لسن اليأس رغم الأمراض الخطيرة التي قد تتكشف عنها هذه الفترة مثل مرض وهن العظام وغيرها، هذا في حين إن التشخيص والعلاج بسيطان للغاية: لا يستدعي التشخيص أكثر من التأكد من نسبة التيستوستيرون في الدم من خلال فحص عينة من الدم عند طبيب المسالك البولية أو أخصائي أمراض الغدد.
وعادة لا يتوجه الرجل بسبب الخجل إلى الطبيب ليشكو تطورات سن اليأس لديه إلا بعد ظهور حاله الضعف الجنسى، في حين أن الجنس ليس غريزة تظهر بيولوجيا عند الإنسان بتأثير الهرمون الذكري فحسب وإنما هو على علاقة وارتباط وثيقين بشخصية الإنسان وتكوينه وعلى هذا الأساس فان فقدان الحياة الجنسية هو ليس النتيجة المباشرة لتقدم العمر إنما بشكل اشمل انعكاس لموقف شخصي من الجنس أيضا.
والرجال أيضا يصابوا بنفس الأعراض التي تصاب بها النساء في سن اليأس والمتمثلة في العرق الغزير وتسرع دقات القلب والشعور بالتوهج في الوجه والجسم أو ما يعرف بالهبات الساخنة، إضافة إلى الإحساس بالوهن العام والميل إلى الهمود والكآبة.
وقد فسر العلماء ذلك بالاضطرابات التي تتعلق بهرمون التستيرون وهو الهرمون الجنسي الذكري، حيث مع بلوغ الرجل سن الأربعين ينخفض إفرازه ويؤثر بذلك على بعض العمليات الحيوية والفسيولوجية في الجسم، حيث تتضاءل الرغبة الجنسية أيضا ويصاب المرء من جراء ذلك بالضعف الجنسي، ويصاب أيضا بالهمود والاكتئاب حيث تسيطر عليه المشاعر السلبية التي تؤثر على حياته الاجتماعية والعملية أيضا.
وللأسف يهمل الكثير من الرجال هذه المظاهر وفي كثير من الأحيان تعزى لبعض الأمراض دون أن يتم تحديد سببها بدقة. ولن يستطيع الطبيب تحديد هذه الأسباب بدوق دون أن يلجأ إلى التعرف على التاريخ المرضي المفصل للمريض والفحص السريري والتحاليل المعملية وغيرها، والتي تساعد الطبيب على التوصل إلى التشخيص الدقيق لهذه الاضطرابات، وبالتالي تمكنه من وضع خطة علاجية مناسبة للشفاء منها.
يتحدث الفصل الاول عن أعراض سن اليأس من المحيض
يبدأ انقطاع الطمث الطبيعي، كما يوحي اسمه، من دون تدخلك لهذا يوصف أحيانا بأنه تلقائي، وهو أمر طبيعي تماما يحدث لكل الإناث منذ بداية الخلق. ولكن قد تظهر بعض الأعراض مبكرا أحيانا، بمعنى أنه ربما تظهر أعراض قبل عشر سنوات أو أكثر من انقطاع الطمث. والمؤشر الذي يدل المرأة علي أن تغييرا ما قد حدث هو انقطاع الحيض أو توقف نزول الدم خلال الطمث، ولا علاقة لانقطاع الحيض بالحالة الصحية أو التغذية أو الظروف الاجتماعية والبيئية الأخرى، فأنت تبدئين مرحلة تالية من العمر، وليس انقطاع الحيض إلا تطورا طبيعيا تمرين به شأن كل النساء ومثله مثل نزول أول دوره عند البلوغ.
ذلك التغير في الحياة الذي يحدث أثناء مرحلة سن اليأس من المحيض، إنما يصف بحق عملية تأقلم الجسم للتغير في مستوى الاستروجين
أحياناً يحدث توقف الطمث مبكراً عن السن الطبيعي ويكون ذلك لعدة أسباب منها: سن الياس الجراحيً و المرضى نتيجه اورام او خلل هرمونى كما ان العلاج الكيميائي والذي يستعمل في بعض الأمراض ويؤدي إلى تثبيط المبيض ومن ثم توقف عمله.
والملاحظ أن معظم الرجال لا يتعاملون بجدية مع أعراض دخولهم لسن اليأس رغم الأمراض الخطيرة التي قد تتكشف عنها هذه الفترة مثل مرض وهن العظام وغيرها، هذا في حين إن التشخيص والعلاج بسيطان للغاية: لا يستدعي التشخيص أكثر من التأكد من نسبة التيستوستيرون في الدم من خلال فحص عينة من الدم عند طبيب المسالك البولية أو أخصائي أمراض الغدد.
ترجع التغييرات الجسدية والنفسية في مرحلة انقطاع الحيض إلي تغيير في إفراز الهرمونات من غدد الجسم الصماء، والهرمونات هي سوائل كيمائية تفرزها الغدد الصماء في مجرى الدم لتنظم أنشطة الأعضاء الحيوية، وقد اشتق لفظ هرمون من كلمة يونانية تعني يُحَفِّز ويثير، وهي تحفظ للجسم حيويته وقدرته على تعويض ما فقد. و من اهم التغييرات البدنية انقطاع الحيض و الهبات الحرارية وللتغلب على الهبات الحرارية يمكن عمل التالي:
- تخفيض درجة حرارة المنزل
- لبس طبقات من الملابس القطنية شتاءً وبذلك يمكن نزعها عند الإحساس بالحرارة تدريجياً
- شرب الماء البارد
- تناول الهرمونات بعد استشاره الطبيب.
أما هشاشة العظام التي أصبح الحديث عنها شائعًا، بعد أن طرحت نفسها كمشكلة صحية في الآونة الأخيرة، فعلى أثرها يصبح العظم أكثر عرضة للكسر نتيجة ضعفه وقلة كثافته. إن معنى كلمة عظام هشة هي (عظام تسمح بنفاذ السوائل) وهي تحدث عندما يستنزف الكالسيوم من العظام، جاعلاً إياها هشة وعرضة للتكسر. فالهيكل العظمي بنك حسابه عبارة عن كمية الكالسيوم المحتواة بداخله، ومن الأمور شديدة الأهمية إيداع أكبر قدّر من الكالسيوم في هذا البنك في الأعمار الصغيرة وخصوصاً في سنوات المراهقة، لأن هذا يمدك بصيانة أكبر في الأعمار المتقدمة، فعندما ينفق الجسم كالسيوم أكثر مما يودع فيه فإن هذا الهيكل العظمي يتجرد منه، ويستغرق الأمر سنوات لإعادة بناء العظام بإمدادها بما فقدته من كالسيوم.
العظام هي نسيج حي، يحافظ عليه نوعان من الخلايا أولهما تسمى أوستيوكلاستس osteo clasts وهي التي تسبب تكسر الخلايا الموجودة بالفعل وثانيهما تسمى أوستيوبلاستس osteoblasts وهي تلك التي تبني عظاماً جديدة لاستبدال العظام المستهلكة. وهذان النوعان عادة ما يعملان معاً للمحافظة على كمية ثابتة من العظام.
تصاب النساء كما يصاب الرجال بوهن العظام، ولكن بنسب متفاوتة حيث تقل كثافة العظم و تصبح عملية الهدم في العظم ضعف عملية البناء ويشعر المرء بألم في العظام غالبا في مناطق الرسغ وفقرات الظهر وعظام الحوض.
وتكون العظام عرضة للكسر، فبعد سن السبعين سنة وجد أن خمسة وعشرين بالمائة من النساء مصابات بكسور الفقرات وخمسة عشر بالمائة كسور الحوض وخمسة عشر بالمائة كسور في الرسغ. وهي كسور تدريجية، ولا يشعر الإنسان سوي بآلام العظام المعتادة في هذه السن، وعادة يتم كشفها مصادفة أثناء الفحص الدوري.
يعرف مرض هشاشة العظام بأنه القاتل الصامت، يزيل هذا المرض الكالسيوم من العظام بهدوء حتى تصبح هشة سهلة الكسر، وهذا يسمح بكسور الحوض التي تقتل أعراضها الجانبية من النساء أكثر مما يفعل سرطان الثدي في كل عام.
ولكن من الممكن التقليل من خطورة هذا المرض بواسطة ما يلي:
1- تناول قدّر كاف من الكالسيوم وفيتامين د، فيتامين ك.
2- المحافظة على النشاط البدني.
3- عدم التدخين.
4- المحافظة على مستويات الاستروجين في الجسم.
تعد هرمونات الخصوبة أهم حارس للعظام لأنها تعيد بناء خلايا العظام المتحللة، و يمكن ان يكون الحل في مصدر آخر وهو (الاستروجين الآمن) الذي يتمثل في الاستروجين ات النباتية.
5- تناول الكثير من الخضراوات الطازجة.
6- الإقلال من تناول ملح الطعام.
7 - تناول كميات أقل من البروتين الحيواني.
8- تجنب أو التقليل من كمية الكافيين التي يتم تناولها يومياً.
كما تزيد نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين عندما يصل المرء إلى سن اليأس وذلك لأن هرمونات الخصوبة تدخل في التمثيل الغذائي للدهون وتسهم في حماية المرء من تصلب الشرايين وأمراض القلب قبل سن اليأس.
و تزيد ايضا اضطرابات الجهاز البولي والتناسلي
بعد سن الخمسين يتغير شكل الجسم، وذلك ليس فقط نتيجة تغير شكل العظام ولكن أيضا هناك عامل هام هو تغير توزيع الدهون بعد انتهاء فتره الخصوبة و نقص هرموناتها التي تلعب دورا هاما في توزيع الدهون في الجسم فيبدأ تركز الدهون أسفل الخصر وعلي الخصر وفي بعض الأحيان يكون الإنسان معرضا للنحافة الزائدة نتيجة مرض السكر أو أمراض الأسنان الشائعة في هذه المرحلة من العمر.
و يقول الخبراء إن الرجال البدناء المصابين بسرطان البروستاتا بإمكانهم تحسين فرص بقائهم على قيد الحياة إذا ما خفضوا أوزانهم. ويعتقد الأطباء أن البروتينات والهرمونات في دهون الجسم قد تشجع على نمو الورم في الرجال البدناء. او النحافة التى قد تكون بسبب فقدان الشهية، والتوتر والقلق النفسي أو بسبب اقتراب حدوث داء البول السكري.
و تظهر تجاعيد الوجه
وقد يصاحب هذه المرحلة أيضًا تغيرات في العلاقة الزوجية، حيث يشكل انقطاع الطمث انخفاض الرغبة في النشاط الجنسي، وغالباً ما تدفع الزوجة ثمناً مضاعفاً لمرحلة سن اليأس، فهي ضحية هذه المرحلة، مهما تمتعت بالصبر والحكمة، ذلك أن الرجل يبدأ بمراجعة ما أنجزه في حياته، وينتابه شعور باقتراب الأجل، فيفكر بما تبقى له وتدخل علاقاته كلها دائرة التقييم، وقد يسلك البعض مسلكاً غريباً فيتصابى من جديد، وقد يطالب زوجته بالإنجاب، ليستعيد إحساسه بأنه ما زال شاباً، أو قد يعاقبها لأنها لاحظت ضعفه، فيهرب من واقعه إلى عوالم خيالية كاذبة، مع إصراره على أن ينظر إليه المجتمع كرجل مكتمل الخبرة والنضوج. وفي الوقت ذاته يغرق في ازدواجية لافتة ومحيرة، فيتخذ قرارات عشوائية تتعلق بالمال والمهنة. وقد يعتبر الخيانة الزوجية الوسيلة الوحيدة للخروج من الملل وروتين الحياة واثبات انه لا يشكو علة ما لنفسه ولزوجته ولمحيطه.
عند الدخول الفعلي في سن اليأس، الأمر الذي يصبح واقعاً بعد الخمسين، يتعكر مزاج الرجل فيشعر بالانكسار، لاسيما أمام زوجته، وعندما يضعف أداؤه الجنسي، ويعيش حالة اكتئاب وتوتر. وأساس هذه الحالة انعدام الحوار مع نفسه أولا ومع زوجته ثانياً ومع المجتمع ثالثاً. والاهم هو غياب الثقافة التي توجه الرجل إلى استشارة الطبيب عند وصوله إلى هذه المرحلة.
سن اليأس عند الرجل قدر لا مفر منه، وان كانت هذه المرحلة لا تتم بالطريقة الواضحة نفسها التي تعيشها المرأة بيولوجيا، وإنما يدخلها الرجل بالتدريج مع وصوله إلى سن الأربعين. كما حدد الطب العوارض الناتجة عن الانحسار الهرموني فيها, كما ان سن اليأس عند النساء سهل التشخيص على عكس الحال عند الرجال. حيث أن العادة الشهرية تتوقف، إلا أن الأمر يتطلب الكثير من الفحوصات بالنسبة للرجال حيث يتطلب الأمر فحص للدم لمعرفة نسبه هرمون التيستوستيرون في الدم إلا أنه قد تبين أن الرجال يمكن أن يصابوا بنفس الأعراض التي تصاب بها النساء في سن اليأس والمتمثلة بالتعرق الغزير وتسرع دقات القلب والشعور بالتوهج في الوجه والجسم أو ما يعرف بالهبات الساخنة، إضافة إلى الإحساس بالوهن العام والميل إلى الهمود والكآبة.
أما بالنسبة للاكتئاب الذي يعاني منه بعض الأشخاص خلال فترة انقطاع الحيض فيمكن التصدي له ومحاربته بالوسائل التالية:
إقامة الصداقات
ممارسة أنشطة رياضية
الاستشارة الطبية لمعرفة سبب الاكتئاب
إلا أن ما سبق يجب ألا يزرع الرعب والخوف في قلب المرأة من الإصابة بتلك الأمراض وهو إن دل على شيء فيدل على فوائد الدورة الشهرية التي بوجودها تشكل حماية كبيرة للمرأة وبناءً عليه أثبت الطب أن الرجل أكثر عرضة لأمراض السرطان والسكتة القلبية والذبحة الصدرية من المرأة لافتقاده لهذه الميزة التي منّ الله بها على المرأة لفترة لا بأس بها من عمرها.
كما أن لكل مرحلة عمرية تغيراتها الهرمونية ولكل مرحلة جمالها وميزاتها والعاقل من يكيف ظروفه حسب تلك التغيرات لا أن يجعلها تتحكم فيه.
إن سن اليأس سن الحكمة سن أصقلته التجارب، وأكسبته رصانة التفكير وصواب الهدف، إلا أن المجتمع جعل من عمر الخمسين بالنسبة للمرأة كابوسا يطارد خيالها، وهو ليس إلا موروث اجتماعي بالي رسخته أفكار تعاني من المرض والقصور الفكري الذي اشتد وأصبح من الأفكار المسبقة المسيطرة. وعليه بدأت تبنى النظريات والآراء والدراسات لحل مشكلة لم تكن بالمشكلة لكنها غدت بعد اجترارها أزمة نفسية واجتماعية لا بد من إيجاد حل لها.
خيارات العلاج :
إن للعلاج أثناء مرحلة اليأس من المحيض هدفين محددين.
أولهما أن يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض التي تسببها التغيرات الهرمونية.
