الأحد، 30 نوفمبر 2014
الأحد، 23 نوفمبر 2014
النقد المتعاطف والتواصل الإنساني روح مناقشة قبل العتمة بمتر للشاعر مجدي عبد الرحيم
النقد المتعاطف والتواصل الإنساني روح
مناقشة قبل العتمة بمتر للشاعر مجدي عبد الرحيم
في اجواء أمسية ودودة
بها النقد المتعاطف، وروح التواصل الإنساني، وقتل الشيئية كما دعى الشاعر مجدي عبد
الرحيم شعرياً في ديوانه (قبل العتمة بمتر)، جرت وقائع مناقشة الديوان، تحدث
الناقد د. جمال عبد العظيم حول تطور الشاعر في دواوينه، وعن الطوح الشعري العريض
في الديوان، بما يحتاج معه إلي شاطئ لتنوع الموضوعات الكبير، أما الشاعر والناقد
السعيد عبد الكريم فأشار أن الشاعر يكتب بمشاعر طفل، ويرسم القصيدة، وان هناك
الصورة البديلة او المقابلة والعكسية، ويطالب الشاعر بالوصول مباشرة لقصديته، اما
الباحث خالد جوده فتحدث عن غيجاد لزوم ما يلزم في منظومة تنائيات الديوان سواء
الثنائيات المتلازمة او الضدية، وعن الإيقاع في القصيدة والزمن النفسي والسردي في
الحكايات الشعرية وقضية الكتابة وتثمير لحظة الإضاءة في الديوان، وتفاعل الحضور
بالتعليقات، فعلق الشاعر احمد علي ُعكه: أن شاعرنا قائم علي مشروع شعري كامل، وان
شعره ليس سواوياً كما قد يبدو بل هو الشعر الذي يدعو للتغيير، قدم الأمسية باتحاد
كتاب مصر القاص / عبد الناصر العطيفي، والذي يعشق القول الدال والكاشف في تلخيص
وتكثيف، فذكر أن تعليقه هو ما ورد بمفتتح الديوان ذاته (الشعر .. / إحساس / مش رص
كلام .. / وخلاص)، الطريف أن الأمسية ذاتها حققت عناصر من الديوان: منها ان
المناقشة تمت بعد العتمة، حيث انقطع التيار الكهربائي ساعة ثم عاد بعد صلاة العشاء
لتبدأ الأمسية فوراً، ومنها أن احد النقاد
اعتذر لشاعرنا رغم قيامه بإعداد رؤيته للمشاركة، لارتباطه بالسفر لوالدته كما دعي
الشاعر بالضبط في العديد من قصائد الديوان، ومنها أن الجميع كانوا أصدقاء، والشاعر
يعلي من قيمة الصداقة باعتبارها ذروة سنام التواصل الإنساني، كما ألقي الشاعر
العديد من قصائد الديوان التي تلقت تفاعل الحضور.
ومن ومضات الشاعر بالديوان: (سؤال: بسمع صوت ملايكه / بتعدى في
الأوضه / لحظة ما .. / أمى بتسأل / رجعت إمتى يا واد؟)
(فاكر آخر مرة .. /
قابلت قلبك .. / من 6 سنين / وهو بيعدى / ع الناصية / وشاور لك / قبل ما يختفى ..
/ في العتمة بمتر / باى .. باى).الأحد، 9 نوفمبر 2014
قبل العتمة بمتر في مركز سعد زغلول الثقافي
قبل العتمة بمتر في مركز سعد زغلول الثقافي
يقيم مركز سعد زغلول الثقافي ندوة لمناقشة ديوان "قبل العتمة بمتر" للشاعر/ مجدي عبد الرحيم، في تمام الساعة السادسة مساء يوم الخميس الموافق 20/11/2014. يشارك في المناقشة النقاد:
د/ جمال عبد العظيم
أ/ السعيد عبد الكريم
أ/ محمد علي عزب
أ/ رمضان أحمد عبد الله
أ/ خالد جوده أحمد
يقدم الندوة القاص/ عبد الناصر العطيفي.
الديوان صادر عن مركز عماد قطرى للإبداع والتنمية الثقافية عام 2014م.
وقد صدر للشاعر من قبل:
• حاجه تموت من الحزن – ديوان – الهيئة العامة لقصور الثقافة – 2003م.
• مشهد الوداع الأسبوعي – ديوان – الهيئة العامة لقصور الثقافة – 2004م.
• توت حاوي توت – ديوان – كتاب قطر الندى – الهيئة العامة لقصور الثقافة – 2004م.
• يا مطره رخى رخي – ديوان – كتاب قطر الندى – الهيئة العامة لقصور الثقافة – 2004م.
• لسه بيعشق طير العصافير – ديوان - الهيئة المصرية العامة للكتاب – 2022م.
وتحت الطبع:
• مدمن كتابه – ديوان.
• كيكا ع العالى – ديوان للأطفال.
• خلطبيطه – ديوان للأطفال.