وثانيهما أن يعطى لتقليل مضاعفات شيخوخة أنسجة الجسم.
طرق تناول الهرمونات و الجرعات المتعارف عليها:
عند توقف نشاط المبايض يمكن إعطاء السيدة هرمونات بديلة لتعويض الهرمونات الطبيعية المفقودة، تؤخذ هذه الهرمونات بواسطة الفم أو على شكل مراهم موضعية أو لصقات تحوي هرمون الاستروجين .
وبصفة عامة لو اختارت السيدة العلاج بالتعويض الهرموني ننصحها بأخذ أقل جرعة فعالة ممكنة لأقصر فترة ممكنة.
لا تستعمل الهرمونات البديلة في الحالات التالية :-
1- في حالة سرطانات الثدي و سرطانات بطانة الرحم.
2- في حالة أمراض الكبد و ضغط الدم.
3- في حالة وجود تخثر أو جلطات في الأوردة.
الهرمونات للرجال أيضا
يؤكد العلماء علي تدني معدلات هرمون التستوستيرون (هرمن الذكورة المعادل لهرمون الاستروجين لدي الرجال) والسؤال الذي يتعرض له العلماء حاليا بالعلاقة مع سن اليأس هو ما إذا كان العلاج الهرموني يؤدي عند الرجال إلى تقليل خطر الإصابة بكسور العظام كما هو الحال مع علاج النساء بالاستروجين. وهناك أربعون بالمائة من الرجال في سن الأربعين يعانون من هذه الأعراض:
- خمول.
- زيادة الانفعال (التوتر).
- تقلب المزاج.
- قلة الرغبة الجنسية.
فيمكن أن تكون هذه الأعراض أعراض سن اليأس للرجال.
لكن بالرغم من المحاولات العديدة على مر سنين طويلة لإعادة النشاط للرجال في الأعمار المتقدمة عن طريق بدائل الهرمونات فمازال هذا المفهوم يقابل بالتجاهل .. حيث كانت أول تجربة للتوصل لبدائل الهرمونات للرجال منذ مائة وخمسين عاماً على يد طبيب ألماني.
تركيبات كيميائية غير هرمونية :
هي عبارة عن منتجات استروجينيه مركبة صناعيا، هذه الأنواع من العلاج لها فعالية هرمون الاستروجين و البروجسترون و الاندروجين و تؤخذ على شكل أقراص يوميا بدون انقطاع لمدة سنة على الأقل.
وسائل العلاج النباتيه والوقائيه:
بإتباع نظام غذائي مناسب، بأن نستهلك المزيد من الأطعمة والمكملات المدعمة بالكالسيوم وفيتامينD، إلا أن الباحثين كشفوا اليوم عن مغذيات أخرى قد تلعب دورا أساسيا في استراتيجية الوقاية الغذائية من داء وهن العظام. و اهمها الاستروجينات النباتية و الأغذية الغنية بالفايتواستروجنيات هي مصادر نباتية تحتوي أنواع مميزة من كيميائيات الفايتو تخفف كثيراً من متاعب السن.
صور الاستروجينات النباتية
1- الايزوفلافونات مثل الصويا و البطاطا و البقوليات و الحمص والبسلة
2- الاندولات مثل الخس والكرنب والقرنبيط .
3- الليجنان مثل بذور الكتان
4- الفايتوفينول : (ريزفيراترول) مثل الفول السوداني و العنب و الرمان و توجد مركبات الفايتواستروجينات مطمورة في زيت البذور. و نوى البلح.
4- التراى تربينويدات: يوجد بكثرة في العرقسوس والحلبة، والشمر والينسون أيضا من النباتات التي تحوى كميات كبيرة من الاستروجينات النباتية و بهار الكركم
فوائد الاستروجينات النباتية:
o تحد بدرجة كبيرة من أعراض انقطاع الطمث
o تنظم تخزين الدهون الزائدة في الجسم
o تقلل من نسبة الشحوم في الدم
o عنصر هام في علاج ترقق العظام والوقاية من الإصابة به
o يقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية
o يقلل نسبة السكر
o الوقاية من الاكتئاب
o منبه جيد للذاكرة
o علاج النزلات الشعبية وتخفيف حالات الربو والسعال الديكي والتهابات الحنجرة
o تفيد في تفتيت الحصى
o علاج سوء الهضم
مركبات وقائية ومضادات الأكسدة:
من نوع فلافونويد (وهذه المركبات الثلاثة هي أنثوسينيدين و فلافانونين وفلافونيس ) الأساس العلمي الطبي لفوائد مضادات الأكسدة هو أنها عبارة عن نظام لوقاية الجسم وحمايته من مركبات كيميائية عدة ومؤثرات بيئية شتى ومنع تفاعلاتها الضارة على أنسجة الجسم وأعضائه وخلاياه. التفاعل السلبي للجسم مع البيئة التي نعيش فيها والعناصر التي تشكلها هو ما نحتاج لمقاومته. وهذه التأثيرات السلبية تمر عبر طريق ما يُسمى بالجذور الحرة. وهي مواد قد تتمكن من أن تعيث فساداً في الجسم، ما لم تتم السيطرة عليها بالمواد المضادة للأكسدة.
هذه المركبات الكيميائية تُوجد بوفرة نسبية متفاوتة في الكثير من المنتجات الغذائية النباتية. والفرضية العلمية أن هذه المركبات الكيميائية لديها قدرة على وقاية شرايين القلب وبقية أجزاء الجسم من تبعات ارتفاع نسبة الكولسترول الخفيف الضار عبر خفض نسبته في الدم أولاً، وعبر منع ترسيخ ترسبه في جدران الشرايين ثانياً. كما أن هناك مؤشرات علمية على أن مركبات فلافونويد المضادة للأكسدة لها قدرة على الحد من ظهور أو تفاقم عملية الالتهاب في تلك المناطق الشريانية الضيقة. ولذا يصف أطباء القلب أدوية تعمل على خفض مستوى الالتهابات مثل عقار الأسبرين.
كما أن الدراسات الأخيرة تتهم مباشرة عامل التوتر المؤكسد والالتهابات المزمنة لظهور ما يعرف بداء هشاشة العظام، فقد لاحظ الباحثون خلال الاختبارات التي أجروها حول هذا الداء وأعراضه زيادة في المؤشرات البيولوجية للتوتر والمؤكسد لدى عينات المرضى. وفي الواقع يمارس الالتهاب تأثيرا مهما على عملية إعادة تشكل العظام.
بذلك يمكن الاهتمام بتناول المنتجات الغذائية النباتية الغنية بالمركبات المضادة للأكسدة ، كالتي في التفاح والكمثرى والشوكولاته الداكنة بالسكر ومن دون سكر و نخالة القمح أو غيره من الحبوب وكذلك الحال مع الجريب فروت والفراولة كما أنها تتوفر على هيئة ملجم وعة من الفيتامينات، مثل فيتامين سي وفيتامين إي وفيتامين إيه وغيرها.
في البصل أيضا مادة من متعددات الفينول 'الكوبر سيتين'. متواجدة بمعدلات مرتفعة أثبتت قدرتها على حماية البنية العظمية وكذلك الأمر بالنسبة إلى مزايا الهيسبيرين الموجودة في أصناف الحمضيات. ومن جهة أخرى هناك صلة ايجابية بين حصص فيتامين C والكثافة المعدنية العظمية. كما أن نقص تناول فيتامين C وفيتامين E والبوتاسيوم والمغنسيوم والمعادن الضرورية كالزنك، النحاس، والمنجنيز والسترونتيوم قد يؤدي إلى زيادة احتمال كسور مفاصل الحوض. ونظرا إلى قدرتها العلاجية، فقد تشكل سائر المغذيات التي ذكرناها استراتيجية أساسية في الوقاية من داء هشاشة العظام.
الطب البديل و علاقته بسن اليأس:
أصبح الطب البديل شائع الاستعمال في علاج أعراض سن اليأس. يضم الطب البديل:
1- التداوي بالأعشاب:
بالرغم من الاعتقاد السائد بأن كل شيء طبيعي غير مضر, فبعض الأعشاب تحتوي على مواد كيميائية معينة قد تكون مضرة حيث يجب استعمال الأعشاب بحذر و عدم استعمالها من قبل النساء المصابات بسرطانات و أعراض تخثر الدم، مثل الزيوت مستخرجة من زهرة الربيع التي تقلل من آلام الثدي. ومن أمثلة هذه الأعشاب ما يلي:
المر يميه:
زيت الليمون:
النعناع البري أو حشيشة الدود:
حشيشة الدينار:
زيت شجره السرو:
وتختلف طرق العلاج باختلاف الأعراض ومن أجل التخفيف من آثار سن اليأس ينصحون بما يلي:
- إتباع نظام غذائي متوازن.
- ممارسة التمارين بانتظام.
- النوم بشكل كاف.
- إبقاء الجسم والعقل سليمين وصحيين.
- والبدء بالمعالجة مبكرا.
كما ان الوخز بالإبرو اليوجا والتمارين الرياضية تقلل من أعراض سن اليأس
ممارسة التمارين الرياضية مهم لسلامة العظام والوقاية من أمراض القلب حيث أن ممارسة الرياضة مرتبط بنقصان الوزن وانخفاض ضغط الدم وانخفاض مستوى الكولسترول في الدم. وتسهم الرياضة في التقليل من الكآبة وتحسين حالة النوم إضافة إلى تقليل العرق والحرارة الذي تشعر بها النساء في سن اليأس.
وأبسط أنواع الرياضة والتي يمكن ممارستها من قبل جميع النساء هي المشي كما ان الرياضة المنزلية لمدة عشرين دقيقة في اليوم تساعد على شد العضلات وحرق الدهون وتحريك الدورة الدموية وإزالة السمنة الزائدة التي تتراكم حول البطن وتحت الجلد نتيجة للتغيرات البيولوجية في هذه السن.
الكلمة الأخيرة
إن تعلم المزيد عن سن اليأس سيساعدك علي تقييم بعض الخيارات المتعلقة بصحتك التي يجب عليك اتخاذها. لا أجوبة واضحة للكثير من الأسئلة لأن ما ينطبق علي شخص ما قد لا ينطبق علي شخص آخر. عليك الإطلاع علي التفاصيل كي تكوني شريكة فعالة مع طبيبك في اتخاذ القرار المناسب لك.
والكلمة الأخيرة في هذا الموضوع هي أن سن اليأس وإن اعتبر مرضا فهو مرض عصري لتقدم معدل العمر الذي كان في السابق أقل مما هو حاليا فكانت المرأة لا تصل أحيانا لحد سن اليأس وتعيش العمر مخصبة.
- سن اليأس مرحلة فسيولوجية يمكن أن ترافقها بعض الاضطرابات
- سن اليأس يمثل ثلث حياة امرأة
- سن اليأس مناسبة لإجراء فحوصات
- سن اليأس يتوافق مع جودة الحياة
- يمكن لسن اليأس أن يعالج بكل طمأنينة وقت الحاجة
- الممارسة الجنسية تقلل الإصابة
اما الفصل الثانى فيناقش الاكتشاف المبكر للامراض قال الحكيم أبو قراط "إن الرجل الحكيم هو الذي يعتبر أن الصحة هي أعظم نعمه وهبها الله للإنسان" وصدق المثل القائل: "درهم وقاية خير من قنطار علاج".
البشر جميعا، رجالا ونساء علي حد سواء، لا يجدون أن هناك سبب يدعوهم للذهاب إلى زيارة الطبيب بصورة منتظمة، وهم فقط يذهبون في الحالات المرضية الشديدة. والانتظار للذهاب إلى الطبيب في هذه الحالات فقط يعتبر خطأ كبير في حق الصحة، لعل البعض يفضل عدم الذهاب للفحص الدوري للاكتشاف المبكر للأمراض لأنه يتحاشى أن يفاجأ بوجود مرض ما، والحقيقة الساطعة هي أن اكتشاف المرض في بدايته يجعل الأمر سهلا ويمكن التحكم به.
ومعظم الأطباء ينصحون بالفحص الدوري في كل الأعمار، ويشددون عليه بداية من عمر الأربعين وذلك لتقييم الحالة الصحية في تلك الفترة واعتبارها قاعدة أساسية يعتمد عليها للمقارنة في المؤشرات الصحية مع تقدم العمر وهذه المؤشرات مثل ضغط الدم – مستوى الكولسترول ومستوى السكر في الدم وغيرها من المؤشرات الصحية للأمراض المختلفة وكلما تم اكتشاف الأمراض في وقت مبكر كلما كانت نسبه النجاح للسيطرة وعلاج المرض أفضل من اكتشاف المرض في حالاته المتأخرة.
لذلك ينصح الأطباء بعمل الفحوصات الدورية التالية :
مقاييس الجسم
تحليل البول
فحص الأسنان
فحص العينين
فحص السمع
فحص الجلد
مستوى الكولسترول في الدم
مستوى السكر
قياس ضغط الدم
تخطيط القلب الكهربائي
اختبارات هشاشة العظام
اختبار الدم
فحص القولون للوقاية من سرطان القولون
فحص للمثانة البولية للوقاية من سرطان المثانة
فحص الثدي والجهاز التناسلي للإناث
ويفضل استشاره الطبيب عن أهم الاختبارات الواجب عملها اعتمادا على عوامل الخطورة للأمراض المختلفة. ونفصل في الكتاب هذه الفحوصات الدورية اللازمة في كل الأعمار والتي تكتسب أهمية متزايدة مع كل تقدم في العمر، فتصبح على درجة كبيرة من الأهمية بعد سن الأربعين، ولا بديل عنها بعد سن الخمسين و يفضل مناقشتها مع طبيب الاسره الذى يشرف على الرعايه الصحيه الاوليه للاصحاء.
اما عنوان الفصل الأخير فهو سن اليأس للرجل أيضا
إن الوصول إلى سن اليأس هو أمر نسائي معروف، أما ما نطرحه اليوم فهو الجانب الذكري من القصة والذي لا زال حتى اليوم أمرا يحاول معظم الرجال التغاضي عن وجوده, لست وحدك من تعانين من أعراض سن اليأس فقد ثبت علمياً أن الرجال أيضاً يعانون من هذه الأعراض لكن أعراض الوصول إلى سن اليأس عند النساء سهله التشخيص على عكس الحال عند الرجال، فبينما يكفي أن يتوقف الحيض يتوقف حتى نتعرف على دخول المرأة هذه المرحلة، إلا أن الأمر يتطلب الكثير من الفحوصات بالنسبة للرجال حيث يتطلب الأمر فحص للدم لمعرفة نسبه هرمون التيستوستيرون في الدم.
وقد تبين أن الرجال يمكن أن يصابوا بنفس الأعراض التي تصاب بها النساء في سن اليأس والمتمثلة بالعرق الغزير وسرعة دقات القلب والشعور بالتوهج في الوجه والجسم أو ما يعرف بالهبات الساخنة (الومضات الساخنة)، إضافة إلى الإحساس بالوهن العام والميل إلى الهمود والكآبة.
طبقاً للأبحاث فإن حوالي أربعة إلى خمسة مليون مواطن أمريكي يعاني من انخفاض في نسبه هرمون التيستوستيرون بينما يعالج منهم خمسة بالمائة فقط كذلك واحد من كل عشرة أشخاص بين أعمار الأربعين والستين يعاني من انخفاض مستويات هذا الهرمون في جسمه, وتتضاعف هذه النسبة بعد عمر الستين لتصبح رجل من كل خمسة يعاني من نقص هذا الهرمون في الدم.
ونحن لا نعلم على وجه التحديد عدد الرجال الذين يعانون في منطقتنا العربية و لكن لا بد من فتح باب الحديث في هذا الموضوع الشائك فقد يعانى الرجل في تكتم و لكن إذا علم أن لمشكلته حلول فلن تكون هناك مشكله, ومشكلة سن يأس الرجال لا زالت في الظل لأن الرجال الذين يعانون من هذه الحالة لا يريدون الاعتراف بأن طاقتهم الجنسية لم تعد كالسابق. لكن الأمر لا يقتصر على هذه الناحية فقط فانخفاض نسبه هذا الهرمون في الدم تؤثر على القوة والذاكرة عند الرجال، بل تتعدى ذلك إلى ضعف بنية العظام, لذلك ينصح الأطباء بضرورة إجراء فحص دوري للدم بعد سن الأربعين للتأكد من نسبه هذا الهرمون في الدم، كون المرض لا يمكن تشخيصه بالفحص النظري.
وقد فسر العلماء تلك الاضطرابات التي تتعلق بهرمون التيستوستيرون وهو الهرمون الجنسي الذكري، حيث مع بلوغ الرجل سن الأربعين ينخفض إفرازه ويؤثر ذلك على بعض العمليات الحيوية والفسيولوجية في الجسم، حيث تتضاءل الرغبة الجنسية أيضا ويصاب المرء من جراء ذلك بالضعف الجنسي، ويصاب أيضا بالهمود و الاكتئاب حيث تسيطر عليه المشاعر السلبية التي تؤثر على حياته الاجتماعية والعملية أيضا.
شعار سن اليأس عند الرجال "الرجال المسنون بحاجة إلى هرمونات" ليس دعاية تبثها الصيدليات التجارية بهدف ترويج منتجاتها الذكورية وإنما حقيقة واقعة تتعلق بسن اليأس عند الرجال. ويعترف الأطباء اليوم بشكل واضح بالانحسار الهرموني عند الرجال في سن اليأس لكنهم يعرفون أيضا بان هذا الاضطراب الهرموني لا يتم بالطريقة المباغتة التي يجري فيها عند النساء, والمشكلة هنا أن الباحثين قد اخضعوا سن اليأس عند النساء إلى دراسات مطولة وتفصيلية طوال الخمسين سنة الماضية إلا أن الأبحاث في سن اليأس عند الرجال ما زالت محدودة.
وعدا عن الهرمون الذكري فهناك الكثير من المواد الأخرى التي تلعب دورا في تقدم العمر. وثبت أن جسم الرجل يفرز بعد بلوغ الخمسين هرمون النمو (الميلاتونين) و هرمون ديهايدرو ايبي اندروستيرون اسيتات DHEA)) بمعدلات أقل. إذ يجري تركيب هذه المادة بشكل سلفات ديهايدرو ايبي اندروستيرون في قشرة الغدة الكظرية ليعاد إنتاجها بشكل تيستوستيرون أو أوستراديول. ومن المواد الأخرى المؤثرة على حيوية الرجل ونشاطه هو بروتين معين اسمه الجلوبيولين الرابط بالهرمون الجنس وهو بروتين يرتبط يالتيستوستيرون ويؤدي بالتالي إلى خفض مستواه في الدم ويتسبب نقص هذه المواد بالعديد من المضاعفات:
تزداد عملية الهدم في العظام
تتقلص فترات النوم
يضعف الجهاز المناعي
والأهم هو أن قدرات الإنسان المختلفة تضعف وتتغير عملية تحول الدهون الشحم فترتفع نسبة الكوليسترول في الدم وترتفع معها بالطبع مخاطر تصلب الشرايين ومخاطر الإصابة بجلطة القلب, ويعلق العلماء آمالا كبيرة على إمكانية تطوير أقراص هرمونية توقف هذه التغيرات عند الرجل.
ومن المظاهر المميزة لهذه المرحلة العمرية انخفاض معدل الكتلة العضلية والعظمية وزيادة الكتلة الدهنية التي تتجمع في منطقة البطن ويضطرب النظام العصبي اللاإرادي حيث يعاني المصاب من جراء ذلك بالتعرق الليلي الغزير الذي يضطر المرء في بعض الأحيان لتبديل ثيابه والأغطية التي يستخدمها ويشعر بنوبات من الحر التي يكاد لا يتحملها.
كثير من الأطباء تعتبر هذه الأعراض مرتبطة بتطور العمر فقط ويتجاهلون الأسباب الأخرى.. وقد نضطر إلى قبول هذه الفكرة .. فيمكن أن نتقبل أن قوة الجسم تقل في سن الستين لكن لن نتقبل أن الشخص في هذه السن (سن الأربعين) عليه بالبقاء في الفراش بسبب التعب والضعف.
بعض العادات السيئة التي تعجل بسن اليأس عند الرجال:
- زيادة تعاطى الخمور.
- التدخين.
- زيادة التوتر.
- بعض أنواع العلاج.
- استخدام علاج غير موصوف من قبل الطبيب.
- نظام غذائي سيء.
- الافتقار إلى ممارسة التمارين الرياضية.
- مشاكل نفسية وضغوط.
والمشكلة هنا أنها ليست فقط مشكلة عمر:
فمن المعروف إن نسبة هرمون (التيستوستيرون) يقل في حوالي أربعين بالمائة من الرجال كلما تقدم بهم العمر، لكن بالرغم من المحاولات العديدة على مر سنين طويلة لإعادة النشاط للرجال في الأعمار المتقدمة عن طريق بدائل الهرمونات فمازال هذا المفهوم يقابل بالتجاهل.. حيث كانت أول تجربة للتوصل لبدائل الهرمونات للرجال منذ 150 عاماً على يد طبيب ألماني.
ومعروف أن الأطباء يعملون على خفض نسبة التيستوستيرون عند الرجل بهدف حمايته من الإصابة بأنواع مختلفة من أمراض التضخم غير الخبيثة في غدة البروستاتا. ويخشى هؤلاء الأطباء، على هذا الأساس، أن يؤدي العلاج الهرموني إلى تحفيز البروستاتا على النمو والتضخم. لم تسجل أية مضاعفات من هذا النوع حتى الآن إلا أن الأطباء قد توصلوا إلى أن العلاج الهرموني الهادف للإبقاء على النسبة الطبيعية للتيستوستيرون في الجسم، لا يؤدي بالضرورة إلى تضخم البروستاتا. مع ذلك يعمد العديد من الأطباء إلى وقف العلاج الهرموني للرجال في سن اليأس حالما تظهر بوادر وان طفيفة في نمو البروستاتا أو في حالة تعزز المخاطر من الإصابة بسرطان البروستاتا. كما ينظر الباحثون إلى ظاهرة وهن العظام (المعروف مجازا بالهشاشة) كمرض نسائي بحت في حين أن الرجال أيضا يعانون خلال سن اليأس من تقلص كثافة العظام مع أن خطر إصابة الرجال فوق سن الستين بكسور الحوض يتضاعف كل عشر سنوات من تقدمهم في العمر, إلا أن ما يدفع الرجال المسنين إلى عيادة الطبيب هو ليس الخشية من تكسر العظام وإنما القلق من فتور الرغبة الجنسية وضعف القدرات عامة وحالة الكدر التي يعيشونها.
والسؤال الذي يتعرض له العلماء حاليا بالعلاقة مع سن اليأس هو ما إذا كان العلاج الهرموني يؤدي عند الرجال إلى تقليل خطر الإصابة بكسور العظام كما هو الحال مع علاج النساء بالا ستروجين. ولهذا لابد من دراسة العلاج، من وجهة نظر تأثير الهرمونات العلاجية على العظام، يجب أن يخضع إلى بحث شامل للتأكد من مضاعفاته و تأثيراته.
العلاقة الزوجية لا تنتهي عند سن اليأس
نسبة الرجال المسنين في المجتمع كبيرة ومن الضروري علاج أعراض حالة سن اليأس لديهم والحفاظ عليهم في صحة جيدة جسمانيا ونفسيا. ويشيع بين الرجال الذين يعانون من الضعف الجنسي في هذه السن أن السبب فيما يعانون هو كبر السن، أو الاكتئاب. و الرجال لا يهتمون ويقبلون ما يقال لهم من أن لديهم مشاكل صحية دون أن يتحروا، وهذا ما يؤدي إلى عدم إدراك كثيرين لحالة سن اليأس لدى الرجال. والجدير بالذكر أن تلك المظاهر السريرية تظهر بشكل جلي وواضح لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة. للأسف إن الكثير من الرجال يهملون هذه المظاهر وفي كثير من الأحيان تعزى لبعض الأمراض دون أن يتم تحديد سببها بدقة، والذي يتم عادة من خلال أخذ القصة المرضية المفصلة والفحص السريري والتحاليل المعملية وغيرها، والتي تساعد الطبيب على التوصل إلى التشخيص الدقيق لهذه الاضطرابات، وبالتالي تمكنه من وضع خطة علاجية مناسبة للشفاء منها.
تقول احدي الباحثات البريطانيات في علم النفس إن الرجال الأكبر سنا أفضل ممن يصغرونهم فيما يتعلق بالتعبير عن عواطفهم تجاه الجنس الآخر، وإن مشكلات الضعف الجنسي لديهم أقل, مؤكدة أن سن اليأس لدى الرجال ما هو إلا خرافة روجتها شركات الأدوية لتسويق منتجاتها, في حين يقول معظم الأطباء إن الرجال في منتصف العمر بحاجة إلى علاج لمواجهة سن اليأس.
وعادة لا يتوجه الرجل بسبب الخجل إلى الطبيب ليشكو تطورات سن اليأس لديه إلا بعد ظهور ضعف حالة الانتصاب لديه, هذا في حين إن الدراسات الحديثة، لم تثبت علاقة العجز الجنسي بانخفاض مستوى التيستوستيرون في الدم. والسبب هو أن " الجنس ليس غريزة تظهر بيولوجيأ عند الإنسان بتأثير الهرمون الذكري فحسب وإنما هو على علاقة وارتباط وثيقين بشخصية الإنسان وتكوينه " على هذا الأساس فان فقدان الحياة الجنسية هو ليس النتيجة المباشرة لتقدم العمر، إنما، وبشكل اشمل، انعكاس لموقف شخصي من الجنس أيضا, و عادة ما تلعب مواقف الزوجة النفسية دورا أيضا.
الجنس ليس عيبا أخلاقيا والعلاقات الزوجية في الغرف المغلقة ليست مخيفة, لكننا نجعلها كذلك بإغلاق أعيننا عن الحقائق المهمة, بل إننا إذا قرأنا القرآن الكريم قراءة متأنية فسوف نجده يناقش كثير من المواضيع الجنسية بدون أي حرج، فلا حياء في الدين و لا حياء في العلم. أما إغلاق أعيننا عن الحقائق المهمة فسوف يؤدى إلى المزيد من المشاكل التي تصل إلي الانهيار النفسي وإغلاق البيوت.
لماذا لا نحطم جدار الخجل ونناقش متاعبنا الجنسية بأسلوب علمي صريح وجرئ. عند مرحلة ما يبدأ الرجل بالمبالغة في الاهتمام بشكله، يستعرض عضلاته وقامته، يستعرض خزانة ملابسه، يعمد إلى استبدال الألوان القاتمة للقمصان وربطات العنق بأخرى زاهية. يتسمر أمام المرآة متفحصاً خصلات شعره، ومتحايلاً على اللون الأبيض فيها بصبغة متحفظة أو بمستحضر يمنحها لمعاناً. يحاول إخفاء صلعته بما تيسر من شعر على الجانبين، يتحول الرجل الهادي والرزين إلى آخر متوتر، وتحتاج زوجته إلى إرشادات علم النفس لتعرف كيف تداريه. فحساسيته تجاه أصغر انتقاد يزيد بشكل مبالغ فيه، وكأن انقلاباً اجتاح حياته، تستغرب الزوجة انغماسه المجنون في العمل والسعي إلى النجاح واللهث خلف المناصب الاجتماعية، أو انغلاقه ورفضه الآخرين. وبالتأكيد تعجز عن تشخيص حالته, وكثيرا ما يتزامن هذا مع امتناع الزوجة عن ممارسة العلاقة الزوجية الحميمة, مع زواج الأبناء, بحجة أنه أصبح عيبا, فنحن الآن جدان ولدينا أحفاد, ولابد ـ أن نصبح أكثر وقارا وترفعا عن هذه الأشياء.
عند الدخول الفعلي في سن اليأس، الأمر الذي يصبح واقعاً بعد الخمسين، يتعكر مزاج الرجل فيشعر بالانكسار، لاسيما أمام زوجته، وعندما يضعف أداؤه الجنسي، يعيش حالة اكتئاب وتوتر. وأساس هذه الحالة انعدام الحوار مع نفسه أولا ومع زوجته ثانياً ومع المجتمع ثالثاً. والأهم هو غياب الثقافة التي توجه الرجل إلى استشارة الطبيب عند وصوله إلى هذه المرحلة.
يشعر الرجل أنه على عتبة النهاية لحياته الجنسية، لذا يبدأ بالتعلق بحبال الهواء، ويتخذ مواقع دفاعية عن نفسه، فيلجأ إلى خوض تجربة عاطفية، كالتي كان يعيشها في سنوات الشباب، ومن دون أن ينتبه قد يعمد إلى إغراء النساء، لاسيما الصغيرات في السن من خلال تصرفه اليومي، وقد يتصرف وكأنه محكوم بالإعدام ليس لديه ما يكفي من الوقت لتحقيق كل رغباته، فيسعى إلى العودة وبشكل أناني إلى مرحلة تجاوزها، ويهتم بمظهره لإصلاح ما أفسده الدهر.
وكما يقول البعض فإن المنحى الاجتماعي والثقافة والمستوى الحياتي كلها أمور تلعب دورها في هذه المسألة. وتأتي العقاقير في رأس قائمة العلاجات السريعة والانفعالية لاسيما الفياجرا، إذ يلجأ البعض لتناولها بشكل غير مدروس، وهو ما ينبغي التحذير منه بشدة، لأنه هذا العقار لا يصلح للتعاطي التلقائي وإنما لابد أن يتم تحت إشراف الطبيب، وإلا تسبب في مشاكل صحية خطيرة.
ويعتمد الرجال كذلك على وصفات العطارة الشعبية وقد يصل بهم الأمر إلى الاستعانة بخدمات المشعوذين لحل عقدتهم واستعادة رجولتهم. أما الرجال الذين يتميزون بالثقافة والانفتاح والمستوى المادي والعلمي الجيد، فهم يفضلون استشارة طبيب متخصص عوضاً عن المغامرة بتناول عقاقير قد تؤدي إلى نتائج سلبية على الصعيد الصحي.