• هات لى لاب توب يا جوزى – أدب ساخر.
الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014
السياحة الثقافية وذاكرة الأمة
السياحة الثقافية وذاكرة الامة
خالد جوده
"خفف الوطء فما
أديم هذه الأرض إلا من هذه الأجساد / وقبيح بنا وإن قدم العهد هوان الآباء
والأجداد"
مقالة صدق صدح بها شاعر الزهد
"أبو العتاهية" في الوعظ والإرشاد، وتحث علي التواضع والرفق، لكن
الحقيقة انه أحق بها وأولي أن ُتقال لمن يسير في ميدان العتبة وشارع عبد العزيز،
وشارع عماد الدين، وما أحاط بتلك المنطقة من شوارع وحارات، حيث أن هذه المنطقة
كانت أصلا مقابر هائلة كمقابر الغفير والمقطم، ثم قام الخديو اسماعيل (باني
القاهرة الحديثة) بجمع العظام المتبقية في هذه المقابر ودفنها في بئر سمي "بئر
العظام"، والذي بني عليه مسجدا لاحقا سمي أيضا بمسجد العظام والكائن بشارع
عبد العزيز، وقد ذهبت وبحثت عن المسجد حتى وجدته، وصليت فيه أحد الفرائض، هذه
المعلومة القيمة هي نموذج لمعلومات أخري وردت في كتاب الكاتب "عباس الطرابيلي":
(خطط الطرابيلي – أحياء القاهرة المحروسة)، والصادر عن الدار المصرية اللبنانية،
ثم ضمن فعاليات مكتبة الأسرة 2003، والحق أن مكتبة الأسرة 2002 أتحفتنا بكتاب سابق
له علي نفس الشاكلة بعنوان (شوارع لها تاريخ – سياحة في عقل الأمة)، والكتاب
الأخير كان بالفعل سياحة ممتعة في الماضي وكأنه آلة الزمن والتي تحركت عبر صفحات
الكتاب إلي الماضي، مما كان دافعا لي لزيارة شارع المعز لدين الله الفاطمي والذي
أشار الكاتب إلي أنه شارع ليس له نظير في العالم بما يضمه من آثار لستة عصور كاملة،
ولا شك أن تلك الكتب نتنسم منها عظة الأيام والحوادث والتاريخ، والسياحة الثقافية
هامة جدا لأبناء الوطن وممتعة غاية الإمتاع، ولا شك أن بمصر ثروة مهولة من التاريخ
والآثار والحضارة، فتحت كل حجر في مدن ومناطق وقري كاملة قصة وحكاية وحضارة، لكن
للآسف عندما قمت بسياحتي الثقافية داخلني الحزن العميق وأنا أري كم الأتربة
والاضمحلال الذي حاق بهذه الآثار الرائعة لدرجة أني في مسجد قلاوون الكائن بمجموعة
قلاوون وقد دخلته قدرأ، كان الحديد علي النوافذ يتفتت في يدي ويتحول إلي أتربة،
ولاشك أن جعل منطقة مصر الفاطمية والأزهر منطقة سياحية كاملة يكون أمراً جيداً،
حيث يجب رصد الأموال الطائلة، والجهود المتواصلة لجعل مثل هذه المناطق مزارات
سياحية عالمية تشرح التاريخ، وتقدم الحضارة العربية والإسلامية بشكلها الآخاذ
والمبهر، وللآسف فنحن نفتقد كثيرا وعي السياحة الثقافية، فالأجنبي الزائر شاهدته
يحمل معه تلك الخرائط والكتب المفصلة والشارحة لمواقع زيارتهم، حتى يتوقفون ميلا
للرؤية والدراسة والتطلع ثم تصفح الكتب والنشرات والتأمل، وليس سائحا واحدا أو
اثنان، بل جميعهم بلا استثناء، بينما نحن نسير بلا أدني اهتمام، وكأننا غائبون عن
الوعي والتاريخ، لذلك إحياء هذه الآثار والحفاظ عليها، والترويج للسياحة لها أمرا
هاما جدا مهما كلفنا ذلك، لأن مردوده يتجاوز القيمة المادية إلي قيمة إنسانية
وحضارية تطال أوطاننا، وخدمة للحضارة الإنسانية بعامة.
وكما بدأنا بتعجب أبو العتاهية من السائرين علي
رفات الأجداد، فنختتم بتعجب آخر، وهو عجبا
لأمة تهمل ذاكرتها علي هذا النحو الخطير!الاثنين، 3 نوفمبر 2014
ماذا قال الناثر نزار قباني؟
ماذا قال الناثر نزار قباني ؟
خالد جوده
كلنا يعرف الشاعر الكبير / نزار قباني ، ولكنه لم يشتهر بثره كما اشتهر بشعره ، والحقيقة ان نثرة في غاية الروعة والجمال ويحمل طاقات شعرية وفكرية هائلة ، ويحتفظ بنفس خصائصه من