علاج سن اليأس عند الرجال:
ينصح الأطباء بضرورة الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم ومحاربة كافة أشكال قلة الحركة والعمل على ضبط الوزن ضمن الحدود الطبيعية وتناول الغذاء الصحي والمتنوع الذي يمد الجسم باحتياجاته المختلفة والذي يمنع تشكل وتراكم الشحوم والإصابة بالاضطرابات المختلفة ومن المهم جدا عدم التردد في استشارة الطبيب لدى حدوث أي اضطراب لأن التشخيص المبكر يلعب دورا مهما في تحقيق النتائج الجيدة التي تخلص المرء من تلك الاضطرابات التي تعكر صفو المزاج وتؤثر بشكل سلبي على صحة الرجل الجسدية والنفسية.
كما ننصح أيضا بإعادة معدل التيستوستيرون إلى المعدلات الطبيعية قبل سن اليأس في جسم الرجل مما قد ينجح في إبعاد خطر الإصابة بجلطة القلب، ولكن ينبغي أن يتم ذلك تحت رقابة ومتابعة طبية دقيقة حتى لا يؤدي إلى نتائج معكوسة.
هناك مشكلة أخرى مرتبطة بسن اليأس لدى الرجال، وهي أن الأعراض التي يعاني منها الرجال يمكن أن تفسر على أنها ضغوط عصبية ولا توجد أية نتائج تؤكد علاقة هرمون (التيستوستيرون) لهذه الفئة. وعموما فقد افلح العلاج بالهرمونات حتى الآن بمساعدة الرجال في سن اليأس عن طريق تحسين نسبة الكولسترول في دمه وخفض مقاومة أجسادهم للأنسولين بالإضافة إلى تحسن الوضع النفسي والجسدي للرجل وقدراته. و للأسف لا توجد حتى الآن دراسات كافية وحقائق ثابتة تتحدث عن المثالب والمخاطر الناجمة عن العلاج بالاندروجين. وهناك مجالات معينة، مثل تأثير العلاج الهرموني على الوضع النفسي والعقلي للرجل، لم يتطرق إليها العلماء أساسا بعد.
في حين أظهرت بعض نتائج الدراسات على الجانب الآخر، أن الأشخاص التي استخدمت بدائل هرمون (التيستوستيرون) لمدة خمس سنوات حتى الآن لم تظهر عليهم أية مضاعفات سواء في القلب أو الكبد أو غدة البروستاتة.
وواقع الحال أن العلاج الهرموني لم يسعف الرجال الذين يعانون من الاضطراب الجنسي والعقم والسبب واضح لأن الهبوط الحاد في نسبة التيستوستيرون، وهو أولى علامات الضعف الجنسي، لم يلحظ إلا في عشره بالمائة فقط من الرجال المصابين بالعقم. ويتفق الخبراء اليوم علي إن الهرمونات المقررة للذكورة عندا لرجال مثل التيستوستيرون ليست العلاج الناجع والخيار الأساسي في علاج العقم. وعموما فان الرقابة على مستوى التيستوستيرون في الدم وتبادل المشورة مع الطبيب وتقرير حجم الجرعة هما العاملان الحاسمان في العلاج. وإذا ما أحس الرجل بأنه قد أصبح أكثر عدوانية من السابق في الفترة الأخيرة فان هذا مؤشر على احد مضاعفات التيستوستيرون ويتطلب تقليل الجرعة في الحال. ومهم في العلاج الهرموني هو أن يقيس الطبيب نسبة التيستوستيرون قبل أية جلسة علاجية جديدة بهدف التأكد من فاعلية العلاج ومعرفة ما إذا كان الإفراز الطبيعي للهرمون قد تمت استعادته, وبعدها فقط يستطيع الطبيب المعالج تقدير فترة العلاج وحجم الجرعة المطلوبة في كل مرة, وفي الحالات الدارجة يتلقى الرجل الهرمون من خلال حقنة في العضلة مرة كل ثلاثة إلي أربعه أسابيع. ويتوفر التيستوستيرون بشكل أقراص أيضا إلا أن هذا الهرمون لا يتم امتصاصه بشكل كاف في المعدة والأمعاء.
والعلاج الآخر لأعراض هذه السن عند الرجال تتمثل في تعاطي جرعات من الميلاتونين التي تنجح في تحسين نوم الرجال.
كما ينصح الرجال الذين يعانون من سن اليأس بتناول الكالسيوم بانتظام بغية القضاء على احتمال إصابتهم بمرض هشاشه (وهن) العظام.
و يقال أن العلاج بالإبر يقلل من متاعب تلك الأعراض بنسبة خمسة وسبعين بالمائة. ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن العلاج بالإبر يشكل بديلا بالنسبة للرجال الذين لا يحبذون علاج التيستوستيرون.
ساعديه كي يساعدك
غالباً ما تدفع الزوجة ثمناً مضاعفاً لمرحلة سن اليأس، فهي ضحية هذه المرحلة، مهما تمتعت بالصبر والحكمة، فكما رأينا من قبل يبدأ الرجل في هذه المرحلة بمراجعة ما أنجزه في حياته، وينتابه شعور باقتراب الأجل، فيفكر بما تبقى له وتدخل علاقاته كلها دائرة التقييم، وقد يسلك البعض مسلكاً غريباً فيتصابى من جديد، وقد يطالب زوجته بالإنجاب، ليستعيد إحساسه بأنه ما زال شاباً، أو قد يعاقبها لأنها لاحظت ضعفه، فيهرب من واقعه إلى عوالم خيالية كاذبة، مع إصراره على أن ينظر إليه المجتمع كرجل مكتمل الخبرة والنضوج. وفي الوقت ذاته يغرق في ازدواجية لافتة ومحيرة، فيتخذ قرارات عشوائية تتعلق بالمال والمهنة. وقد يعتبر الخيانة الزوجية الوسيلة الوحيدة للخروج من الملل وروتين الحياة واثبات انه لا يشكو علة ما لنفسه ولزوجته ولمحيطه.
شرع لنا الله الزواج و الطلاق و نظم النسق الإنساني بطريقه في غاية التعقيد و هي أيضا في غاية البساطة إذا أدركنا المعاني الحقيقية وراء الآيات التي تنظم العلاقة بين الرجل و المرأة في إطار الزواج.
فالزواج في الإسلام منظومة اجتماعيه هدفها ليس فقط الحفاظ علي شكل الأسرة و ما تقدمه للمجتمع الإنساني و لكن هدفها الرئيسي السكني والإحساس بالأمان في علاقة تبادليه بين الجنسين.
و بالرغم أن توجيه الخطاب في القران الكريم كان للذكور فقط إلا انه كان موجها إلي العقل و الوجدان الإنساني للحفاظ علي الصحة النفسية و السلوك القويم الفردي و الجماعي.
و عندما أمر الله الرجال (قدموا لأنفسكم) أتي ذكر أمر بالعلاقة التبادلية (و انتم حرث لهن) و لكي تساعدي زوجك علي تخطي أزمة منتصف العمر بنجاح فهي كما تعلمين مرحله هامة في حياتكما معا, لابد أن تحافظي علي إحساسك الجسدي تجاهه و تعامليه بما يرضي الله.
فلا يستطع زوجك تخطي مصاعب هذه المرحلة بدون مساعدتك، فقدمي له كل دعمك المعنوي, فنماذج النساء اللائي فشلن في تخطي هذه المرحلة كثيرة, قد تقولين له "عايز إيه يا راجل أنت إحنا كبرنا علي الحاجات دي" أو يكون داخل في مخك أن العلاقات الجنسية لها سن أو شروط معينه, مثلا أن يكون الجنس مرتبط فقط بالخصوبة, فإذا تعديت سن الخصوبة أصبح لا لزوم له "من لا يهب الحياة لا يستحق الحياة" هذه مفاهيم مغلوطة وأقوال تؤدي إلي الهدم أكثر من البناء, تذكري دائما أنه تعبير عن الحب ومستقر السكن والأمان في الحياة الزوجية.
فالحياة الزوجية شريط متصل من البهجة, و لابد أن تجدي بين ذكرياتك وفي أعماق نفسك ما يدعوك إلي الاهتمام بأناقتك وأنوثتك و بشرتك و أيضا جمال جسدك, حاولي التغيير فهذا سيفيدك أنت أبضا, حاولي أن تعودي الفتاه الجميلة التي أحبها زوجك دائما, و حتى قبل الزواج, في بداية حياتكما معا.
جعل الله المرأة تعاني من متاعب لدي ممارسه الجنس في بداية حياتها – تبدأ في ليله الزفاف و تنتهي بإنجاب آخر أولادها, أما الآن وقد استقرت أوضاعك التناسلية ولم يعد هناك ما يتغير أو ما يؤلم في أثناء الممارسة الجنسية فلا مانع من العودة إلي ممارسته إلي محاوله استعادة الرغبة لديك ولدي زوجك, قولي لنفسك دائما أن الله خلق لنا متعة حلال وليس لهدف خاص سواء لإرضاء الزوج أو الإنجاب, وإعلان الرغبة بالتأكيد سيساعد زوجك علي تخطي الإحساس بالضعف إمامك وكما سيساعده علي استعاده فحولته ليرضيك فلا شيء سيحل المشكلة سوي تبادل العطف و الحنان.
محاولتك الحنونة الدائمة لإثارة الرغبة لديك ولدي زوجك ليس فقط ستحسن من نمط العلاقة لتضفي عليها كثير من الخصوصية (مودة ورحمة) ولكن أيضا ستساعده علي استعاده الكفاءة الفسيولوجية لغده البروستاتا فإخراج السوائل بانتظام يحميه من تضخم البروستاتا. بالإضافة إلي الدعم النفسي الذي ستقدمينه لزوجك.
قد يصاب زوجك في بعض الأحيان بالضعف الجنسي وهذا وارد في تلك المرحلة, و في هذه الحالة أيضا يمكنك أن تكوني طبيبه الخاص, فقط لابد أن تكوني متفهمة, وسوف يفيدكما معا تبادل الحنان والحميمية, و يمكنك تعويضه ببعض القبلات, والمصارحة في تلك الحالات قد تكون جارحة, ولابد أن تكوني حكيمة في استيعاب الموضوع وتلطيف التوتر الذي يصيب الرجل في هذه الحالة بالتأكيد.
الضعف الجنسي ليس نهاية المطاف لحياه زوجيه سعيدة, كوني مستعدة دائما لاستعاده زوجك لنشاطه ولابد أن تدركي أن الحل ليس بالمنشطات.
الضعف الجنسي قد يكون عضويا كما في حالة بعض الأمراض وتناول عقاقير طبية وفي تلك الحالات تكون استشاره الطبيب مجديه أما إذا كان نفسيا فيمكن أيضا علاجه فهو بالتأكيد نتيجة احباطات اجتماعيه أو ظروف اقتصادية طارئة, سيمكنكما إن شاء الله تخطي هذه الأزمة معه كما تخطيتما أزمات كثيرة سابقا.
الضعف الجنسي أيضا قد يكون نتيجة نقص هرمون الذكورة (التيستوستيرون) و يمكن في هذه الحالة أيضا استشاره الطبيب.
إذا استطعت التغلب علي هذه المشكلة و تخطيت الأزمة التي قد تستمر لعدة سنوات وساعدتي زوجك علي تخطي آلامه واستعادة شبابه ستكونين في غاية السعادة بعد ذلك في المستقبل وتعيشين شهر عسل دائم بعد سن اليأس.
ساعديه كي يساعدك هو يمر الآن بأوقات صعبه قد يأتي دورك في أزمة سن اليأس فيكون عليه مساعدتك, لا تنسي أن ألعلافه الزوجية تبادليه.
وأخيرا ينبغي القول إن المسألة ليست في سن في معينة، لا بالنسبة للرجال ولا بالنسبة للسيدات، بل إنني هنا أهمس في أذن السيدات قائلة إن انقطاع الدورة الشهرية ما هو إلا رحمة من الله بالمرأة كي يقيها إرهاقا يفوق قدرتها في هذه السن وهو أن تصبح أما من جديد, أما ميلها الجنسي وقدرتها علي الإمتاع والاستمتاع فلا عمر لها.
كل يوم جمعه كتاب جديد
مشاكل الصحة بعد الخمسين
شباب دائم وعظام بدون هشاشة
المؤلف: د. ماجدة حلمي
الناشر: الشروق الدولية /2008
كتاب شباب دائم وعظام بدون هشاشة- مشاكل الصحة بعد الخمسين و هو من اصدارات مكتبه الشروق الدوليه سنه 2008 هو من الكتب التى سيتم تقديمها فى احدى ندوات شهر ابريل, ويقع الكتاب فى 103 صفحه و يحاول تقديم حلول عمليه و اقرب للطبيعه لمرحله ما بعد الشباب للنساء و ايضا للرجال.
تمر المرأة بمراحل متعددة في حياتها، منذ أن تبلغ سن البلوغ وتبدأ عملية الحيض، الطبيعية الحيوية، وحتى ما أطلق عليه خطأ سن اليأس، مرورا بمراحل طبيعية حيوية كثيرة منها الحمل والولادة والرضاعة وما إلى ذلك.
ويثار في الأوساط العلميه حاليا جدل دائم حول تسميه هذه المرحله ويحاول بعض العلماء تغيير اسمها لما يحوي الاسم من معاني محبطه وللآن لا يزال مصطلح "مرحلة سن اليأس" هو المصطلح الأكثر شيوعا، و تسمى أيضا مرحلة سن اليأس من المحيض أو سن انقطاع الطمث، الأياس، الإياس، الاياس، سن توقف الطمث، اليأس من المحيض، وكلها تعبر عن المصطلح الإنجليزي المعروف Menopause.
ولكن الحقيقة أنه لا علاقة لليأس بالسن، وربما كان مصدر هذه التسمية هو انقطاع الأمل في الإنجاب. ولكن من قال إن انقطاع الأمل في الحيض هو اليأس؟ ها هي رسالة السماء تطرح الأمل بدلا من اليأس في مسألة الإنجاب تحديدا، في قصة سيدنا زكريا التي برر فيها يأسه من الإنجاب بأن زوجته عاقر وأنه بلغ من السن عتيا، ولكنه سبحانه وتعالى طمأنه وأخبره بأن هذا الأمر "هين". وللذين يختلفون في تسمية سن اليأس ومحاولة تسميته بأسماء أخرى بديلة، فإن من وصفه باليأس هو المولى سبحانه وتعالى إذ يقول في سورة الطلاق "وَاللائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا". وهنا اليأس من المحيض ليس معناه اليأس من الإنجاب أو الإنتاج أو الحياة بوجه عام، فهذه المرأة التي طلقت في سن اليأس يفترض أنها تستطيع الزواج مرة أخرى، ويفهم من ذلك أن من حقها الاستمتاع بالحياة الجنسية والحياة الزوجية كالتي لا زالت تحيض.
وإذا استرجعت الذاكرة المقولة المصرية الشهيرة التي رفعها مصطفى كامل بأنه "لا يأس مع الحياة" فلابد أن نطلب من المرأة ونطالبها بأن تعتبر مرحلة انقطاع الطمث مرحلة طبيعية حيوية، لا تدعو إلى اليأس بقدر ما تفتح باب مرحلة جديدة في الحياة، مرحلة النضج والخبرة والحكمة، وقبل هذا وبعده مرحلة الاستمتاع بالحياة دون قيود. مرحلة الانطلاق والعمل البناء والعطاء بلا حدود، للنفس وللمجتمع.
إن سن اليأس ليس حالة مرضية حتى ترتعد منه بعض النساء، بل هو مرحلة انتقالية حيوية طبيعية، مثلها مثل البلوغ، والمراهقة، والحمل، والولادة. واليأس في الإنجاب حقيقة حيوية، يجب أن نتعامل معها ونتفهمها في حدودها، ليس أكثر ولا أقل، وهى ليست مقصورة على النساء فقط بل إنها تحدث أيضا للرجال، وإن كان حدوث سن اليأس في الرجال يتم ببطء شديد بداية من سن الأربعين إلى سن الخامسة والستين سنة.
ومرحلة منتصف العمر لها خصائصها في الرجال والنساء على حد سواء، ففي هذه المرحلة يبدأ المرء في مراجعة حياته الماضية وكيف سارت به الأيام وكيف يمكن أن تكون عليه الحال في المستقبل.
المهم في الموضوع أن ندرك أن هذه التغيرات الفسيولوجية والنفسية طبيعية وأن لا ندع مجالاً لإساءة الفهم من قبل المحيطين، من أصدقاء وأفراد الأسرة والزوج أو الزوجة، كما أن العكس أيضا ليس صحيحا، أي أنه ليس مطلوبا أيضا الرعاية أو الاهتمام الزائد عن المعتاد، لأن الحالة عادية جدا والحياة يجب أن تستمر على نفس الوتيرة التي كانت تسير عليها قبل هذه المرحلة.
تحدد الدراسات العلمية العوامل التي تؤدى إلى زيادة الأعراض المصاحبة لتحولات تلك الفترة ومنها:
الوراثة، و شخصية المرأة و عملها و الزواج المتأخر و عدد مرات الحمل والإنجاب و العوامل اجتماعية واقتصادية و عوامل بيئية.
ما نود أن نعرض له في هذا الكتاب ونؤكد عليه، هو أن بلوغ المرأة لسن اليأس ليس نهاية المطاف، وإنما بداية جديدة لحياة زوجيه سعيدة. وحتى يعيش المرء هذه المرحلة بسعادة حقيقية لابد أن يستعين بوسائل العلوم والتكنولوجيا، والتشخيص المبكر للأمراض، وحماية جسده، وتفادي الأمراض والأعراض المصاحبة لتقدم العمر، وعلى رأسها هشاشة العظام عند الرجل والمرأة على حد سواء.
ذلك التغير في الحياة الذي يحدث أثناء مرحلة سن اليأس من المحيض، إنما يصف بحق عملية تأقلم الجسم للتغير في مستوى الاستروجين ، فبمرور الزمن تضيع التأثيرات المفيدة للأستروجين على العظام وعلى الأوعية الدموية للقلب مما يجعل هشاشة العظام و أمراض القلب أكثر شيوعا بين النساء اللائي دخلن مرحلة اليأس من المحيض.
والملاحظ أن معظم الرجال لا يتعاملون بجدية مع أعراض دخولهم لسن اليأس رغم الأمراض الخطيرة التي قد تتكشف عنها هذه الفترة مثل مرض وهن العظام وغيرها، هذا في حين إن التشخيص والعلاج بسيطان للغاية: لا يستدعي التشخيص أكثر من التأكد من نسبة التيستوستيرون في الدم من خلال فحص عينة من الدم عند طبيب المسالك البولية أو أخصائي أمراض الغدد.
وعادة لا يتوجه الرجل بسبب الخجل إلى الطبيب ليشكو تطورات سن اليأس لديه إلا بعد ظهور حاله الضعف الجنسى، في حين أن الجنس ليس غريزة تظهر بيولوجيا عند الإنسان بتأثير الهرمون الذكري فحسب وإنما هو على علاقة وارتباط وثيقين بشخصية الإنسان وتكوينه وعلى هذا الأساس فان فقدان الحياة الجنسية هو ليس النتيجة المباشرة لتقدم العمر إنما بشكل اشمل انعكاس لموقف شخصي من الجنس أيضا.
والرجال أيضا يصابوا بنفس الأعراض التي تصاب بها النساء في سن اليأس والمتمثلة في العرق الغزير وتسرع دقات القلب والشعور بالتوهج في الوجه والجسم أو ما يعرف بالهبات الساخنة، إضافة إلى الإحساس بالوهن العام والميل إلى الهمود والكآبة.
وقد فسر العلماء ذلك بالاضطرابات التي تتعلق بهرمون التستيرون وهو الهرمون الجنسي الذكري، حيث مع بلوغ الرجل سن الأربعين ينخفض إفرازه ويؤثر بذلك على بعض العمليات الحيوية والفسيولوجية في الجسم، حيث تتضاءل الرغبة الجنسية أيضا ويصاب المرء من جراء ذلك بالضعف الجنسي، ويصاب أيضا بالهمود والاكتئاب حيث تسيطر عليه المشاعر السلبية التي تؤثر على حياته الاجتماعية والعملية أيضا.
وللأسف يهمل الكثير من الرجال هذه المظاهر وفي كثير من الأحيان تعزى لبعض الأمراض دون أن يتم تحديد سببها بدقة. ولن يستطيع الطبيب تحديد هذه الأسباب بدوق دون أن يلجأ إلى التعرف على التاريخ المرضي المفصل للمريض والفحص السريري والتحاليل المعملية وغيرها، والتي تساعد الطبيب على التوصل إلى التشخيص الدقيق لهذه الاضطرابات، وبالتالي تمكنه من وضع خطة علاجية مناسبة للشفاء منها.
يتحدث الفصل الاول عن أعراض سن اليأس من المحيض
يبدأ انقطاع الطمث الطبيعي، كما يوحي اسمه، من دون تدخلك لهذا يوصف أحيانا بأنه تلقائي، وهو أمر طبيعي تماما يحدث لكل الإناث منذ بداية الخلق. ولكن قد تظهر بعض الأعراض مبكرا أحيانا، بمعنى أنه ربما تظهر أعراض قبل عشر سنوات أو أكثر من انقطاع الطمث. والمؤشر الذي يدل المرأة علي أن تغييرا ما قد حدث هو انقطاع الحيض أو توقف نزول الدم خلال الطمث، ولا علاقة لانقطاع الحيض بالحالة الصحية أو التغذية أو الظروف الاجتماعية والبيئية الأخرى، فأنت تبدئين مرحلة تالية من العمر، وليس انقطاع الحيض إلا تطورا طبيعيا تمرين به شأن كل النساء ومثله مثل نزول أول دوره عند البلوغ.
ذلك التغير في الحياة الذي يحدث أثناء مرحلة سن اليأس من المحيض، إنما يصف بحق عملية تأقلم الجسم للتغير في مستوى الاستروجين
أحياناً يحدث توقف الطمث مبكراً عن السن الطبيعي ويكون ذلك لعدة أسباب منها: سن الياس الجراحيً و المرضى نتيجه اورام او خلل هرمونى كما ان العلاج الكيميائي والذي يستعمل في بعض الأمراض ويؤدي إلى تثبيط المبيض ومن ثم توقف عمله.
والملاحظ أن معظم الرجال لا يتعاملون بجدية مع أعراض دخولهم لسن اليأس رغم الأمراض الخطيرة التي قد تتكشف عنها هذه الفترة مثل مرض وهن العظام وغيرها، هذا في حين إن التشخيص والعلاج بسيطان للغاية: لا يستدعي التشخيص أكثر من التأكد من نسبة التيستوستيرون في الدم من خلال فحص عينة من الدم عند طبيب المسالك البولية أو أخصائي أمراض الغدد.
ترجع التغييرات الجسدية والنفسية في مرحلة انقطاع الحيض إلي تغيير في إفراز الهرمونات من غدد الجسم الصماء، والهرمونات هي سوائل كيمائية تفرزها الغدد الصماء في مجرى الدم لتنظم أنشطة الأعضاء الحيوية، وقد اشتق لفظ هرمون من كلمة يونانية تعني يُحَفِّز ويثير، وهي تحفظ للجسم حيويته وقدرته على تعويض ما فقد. و من اهم التغييرات البدنية انقطاع الحيض و الهبات الحرارية وللتغلب على الهبات الحرارية يمكن عمل التالي:
- تخفيض درجة حرارة المنزل
- لبس طبقات من الملابس القطنية شتاءً وبذلك يمكن نزعها عند الإحساس بالحرارة تدريجياً
- شرب الماء البارد
- تناول الهرمونات بعد استشاره الطبيب.
أما هشاشة العظام التي أصبح الحديث عنها شائعًا، بعد أن طرحت نفسها كمشكلة صحية في الآونة الأخيرة، فعلى أثرها يصبح العظم أكثر عرضة للكسر نتيجة ضعفه وقلة كثافته. إن معنى كلمة عظام هشة هي (عظام تسمح بنفاذ السوائل) وهي تحدث عندما يستنزف الكالسيوم من العظام، جاعلاً إياها هشة وعرضة للتكسر. فالهيكل العظمي بنك حسابه عبارة عن كمية الكالسيوم المحتواة بداخله، ومن الأمور شديدة الأهمية إيداع أكبر قدّر من الكالسيوم في هذا البنك في الأعمار الصغيرة وخصوصاً في سنوات المراهقة، لأن هذا يمدك بصيانة أكبر في الأعمار المتقدمة، فعندما ينفق الجسم كالسيوم أكثر مما يودع فيه فإن هذا الهيكل العظمي يتجرد منه، ويستغرق الأمر سنوات لإعادة بناء العظام بإمدادها بما فقدته من كالسيوم.
العظام هي نسيج حي، يحافظ عليه نوعان من الخلايا أولهما تسمى أوستيوكلاستس osteo clasts وهي التي تسبب تكسر الخلايا الموجودة بالفعل وثانيهما تسمى أوستيوبلاستس osteoblasts وهي تلك التي تبني عظاماً جديدة لاستبدال العظام المستهلكة. وهذان النوعان عادة ما يعملان معاً للمحافظة على كمية ثابتة من العظام.
تصاب النساء كما يصاب الرجال بوهن العظام، ولكن بنسب متفاوتة حيث تقل كثافة العظم و تصبح عملية الهدم في العظم ضعف عملية البناء ويشعر المرء بألم في العظام غالبا في مناطق الرسغ وفقرات الظهر وعظام الحوض.
وتكون العظام عرضة للكسر، فبعد سن السبعين سنة وجد أن خمسة وعشرين بالمائة من النساء مصابات بكسور الفقرات وخمسة عشر بالمائة كسور الحوض وخمسة عشر بالمائة كسور في الرسغ. وهي كسور تدريجية، ولا يشعر الإنسان سوي بآلام العظام المعتادة في هذه السن، وعادة يتم كشفها مصادفة أثناء الفحص الدوري.
يعرف مرض هشاشة العظام بأنه القاتل الصامت، يزيل هذا المرض الكالسيوم من العظام بهدوء حتى تصبح هشة سهلة الكسر، وهذا يسمح بكسور الحوض التي تقتل أعراضها الجانبية من النساء أكثر مما يفعل سرطان الثدي في كل عام.
ولكن من الممكن التقليل من خطورة هذا المرض بواسطة ما يلي:
1- تناول قدّر كاف من الكالسيوم وفيتامين د، فيتامين ك.
2- المحافظة على النشاط البدني.
3- عدم التدخين.
4- المحافظة على مستويات الاستروجين في الجسم.
تعد هرمونات الخصوبة أهم حارس للعظام لأنها تعيد بناء خلايا العظام المتحللة، و يمكن ان يكون الحل في مصدر آخر وهو (الاستروجين الآمن) الذي يتمثل في الاستروجين ات النباتية.
5- تناول الكثير من الخضراوات الطازجة.
6- الإقلال من تناول ملح الطعام.
7 - تناول كميات أقل من البروتين الحيواني.
8- تجنب أو التقليل من كمية الكافيين التي يتم تناولها يومياً.
كما تزيد نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين عندما يصل المرء إلى سن اليأس وذلك لأن هرمونات الخصوبة تدخل في التمثيل الغذائي للدهون وتسهم في حماية المرء من تصلب الشرايين وأمراض القلب قبل سن اليأس.
و تزيد ايضا اضطرابات الجهاز البولي والتناسلي
بعد سن الخمسين يتغير شكل الجسم، وذلك ليس فقط نتيجة تغير شكل العظام ولكن أيضا هناك عامل هام هو تغير توزيع الدهون بعد انتهاء فتره الخصوبة و نقص هرموناتها التي تلعب دورا هاما في توزيع الدهون في الجسم فيبدأ تركز الدهون أسفل الخصر وعلي الخصر وفي بعض الأحيان يكون الإنسان معرضا للنحافة الزائدة نتيجة مرض السكر أو أمراض الأسنان الشائعة في هذه المرحلة من العمر.
و يقول الخبراء إن الرجال البدناء المصابين بسرطان البروستاتا بإمكانهم تحسين فرص بقائهم على قيد الحياة إذا ما خفضوا أوزانهم. ويعتقد الأطباء أن البروتينات والهرمونات في دهون الجسم قد تشجع على نمو الورم في الرجال البدناء. او النحافة التى قد تكون بسبب فقدان الشهية، والتوتر والقلق النفسي أو بسبب اقتراب حدوث داء البول السكري.
و تظهر تجاعيد الوجه
وقد يصاحب هذه المرحلة أيضًا تغيرات في العلاقة الزوجية، حيث يشكل انقطاع الطمث انخفاض الرغبة في النشاط الجنسي، وغالباً ما تدفع الزوجة ثمناً مضاعفاً لمرحلة سن اليأس، فهي ضحية هذه المرحلة، مهما تمتعت بالصبر والحكمة، ذلك أن الرجل يبدأ بمراجعة ما أنجزه في حياته، وينتابه شعور باقتراب الأجل، فيفكر بما تبقى له وتدخل علاقاته كلها دائرة التقييم، وقد يسلك البعض مسلكاً غريباً فيتصابى من جديد، وقد يطالب زوجته بالإنجاب، ليستعيد إحساسه بأنه ما زال شاباً، أو قد يعاقبها لأنها لاحظت ضعفه، فيهرب من واقعه إلى عوالم خيالية كاذبة، مع إصراره على أن ينظر إليه المجتمع كرجل مكتمل الخبرة والنضوج. وفي الوقت ذاته يغرق في ازدواجية لافتة ومحيرة، فيتخذ قرارات عشوائية تتعلق بالمال والمهنة. وقد يعتبر الخيانة الزوجية الوسيلة الوحيدة للخروج من الملل وروتين الحياة واثبات انه لا يشكو علة ما لنفسه ولزوجته ولمحيطه.
عند الدخول الفعلي في سن اليأس، الأمر الذي يصبح واقعاً بعد الخمسين، يتعكر مزاج الرجل فيشعر بالانكسار، لاسيما أمام زوجته، وعندما يضعف أداؤه الجنسي، ويعيش حالة اكتئاب وتوتر. وأساس هذه الحالة انعدام الحوار مع نفسه أولا ومع زوجته ثانياً ومع المجتمع ثالثاً. والاهم هو غياب الثقافة التي توجه الرجل إلى استشارة الطبيب عند وصوله إلى هذه المرحلة.
سن اليأس عند الرجل قدر لا مفر منه، وان كانت هذه المرحلة لا تتم بالطريقة الواضحة نفسها التي تعيشها المرأة بيولوجيا، وإنما يدخلها الرجل بالتدريج مع وصوله إلى سن الأربعين. كما حدد الطب العوارض الناتجة عن الانحسار الهرموني فيها, كما ان سن اليأس عند النساء سهل التشخيص على عكس الحال عند الرجال. حيث أن العادة الشهرية تتوقف، إلا أن الأمر يتطلب الكثير من الفحوصات بالنسبة للرجال حيث يتطلب الأمر فحص للدم لمعرفة نسبه هرمون التيستوستيرون في الدم إلا أنه قد تبين أن الرجال يمكن أن يصابوا بنفس الأعراض التي تصاب بها النساء في سن اليأس والمتمثلة بالتعرق الغزير وتسرع دقات القلب والشعور بالتوهج في الوجه والجسم أو ما يعرف بالهبات الساخنة، إضافة إلى الإحساس بالوهن العام والميل إلى الهمود والكآبة.
أما بالنسبة للاكتئاب الذي يعاني منه بعض الأشخاص خلال فترة انقطاع الحيض فيمكن التصدي له ومحاربته بالوسائل التالية:
إقامة الصداقات
ممارسة أنشطة رياضية
الاستشارة الطبية لمعرفة سبب الاكتئاب
إلا أن ما سبق يجب ألا يزرع الرعب والخوف في قلب المرأة من الإصابة بتلك الأمراض وهو إن دل على شيء فيدل على فوائد الدورة الشهرية التي بوجودها تشكل حماية كبيرة للمرأة وبناءً عليه أثبت الطب أن الرجل أكثر عرضة لأمراض السرطان والسكتة القلبية والذبحة الصدرية من المرأة لافتقاده لهذه الميزة التي منّ الله بها على المرأة لفترة لا بأس بها من عمرها.
كما أن لكل مرحلة عمرية تغيراتها الهرمونية ولكل مرحلة جمالها وميزاتها والعاقل من يكيف ظروفه حسب تلك التغيرات لا أن يجعلها تتحكم فيه.
إن سن اليأس سن الحكمة سن أصقلته التجارب، وأكسبته رصانة التفكير وصواب الهدف، إلا أن المجتمع جعل من عمر الخمسين بالنسبة للمرأة كابوسا يطارد خيالها، وهو ليس إلا موروث اجتماعي بالي رسخته أفكار تعاني من المرض والقصور الفكري الذي اشتد وأصبح من الأفكار المسبقة المسيطرة. وعليه بدأت تبنى النظريات والآراء والدراسات لحل مشكلة لم تكن بالمشكلة لكنها غدت بعد اجترارها أزمة نفسية واجتماعية لا بد من إيجاد حل لها.
خيارات العلاج :
إن للعلاج أثناء مرحلة اليأس من المحيض هدفين محددين.
أولهما أن يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض التي تسببها التغيرات الهرمونية.
وثانيهما أن يعطى لتقليل مضاعفات شيخوخة أنسجة الجسم.
طرق تناول الهرمونات و الجرعات المتعارف عليها:
عند توقف نشاط المبايض يمكن إعطاء السيدة هرمونات بديلة لتعويض الهرمونات الطبيعية المفقودة، تؤخذ هذه الهرمونات بواسطة الفم أو على شكل مراهم موضعية أو لصقات تحوي هرمون الاستروجين .
وبصفة عامة لو اختارت السيدة العلاج بالتعويض الهرموني ننصحها بأخذ أقل جرعة فعالة ممكنة لأقصر فترة ممكنة.
لا تستعمل الهرمونات البديلة في الحالات التالية :-
1- في حالة سرطانات الثدي و سرطانات بطانة الرحم.
2- في حالة أمراض الكبد و ضغط الدم.
3- في حالة وجود تخثر أو جلطات في الأوردة.
الهرمونات للرجال أيضا
يؤكد العلماء علي تدني معدلات هرمون التستوستيرون (هرمن الذكورة المعادل لهرمون الاستروجين لدي الرجال) والسؤال الذي يتعرض له العلماء حاليا بالعلاقة مع سن اليأس هو ما إذا كان العلاج الهرموني يؤدي عند الرجال إلى تقليل خطر الإصابة بكسور العظام كما هو الحال مع علاج النساء بالاستروجين. وهناك أربعون بالمائة من الرجال في سن الأربعين يعانون من هذه الأعراض:
- خمول.
- زيادة الانفعال (التوتر).
- تقلب المزاج.
- قلة الرغبة الجنسية.
فيمكن أن تكون هذه الأعراض أعراض سن اليأس للرجال.
لكن بالرغم من المحاولات العديدة على مر سنين طويلة لإعادة النشاط للرجال في الأعمار المتقدمة عن طريق بدائل الهرمونات فمازال هذا المفهوم يقابل بالتجاهل .. حيث كانت أول تجربة للتوصل لبدائل الهرمونات للرجال منذ مائة وخمسين عاماً على يد طبيب ألماني.
تركيبات كيميائية غير هرمونية :
هي عبارة عن منتجات استروجينيه مركبة صناعيا، هذه الأنواع من العلاج لها فعالية هرمون الاستروجين و البروجسترون و الاندروجين و تؤخذ على شكل أقراص يوميا بدون انقطاع لمدة سنة على الأقل.
وسائل العلاج النباتيه والوقائيه:
بإتباع نظام غذائي مناسب، بأن نستهلك المزيد من الأطعمة والمكملات المدعمة بالكالسيوم وفيتامينD، إلا أن الباحثين كشفوا اليوم عن مغذيات أخرى قد تلعب دورا أساسيا في استراتيجية الوقاية الغذائية من داء وهن العظام. و اهمها الاستروجينات النباتية و الأغذية الغنية بالفايتواستروجنيات هي مصادر نباتية تحتوي أنواع مميزة من كيميائيات الفايتو تخفف كثيراً من متاعب السن.
صور الاستروجينات النباتية
1- الايزوفلافونات مثل الصويا و البطاطا و البقوليات و الحمص والبسلة
2- الاندولات مثل الخس والكرنب والقرنبيط .
3- الليجنان مثل بذور الكتان
4- الفايتوفينول : (ريزفيراترول) مثل الفول السوداني و العنب و الرمان و توجد مركبات الفايتواستروجينات مطمورة في زيت البذور. و نوى البلح.
4- التراى تربينويدات: يوجد بكثرة في العرقسوس والحلبة، والشمر والينسون أيضا من النباتات التي تحوى كميات كبيرة من الاستروجينات النباتية و بهار الكركم
فوائد الاستروجينات النباتية:
o تحد بدرجة كبيرة من أعراض انقطاع الطمث
o تنظم تخزين الدهون الزائدة في الجسم
o تقلل من نسبة الشحوم في الدم
o عنصر هام في علاج ترقق العظام والوقاية من الإصابة به
o يقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية
o يقلل نسبة السكر
o الوقاية من الاكتئاب
o منبه جيد للذاكرة
o علاج النزلات الشعبية وتخفيف حالات الربو والسعال الديكي والتهابات الحنجرة
o تفيد في تفتيت الحصى
o علاج سوء الهضم
مركبات وقائية ومضادات الأكسدة:
من نوع فلافونويد (وهذه المركبات الثلاثة هي أنثوسينيدين و فلافانونين وفلافونيس ) الأساس العلمي الطبي لفوائد مضادات الأكسدة هو أنها عبارة عن نظام لوقاية الجسم وحمايته من مركبات كيميائية عدة ومؤثرات بيئية شتى ومنع تفاعلاتها الضارة على أنسجة الجسم وأعضائه وخلاياه. التفاعل السلبي للجسم مع البيئة التي نعيش فيها والعناصر التي تشكلها هو ما نحتاج لمقاومته. وهذه التأثيرات السلبية تمر عبر طريق ما يُسمى بالجذور الحرة. وهي مواد قد تتمكن من أن تعيث فساداً في الجسم، ما لم تتم السيطرة عليها بالمواد المضادة للأكسدة.
هذه المركبات الكيميائية تُوجد بوفرة نسبية متفاوتة في الكثير من المنتجات الغذائية النباتية. والفرضية العلمية أن هذه المركبات الكيميائية لديها قدرة على وقاية شرايين القلب وبقية أجزاء الجسم من تبعات ارتفاع نسبة الكولسترول الخفيف الضار عبر خفض نسبته في الدم أولاً، وعبر منع ترسيخ ترسبه في جدران الشرايين ثانياً. كما أن هناك مؤشرات علمية على أن مركبات فلافونويد المضادة للأكسدة لها قدرة على الحد من ظهور أو تفاقم عملية الالتهاب في تلك المناطق الشريانية الضيقة. ولذا يصف أطباء القلب أدوية تعمل على خفض مستوى الالتهابات مثل عقار الأسبرين.
كما أن الدراسات الأخيرة تتهم مباشرة عامل التوتر المؤكسد والالتهابات المزمنة لظهور ما يعرف بداء هشاشة العظام، فقد لاحظ الباحثون خلال الاختبارات التي أجروها حول هذا الداء وأعراضه زيادة في المؤشرات البيولوجية للتوتر والمؤكسد لدى عينات المرضى. وفي الواقع يمارس الالتهاب تأثيرا مهما على عملية إعادة تشكل العظام.
بذلك يمكن الاهتمام بتناول المنتجات الغذائية النباتية الغنية بالمركبات المضادة للأكسدة ، كالتي في التفاح والكمثرى والشوكولاته الداكنة بالسكر ومن دون سكر و نخالة القمح أو غيره من الحبوب وكذلك الحال مع الجريب فروت والفراولة كما أنها تتوفر على هيئة ملجم وعة من الفيتامينات، مثل فيتامين سي وفيتامين إي وفيتامين إيه وغيرها.
في البصل أيضا مادة من متعددات الفينول 'الكوبر سيتين'. متواجدة بمعدلات مرتفعة أثبتت قدرتها على حماية البنية العظمية وكذلك الأمر بالنسبة إلى مزايا الهيسبيرين الموجودة في أصناف الحمضيات. ومن جهة أخرى هناك صلة ايجابية بين حصص فيتامين C والكثافة المعدنية العظمية. كما أن نقص تناول فيتامين C وفيتامين E والبوتاسيوم والمغنسيوم والمعادن الضرورية كالزنك، النحاس، والمنجنيز والسترونتيوم قد يؤدي إلى زيادة احتمال كسور مفاصل الحوض. ونظرا إلى قدرتها العلاجية، فقد تشكل سائر المغذيات التي ذكرناها استراتيجية أساسية في الوقاية من داء هشاشة العظام.
الطب البديل و علاقته بسن اليأس:
أصبح الطب البديل شائع الاستعمال في علاج أعراض سن اليأس. يضم الطب البديل:
1- التداوي بالأعشاب:
بالرغم من الاعتقاد السائد بأن كل شيء طبيعي غير مضر, فبعض الأعشاب تحتوي على مواد كيميائية معينة قد تكون مضرة حيث يجب استعمال الأعشاب بحذر و عدم استعمالها من قبل النساء المصابات بسرطانات و أعراض تخثر الدم، مثل الزيوت مستخرجة من زهرة الربيع التي تقلل من آلام الثدي. ومن أمثلة هذه الأعشاب ما يلي:
المر يميه:
زيت الليمون:
النعناع البري أو حشيشة الدود:
حشيشة الدينار:
زيت شجره السرو:
وتختلف طرق العلاج باختلاف الأعراض ومن أجل التخفيف من آثار سن اليأس ينصحون بما يلي:
- إتباع نظام غذائي متوازن.
- ممارسة التمارين بانتظام.
- النوم بشكل كاف.
- إبقاء الجسم والعقل سليمين وصحيين.
- والبدء بالمعالجة مبكرا.
كما ان الوخز بالإبرو اليوجا والتمارين الرياضية تقلل من أعراض سن اليأس
ممارسة التمارين الرياضية مهم لسلامة العظام والوقاية من أمراض القلب حيث أن ممارسة الرياضة مرتبط بنقصان الوزن وانخفاض ضغط الدم وانخفاض مستوى الكولسترول في الدم. وتسهم الرياضة في التقليل من الكآبة وتحسين حالة النوم إضافة إلى تقليل العرق والحرارة الذي تشعر بها النساء في سن اليأس.
وأبسط أنواع الرياضة والتي يمكن ممارستها من قبل جميع النساء هي المشي كما ان الرياضة المنزلية لمدة عشرين دقيقة في اليوم تساعد على شد العضلات وحرق الدهون وتحريك الدورة الدموية وإزالة السمنة الزائدة التي تتراكم حول البطن وتحت الجلد نتيجة للتغيرات البيولوجية في هذه السن.
الكلمة الأخيرة
إن تعلم المزيد عن سن اليأس سيساعدك علي تقييم بعض الخيارات المتعلقة بصحتك التي يجب عليك اتخاذها. لا أجوبة واضحة للكثير من الأسئلة لأن ما ينطبق علي شخص ما قد لا ينطبق علي شخص آخر. عليك الإطلاع علي التفاصيل كي تكوني شريكة فعالة مع طبيبك في اتخاذ القرار المناسب لك.
والكلمة الأخيرة في هذا الموضوع هي أن سن اليأس وإن اعتبر مرضا فهو مرض عصري لتقدم معدل العمر الذي كان في السابق أقل مما هو حاليا فكانت المرأة لا تصل أحيانا لحد سن اليأس وتعيش العمر مخصبة.
- سن اليأس مرحلة فسيولوجية يمكن أن ترافقها بعض الاضطرابات
- سن اليأس يمثل ثلث حياة امرأة
- سن اليأس مناسبة لإجراء فحوصات
- سن اليأس يتوافق مع جودة الحياة
- يمكن لسن اليأس أن يعالج بكل طمأنينة وقت الحاجة
- الممارسة الجنسية تقلل الإصابة
اما الفصل الثانى فيناقش الاكتشاف المبكر للامراض قال الحكيم أبو قراط "إن الرجل الحكيم هو الذي يعتبر أن الصحة هي أعظم نعمه وهبها الله للإنسان" وصدق المثل القائل: "درهم وقاية خير من قنطار علاج".
البشر جميعا، رجالا ونساء علي حد سواء، لا يجدون أن هناك سبب يدعوهم للذهاب إلى زيارة الطبيب بصورة منتظمة، وهم فقط يذهبون في الحالات المرضية الشديدة. والانتظار للذهاب إلى الطبيب في هذه الحالات فقط يعتبر خطأ كبير في حق الصحة، لعل البعض يفضل عدم الذهاب للفحص الدوري للاكتشاف المبكر للأمراض لأنه يتحاشى أن يفاجأ بوجود مرض ما، والحقيقة الساطعة هي أن اكتشاف المرض في بدايته يجعل الأمر سهلا ويمكن التحكم به.
ومعظم الأطباء ينصحون بالفحص الدوري في كل الأعمار، ويشددون عليه بداية من عمر الأربعين وذلك لتقييم الحالة الصحية في تلك الفترة واعتبارها قاعدة أساسية يعتمد عليها للمقارنة في المؤشرات الصحية مع تقدم العمر وهذه المؤشرات مثل ضغط الدم – مستوى الكولسترول ومستوى السكر في الدم وغيرها من المؤشرات الصحية للأمراض المختلفة وكلما تم اكتشاف الأمراض في وقت مبكر كلما كانت نسبه النجاح للسيطرة وعلاج المرض أفضل من اكتشاف المرض في حالاته المتأخرة.
لذلك ينصح الأطباء بعمل الفحوصات الدورية التالية :
مقاييس الجسم
تحليل البول
فحص الأسنان
فحص العينين
فحص السمع
فحص الجلد
مستوى الكولسترول في الدم
مستوى السكر
قياس ضغط الدم
تخطيط القلب الكهربائي
اختبارات هشاشة العظام
اختبار الدم
فحص القولون للوقاية من سرطان القولون
فحص للمثانة البولية للوقاية من سرطان المثانة
فحص الثدي والجهاز التناسلي للإناث
ويفضل استشاره الطبيب عن أهم الاختبارات الواجب عملها اعتمادا على عوامل الخطورة للأمراض المختلفة. ونفصل في الكتاب هذه الفحوصات الدورية اللازمة في كل الأعمار والتي تكتسب أهمية متزايدة مع كل تقدم في العمر، فتصبح على درجة كبيرة من الأهمية بعد سن الأربعين، ولا بديل عنها بعد سن الخمسين و يفضل مناقشتها مع طبيب الاسره الذى يشرف على الرعايه الصحيه الاوليه للاصحاء.
اما عنوان الفصل الأخير فهو سن اليأس للرجل أيضا
إن الوصول إلى سن اليأس هو أمر نسائي معروف، أما ما نطرحه اليوم فهو الجانب الذكري من القصة والذي لا زال حتى اليوم أمرا يحاول معظم الرجال التغاضي عن وجوده, لست وحدك من تعانين من أعراض سن اليأس فقد ثبت علمياً أن الرجال أيضاً يعانون من هذه الأعراض لكن أعراض الوصول إلى سن اليأس عند النساء سهله التشخيص على عكس الحال عند الرجال، فبينما يكفي أن يتوقف الحيض يتوقف حتى نتعرف على دخول المرأة هذه المرحلة، إلا أن الأمر يتطلب الكثير من الفحوصات بالنسبة للرجال حيث يتطلب الأمر فحص للدم لمعرفة نسبه هرمون التيستوستيرون في الدم.
وقد تبين أن الرجال يمكن أن يصابوا بنفس الأعراض التي تصاب بها النساء في سن اليأس والمتمثلة بالعرق الغزير وسرعة دقات القلب والشعور بالتوهج في الوجه والجسم أو ما يعرف بالهبات الساخنة (الومضات الساخنة)، إضافة إلى الإحساس بالوهن العام والميل إلى الهمود والكآبة.
طبقاً للأبحاث فإن حوالي أربعة إلى خمسة مليون مواطن أمريكي يعاني من انخفاض في نسبه هرمون التيستوستيرون بينما يعالج منهم خمسة بالمائة فقط كذلك واحد من كل عشرة أشخاص بين أعمار الأربعين والستين يعاني من انخفاض مستويات هذا الهرمون في جسمه, وتتضاعف هذه النسبة بعد عمر الستين لتصبح رجل من كل خمسة يعاني من نقص هذا الهرمون في الدم.
ونحن لا نعلم على وجه التحديد عدد الرجال الذين يعانون في منطقتنا العربية و لكن لا بد من فتح باب الحديث في هذا الموضوع الشائك فقد يعانى الرجل في تكتم و لكن إذا علم أن لمشكلته حلول فلن تكون هناك مشكله, ومشكلة سن يأس الرجال لا زالت في الظل لأن الرجال الذين يعانون من هذه الحالة لا يريدون الاعتراف بأن طاقتهم الجنسية لم تعد كالسابق. لكن الأمر لا يقتصر على هذه الناحية فقط فانخفاض نسبه هذا الهرمون في الدم تؤثر على القوة والذاكرة عند الرجال، بل تتعدى ذلك إلى ضعف بنية العظام, لذلك ينصح الأطباء بضرورة إجراء فحص دوري للدم بعد سن الأربعين للتأكد من نسبه هذا الهرمون في الدم، كون المرض لا يمكن تشخيصه بالفحص النظري.
وقد فسر العلماء تلك الاضطرابات التي تتعلق بهرمون التيستوستيرون وهو الهرمون الجنسي الذكري، حيث مع بلوغ الرجل سن الأربعين ينخفض إفرازه ويؤثر ذلك على بعض العمليات الحيوية والفسيولوجية في الجسم، حيث تتضاءل الرغبة الجنسية أيضا ويصاب المرء من جراء ذلك بالضعف الجنسي، ويصاب أيضا بالهمود و الاكتئاب حيث تسيطر عليه المشاعر السلبية التي تؤثر على حياته الاجتماعية والعملية أيضا.
شعار سن اليأس عند الرجال "الرجال المسنون بحاجة إلى هرمونات" ليس دعاية تبثها الصيدليات التجارية بهدف ترويج منتجاتها الذكورية وإنما حقيقة واقعة تتعلق بسن اليأس عند الرجال. ويعترف الأطباء اليوم بشكل واضح بالانحسار الهرموني عند الرجال في سن اليأس لكنهم يعرفون أيضا بان هذا الاضطراب الهرموني لا يتم بالطريقة المباغتة التي يجري فيها عند النساء, والمشكلة هنا أن الباحثين قد اخضعوا سن اليأس عند النساء إلى دراسات مطولة وتفصيلية طوال الخمسين سنة الماضية إلا أن الأبحاث في سن اليأس عند الرجال ما زالت محدودة.
وعدا عن الهرمون الذكري فهناك الكثير من المواد الأخرى التي تلعب دورا في تقدم العمر. وثبت أن جسم الرجل يفرز بعد بلوغ الخمسين هرمون النمو (الميلاتونين) و هرمون ديهايدرو ايبي اندروستيرون اسيتات DHEA)) بمعدلات أقل. إذ يجري تركيب هذه المادة بشكل سلفات ديهايدرو ايبي اندروستيرون في قشرة الغدة الكظرية ليعاد إنتاجها بشكل تيستوستيرون أو أوستراديول. ومن المواد الأخرى المؤثرة على حيوية الرجل ونشاطه هو بروتين معين اسمه الجلوبيولين الرابط بالهرمون الجنس وهو بروتين يرتبط يالتيستوستيرون ويؤدي بالتالي إلى خفض مستواه في الدم ويتسبب نقص هذه المواد بالعديد من المضاعفات:
تزداد عملية الهدم في العظام
تتقلص فترات النوم
يضعف الجهاز المناعي
والأهم هو أن قدرات الإنسان المختلفة تضعف وتتغير عملية تحول الدهون الشحم فترتفع نسبة الكوليسترول في الدم وترتفع معها بالطبع مخاطر تصلب الشرايين ومخاطر الإصابة بجلطة القلب, ويعلق العلماء آمالا كبيرة على إمكانية تطوير أقراص هرمونية توقف هذه التغيرات عند الرجل.
ومن المظاهر المميزة لهذه المرحلة العمرية انخفاض معدل الكتلة العضلية والعظمية وزيادة الكتلة الدهنية التي تتجمع في منطقة البطن ويضطرب النظام العصبي اللاإرادي حيث يعاني المصاب من جراء ذلك بالتعرق الليلي الغزير الذي يضطر المرء في بعض الأحيان لتبديل ثيابه والأغطية التي يستخدمها ويشعر بنوبات من الحر التي يكاد لا يتحملها.
كثير من الأطباء تعتبر هذه الأعراض مرتبطة بتطور العمر فقط ويتجاهلون الأسباب الأخرى.. وقد نضطر إلى قبول هذه الفكرة .. فيمكن أن نتقبل أن قوة الجسم تقل في سن الستين لكن لن نتقبل أن الشخص في هذه السن (سن الأربعين) عليه بالبقاء في الفراش بسبب التعب والضعف.
بعض العادات السيئة التي تعجل بسن اليأس عند الرجال:
- زيادة تعاطى الخمور.
- التدخين.
- زيادة التوتر.
- بعض أنواع العلاج.
- استخدام علاج غير موصوف من قبل الطبيب.
- نظام غذائي سيء.
- الافتقار إلى ممارسة التمارين الرياضية.
- مشاكل نفسية وضغوط.
والمشكلة هنا أنها ليست فقط مشكلة عمر:
فمن المعروف إن نسبة هرمون (التيستوستيرون) يقل في حوالي أربعين بالمائة من الرجال كلما تقدم بهم العمر، لكن بالرغم من المحاولات العديدة على مر سنين طويلة لإعادة النشاط للرجال في الأعمار المتقدمة عن طريق بدائل الهرمونات فمازال هذا المفهوم يقابل بالتجاهل.. حيث كانت أول تجربة للتوصل لبدائل الهرمونات للرجال منذ 150 عاماً على يد طبيب ألماني.
ومعروف أن الأطباء يعملون على خفض نسبة التيستوستيرون عند الرجل بهدف حمايته من الإصابة بأنواع مختلفة من أمراض التضخم غير الخبيثة في غدة البروستاتا. ويخشى هؤلاء الأطباء، على هذا الأساس، أن يؤدي العلاج الهرموني إلى تحفيز البروستاتا على النمو والتضخم. لم تسجل أية مضاعفات من هذا النوع حتى الآن إلا أن الأطباء قد توصلوا إلى أن العلاج الهرموني الهادف للإبقاء على النسبة الطبيعية للتيستوستيرون في الجسم، لا يؤدي بالضرورة إلى تضخم البروستاتا. مع ذلك يعمد العديد من الأطباء إلى وقف العلاج الهرموني للرجال في سن اليأس حالما تظهر بوادر وان طفيفة في نمو البروستاتا أو في حالة تعزز المخاطر من الإصابة بسرطان البروستاتا. كما ينظر الباحثون إلى ظاهرة وهن العظام (المعروف مجازا بالهشاشة) كمرض نسائي بحت في حين أن الرجال أيضا يعانون خلال سن اليأس من تقلص كثافة العظام مع أن خطر إصابة الرجال فوق سن الستين بكسور الحوض يتضاعف كل عشر سنوات من تقدمهم في العمر, إلا أن ما يدفع الرجال المسنين إلى عيادة الطبيب هو ليس الخشية من تكسر العظام وإنما القلق من فتور الرغبة الجنسية وضعف القدرات عامة وحالة الكدر التي يعيشونها.
والسؤال الذي يتعرض له العلماء حاليا بالعلاقة مع سن اليأس هو ما إذا كان العلاج الهرموني يؤدي عند الرجال إلى تقليل خطر الإصابة بكسور العظام كما هو الحال مع علاج النساء بالا ستروجين. ولهذا لابد من دراسة العلاج، من وجهة نظر تأثير الهرمونات العلاجية على العظام، يجب أن يخضع إلى بحث شامل للتأكد من مضاعفاته و تأثيراته.
العلاقة الزوجية لا تنتهي عند سن اليأس
نسبة الرجال المسنين في المجتمع كبيرة ومن الضروري علاج أعراض حالة سن اليأس لديهم والحفاظ عليهم في صحة جيدة جسمانيا ونفسيا. ويشيع بين الرجال الذين يعانون من الضعف الجنسي في هذه السن أن السبب فيما يعانون هو كبر السن، أو الاكتئاب. و الرجال لا يهتمون ويقبلون ما يقال لهم من أن لديهم مشاكل صحية دون أن يتحروا، وهذا ما يؤدي إلى عدم إدراك كثيرين لحالة سن اليأس لدى الرجال. والجدير بالذكر أن تلك المظاهر السريرية تظهر بشكل جلي وواضح لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة. للأسف إن الكثير من الرجال يهملون هذه المظاهر وفي كثير من الأحيان تعزى لبعض الأمراض دون أن يتم تحديد سببها بدقة، والذي يتم عادة من خلال أخذ القصة المرضية المفصلة والفحص السريري والتحاليل المعملية وغيرها، والتي تساعد الطبيب على التوصل إلى التشخيص الدقيق لهذه الاضطرابات، وبالتالي تمكنه من وضع خطة علاجية مناسبة للشفاء منها.
تقول احدي الباحثات البريطانيات في علم النفس إن الرجال الأكبر سنا أفضل ممن يصغرونهم فيما يتعلق بالتعبير عن عواطفهم تجاه الجنس الآخر، وإن مشكلات الضعف الجنسي لديهم أقل, مؤكدة أن سن اليأس لدى الرجال ما هو إلا خرافة روجتها شركات الأدوية لتسويق منتجاتها, في حين يقول معظم الأطباء إن الرجال في منتصف العمر بحاجة إلى علاج لمواجهة سن اليأس.
وعادة لا يتوجه الرجل بسبب الخجل إلى الطبيب ليشكو تطورات سن اليأس لديه إلا بعد ظهور ضعف حالة الانتصاب لديه, هذا في حين إن الدراسات الحديثة، لم تثبت علاقة العجز الجنسي بانخفاض مستوى التيستوستيرون في الدم. والسبب هو أن " الجنس ليس غريزة تظهر بيولوجيأ عند الإنسان بتأثير الهرمون الذكري فحسب وإنما هو على علاقة وارتباط وثيقين بشخصية الإنسان وتكوينه " على هذا الأساس فان فقدان الحياة الجنسية هو ليس النتيجة المباشرة لتقدم العمر، إنما، وبشكل اشمل، انعكاس لموقف شخصي من الجنس أيضا, و عادة ما تلعب مواقف الزوجة النفسية دورا أيضا.
الجنس ليس عيبا أخلاقيا والعلاقات الزوجية في الغرف المغلقة ليست مخيفة, لكننا نجعلها كذلك بإغلاق أعيننا عن الحقائق المهمة, بل إننا إذا قرأنا القرآن الكريم قراءة متأنية فسوف نجده يناقش كثير من المواضيع الجنسية بدون أي حرج، فلا حياء في الدين و لا حياء في العلم. أما إغلاق أعيننا عن الحقائق المهمة فسوف يؤدى إلى المزيد من المشاكل التي تصل إلي الانهيار النفسي وإغلاق البيوت.
لماذا لا نحطم جدار الخجل ونناقش متاعبنا الجنسية بأسلوب علمي صريح وجرئ. عند مرحلة ما يبدأ الرجل بالمبالغة في الاهتمام بشكله، يستعرض عضلاته وقامته، يستعرض خزانة ملابسه، يعمد إلى استبدال الألوان القاتمة للقمصان وربطات العنق بأخرى زاهية. يتسمر أمام المرآة متفحصاً خصلات شعره، ومتحايلاً على اللون الأبيض فيها بصبغة متحفظة أو بمستحضر يمنحها لمعاناً. يحاول إخفاء صلعته بما تيسر من شعر على الجانبين، يتحول الرجل الهادي والرزين إلى آخر متوتر، وتحتاج زوجته إلى إرشادات علم النفس لتعرف كيف تداريه. فحساسيته تجاه أصغر انتقاد يزيد بشكل مبالغ فيه، وكأن انقلاباً اجتاح حياته، تستغرب الزوجة انغماسه المجنون في العمل والسعي إلى النجاح واللهث خلف المناصب الاجتماعية، أو انغلاقه ورفضه الآخرين. وبالتأكيد تعجز عن تشخيص حالته, وكثيرا ما يتزامن هذا مع امتناع الزوجة عن ممارسة العلاقة الزوجية الحميمة, مع زواج الأبناء, بحجة أنه أصبح عيبا, فنحن الآن جدان ولدينا أحفاد, ولابد ـ أن نصبح أكثر وقارا وترفعا عن هذه الأشياء.
عند الدخول الفعلي في سن اليأس، الأمر الذي يصبح واقعاً بعد الخمسين، يتعكر مزاج الرجل فيشعر بالانكسار، لاسيما أمام زوجته، وعندما يضعف أداؤه الجنسي، يعيش حالة اكتئاب وتوتر. وأساس هذه الحالة انعدام الحوار مع نفسه أولا ومع زوجته ثانياً ومع المجتمع ثالثاً. والأهم هو غياب الثقافة التي توجه الرجل إلى استشارة الطبيب عند وصوله إلى هذه المرحلة.
يشعر الرجل أنه على عتبة النهاية لحياته الجنسية، لذا يبدأ بالتعلق بحبال الهواء، ويتخذ مواقع دفاعية عن نفسه، فيلجأ إلى خوض تجربة عاطفية، كالتي كان يعيشها في سنوات الشباب، ومن دون أن ينتبه قد يعمد إلى إغراء النساء، لاسيما الصغيرات في السن من خلال تصرفه اليومي، وقد يتصرف وكأنه محكوم بالإعدام ليس لديه ما يكفي من الوقت لتحقيق كل رغباته، فيسعى إلى العودة وبشكل أناني إلى مرحلة تجاوزها، ويهتم بمظهره لإصلاح ما أفسده الدهر.
وكما يقول البعض فإن المنحى الاجتماعي والثقافة والمستوى الحياتي كلها أمور تلعب دورها في هذه المسألة. وتأتي العقاقير في رأس قائمة العلاجات السريعة والانفعالية لاسيما الفياجرا، إذ يلجأ البعض لتناولها بشكل غير مدروس، وهو ما ينبغي التحذير منه بشدة، لأنه هذا العقار لا يصلح للتعاطي التلقائي وإنما لابد أن يتم تحت إشراف الطبيب، وإلا تسبب في مشاكل صحية خطيرة.
ويعتمد الرجال كذلك على وصفات العطارة الشعبية وقد يصل بهم الأمر إلى الاستعانة بخدمات المشعوذين لحل عقدتهم واستعادة رجولتهم. أما الرجال الذين يتميزون بالثقافة والانفتاح والمستوى المادي والعلمي الجيد، فهم يفضلون استشارة طبيب متخصص عوضاً عن المغامرة بتناول عقاقير قد تؤدي إلى نتائج سلبية على الصعيد الصحي.
علاج سن اليأس عند الرجال:
ينصح الأطباء بضرورة الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم ومحاربة كافة أشكال قلة الحركة والعمل على ضبط الوزن ضمن الحدود الطبيعية وتناول الغذاء الصحي والمتنوع الذي يمد الجسم باحتياجاته المختلفة والذي يمنع تشكل وتراكم الشحوم والإصابة بالاضطرابات المختلفة ومن المهم جدا عدم التردد في استشارة الطبيب لدى حدوث أي اضطراب لأن التشخيص المبكر يلعب دورا مهما في تحقيق النتائج الجيدة التي تخلص المرء من تلك الاضطرابات التي تعكر صفو المزاج وتؤثر بشكل سلبي على صحة الرجل الجسدية والنفسية.
كما ننصح أيضا بإعادة معدل التيستوستيرون إلى المعدلات الطبيعية قبل سن اليأس في جسم الرجل مما قد ينجح في إبعاد خطر الإصابة بجلطة القلب، ولكن ينبغي أن يتم ذلك تحت رقابة ومتابعة طبية دقيقة حتى لا يؤدي إلى نتائج معكوسة.
هناك مشكلة أخرى مرتبطة بسن اليأس لدى الرجال، وهي أن الأعراض التي يعاني منها الرجال يمكن أن تفسر على أنها ضغوط عصبية ولا توجد أية نتائج تؤكد علاقة هرمون (التيستوستيرون) لهذه الفئة. وعموما فقد افلح العلاج بالهرمونات حتى الآن بمساعدة الرجال في سن اليأس عن طريق تحسين نسبة الكولسترول في دمه وخفض مقاومة أجسادهم للأنسولين بالإضافة إلى تحسن الوضع النفسي والجسدي للرجل وقدراته. و للأسف لا توجد حتى الآن دراسات كافية وحقائق ثابتة تتحدث عن المثالب والمخاطر الناجمة عن العلاج بالاندروجين. وهناك مجالات معينة، مثل تأثير العلاج الهرموني على الوضع النفسي والعقلي للرجل، لم يتطرق إليها العلماء أساسا بعد.
في حين أظهرت بعض نتائج الدراسات على الجانب الآخر، أن الأشخاص التي استخدمت بدائل هرمون (التيستوستيرون) لمدة خمس سنوات حتى الآن لم تظهر عليهم أية مضاعفات سواء في القلب أو الكبد أو غدة البروستاتة.
وواقع الحال أن العلاج الهرموني لم يسعف الرجال الذين يعانون من الاضطراب الجنسي والعقم والسبب واضح لأن الهبوط الحاد في نسبة التيستوستيرون، وهو أولى علامات الضعف الجنسي، لم يلحظ إلا في عشره بالمائة فقط من الرجال المصابين بالعقم. ويتفق الخبراء اليوم علي إن الهرمونات المقررة للذكورة عندا لرجال مثل التيستوستيرون ليست العلاج الناجع والخيار الأساسي في علاج العقم. وعموما فان الرقابة على مستوى التيستوستيرون في الدم وتبادل المشورة مع الطبيب وتقرير حجم الجرعة هما العاملان الحاسمان في العلاج. وإذا ما أحس الرجل بأنه قد أصبح أكثر عدوانية من السابق في الفترة الأخيرة فان هذا مؤشر على احد مضاعفات التيستوستيرون ويتطلب تقليل الجرعة في الحال. ومهم في العلاج الهرموني هو أن يقيس الطبيب نسبة التيستوستيرون قبل أية جلسة علاجية جديدة بهدف التأكد من فاعلية العلاج ومعرفة ما إذا كان الإفراز الطبيعي للهرمون قد تمت استعادته, وبعدها فقط يستطيع الطبيب المعالج تقدير فترة العلاج وحجم الجرعة المطلوبة في كل مرة, وفي الحالات الدارجة يتلقى الرجل الهرمون من خلال حقنة في العضلة مرة كل ثلاثة إلي أربعه أسابيع. ويتوفر التيستوستيرون بشكل أقراص أيضا إلا أن هذا الهرمون لا يتم امتصاصه بشكل كاف في المعدة والأمعاء.
والعلاج الآخر لأعراض هذه السن عند الرجال تتمثل في تعاطي جرعات من الميلاتونين التي تنجح في تحسين نوم الرجال.
كما ينصح الرجال الذين يعانون من سن اليأس بتناول الكالسيوم بانتظام بغية القضاء على احتمال إصابتهم بمرض هشاشه (وهن) العظام.
و يقال أن العلاج بالإبر يقلل من متاعب تلك الأعراض بنسبة خمسة وسبعين بالمائة. ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن العلاج بالإبر يشكل بديلا بالنسبة للرجال الذين لا يحبذون علاج التيستوستيرون.
ساعديه كي يساعدك
غالباً ما تدفع الزوجة ثمناً مضاعفاً لمرحلة سن اليأس، فهي ضحية هذه المرحلة، مهما تمتعت بالصبر والحكمة، فكما رأينا من قبل يبدأ الرجل في هذه المرحلة بمراجعة ما أنجزه في حياته، وينتابه شعور باقتراب الأجل، فيفكر بما تبقى له وتدخل علاقاته كلها دائرة التقييم، وقد يسلك البعض مسلكاً غريباً فيتصابى من جديد، وقد يطالب زوجته بالإنجاب، ليستعيد إحساسه بأنه ما زال شاباً، أو قد يعاقبها لأنها لاحظت ضعفه، فيهرب من واقعه إلى عوالم خيالية كاذبة، مع إصراره على أن ينظر إليه المجتمع كرجل مكتمل الخبرة والنضوج. وفي الوقت ذاته يغرق في ازدواجية لافتة ومحيرة، فيتخذ قرارات عشوائية تتعلق بالمال والمهنة. وقد يعتبر الخيانة الزوجية الوسيلة الوحيدة للخروج من الملل وروتين الحياة واثبات انه لا يشكو علة ما لنفسه ولزوجته ولمحيطه.
شرع لنا الله الزواج و الطلاق و نظم النسق الإنساني بطريقه في غاية التعقيد و هي أيضا في غاية البساطة إذا أدركنا المعاني الحقيقية وراء الآيات التي تنظم العلاقة بين الرجل و المرأة في إطار الزواج.
فالزواج في الإسلام منظومة اجتماعيه هدفها ليس فقط الحفاظ علي شكل الأسرة و ما تقدمه للمجتمع الإنساني و لكن هدفها الرئيسي السكني والإحساس بالأمان في علاقة تبادليه بين الجنسين.
و بالرغم أن توجيه الخطاب في القران الكريم كان للذكور فقط إلا انه كان موجها إلي العقل و الوجدان الإنساني للحفاظ علي الصحة النفسية و السلوك القويم الفردي و الجماعي.
و عندما أمر الله الرجال (قدموا لأنفسكم) أتي ذكر أمر بالعلاقة التبادلية (و انتم حرث لهن) و لكي تساعدي زوجك علي تخطي أزمة منتصف العمر بنجاح فهي كما تعلمين مرحله هامة في حياتكما معا, لابد أن تحافظي علي إحساسك الجسدي تجاهه و تعامليه بما يرضي الله.
فلا يستطع زوجك تخطي مصاعب هذه المرحلة بدون مساعدتك، فقدمي له كل دعمك المعنوي, فنماذج النساء اللائي فشلن في تخطي هذه المرحلة كثيرة, قد تقولين له "عايز إيه يا راجل أنت إحنا كبرنا علي الحاجات دي" أو يكون داخل في مخك أن العلاقات الجنسية لها سن أو شروط معينه, مثلا أن يكون الجنس مرتبط فقط بالخصوبة, فإذا تعديت سن الخصوبة أصبح لا لزوم له "من لا يهب الحياة لا يستحق الحياة" هذه مفاهيم مغلوطة وأقوال تؤدي إلي الهدم أكثر من البناء, تذكري دائما أنه تعبير عن الحب ومستقر السكن والأمان في الحياة الزوجية.
فالحياة الزوجية شريط متصل من البهجة, و لابد أن تجدي بين ذكرياتك وفي أعماق نفسك ما يدعوك إلي الاهتمام بأناقتك وأنوثتك و بشرتك و أيضا جمال جسدك, حاولي التغيير فهذا سيفيدك أنت أبضا, حاولي أن تعودي الفتاه الجميلة التي أحبها زوجك دائما, و حتى قبل الزواج, في بداية حياتكما معا.
جعل الله المرأة تعاني من متاعب لدي ممارسه الجنس في بداية حياتها – تبدأ في ليله الزفاف و تنتهي بإنجاب آخر أولادها, أما الآن وقد استقرت أوضاعك التناسلية ولم يعد هناك ما يتغير أو ما يؤلم في أثناء الممارسة الجنسية فلا مانع من العودة إلي ممارسته إلي محاوله استعادة الرغبة لديك ولدي زوجك, قولي لنفسك دائما أن الله خلق لنا متعة حلال وليس لهدف خاص سواء لإرضاء الزوج أو الإنجاب, وإعلان الرغبة بالتأكيد سيساعد زوجك علي تخطي الإحساس بالضعف إمامك وكما سيساعده علي استعاده فحولته ليرضيك فلا شيء سيحل المشكلة سوي تبادل العطف و الحنان.
محاولتك الحنونة الدائمة لإثارة الرغبة لديك ولدي زوجك ليس فقط ستحسن من نمط العلاقة لتضفي عليها كثير من الخصوصية (مودة ورحمة) ولكن أيضا ستساعده علي استعاده الكفاءة الفسيولوجية لغده البروستاتا فإخراج السوائل بانتظام يحميه من تضخم البروستاتا. بالإضافة إلي الدعم النفسي الذي ستقدمينه لزوجك.
قد يصاب زوجك في بعض الأحيان بالضعف الجنسي وهذا وارد في تلك المرحلة, و في هذه الحالة أيضا يمكنك أن تكوني طبيبه الخاص, فقط لابد أن تكوني متفهمة, وسوف يفيدكما معا تبادل الحنان والحميمية, و يمكنك تعويضه ببعض القبلات, والمصارحة في تلك الحالات قد تكون جارحة, ولابد أن تكوني حكيمة في استيعاب الموضوع وتلطيف التوتر الذي يصيب الرجل في هذه الحالة بالتأكيد.
الضعف الجنسي ليس نهاية المطاف لحياه زوجيه سعيدة, كوني مستعدة دائما لاستعاده زوجك لنشاطه ولابد أن تدركي أن الحل ليس بالمنشطات.
الضعف الجنسي قد يكون عضويا كما في حالة بعض الأمراض وتناول عقاقير طبية وفي تلك الحالات تكون استشاره الطبيب مجديه أما إذا كان نفسيا فيمكن أيضا علاجه فهو بالتأكيد نتيجة احباطات اجتماعيه أو ظروف اقتصادية طارئة, سيمكنكما إن شاء الله تخطي هذه الأزمة معه كما تخطيتما أزمات كثيرة سابقا.
الضعف الجنسي أيضا قد يكون نتيجة نقص هرمون الذكورة (التيستوستيرون) و يمكن في هذه الحالة أيضا استشاره الطبيب.
إذا استطعت التغلب علي هذه المشكلة و تخطيت الأزمة التي قد تستمر لعدة سنوات وساعدتي زوجك علي تخطي آلامه واستعادة شبابه ستكونين في غاية السعادة بعد ذلك في المستقبل وتعيشين شهر عسل دائم بعد سن اليأس.
ساعديه كي يساعدك هو يمر الآن بأوقات صعبه قد يأتي دورك في أزمة سن اليأس فيكون عليه مساعدتك, لا تنسي أن ألعلافه الزوجية تبادليه.
وأخيرا ينبغي القول إن المسألة ليست في سن في معينة، لا بالنسبة للرجال ولا بالنسبة للسيدات، بل إنني هنا أهمس في أذن السيدات قائلة إن انقطاع الدورة الشهرية ما هو إلا رحمة من الله بالمرأة كي يقيها إرهاقا يفوق قدرتها في هذه السن وهو أن تصبح أما من جديد, أما ميلها الجنسي وقدرتها علي الإمتاع والاستمتاع فلا عمر لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق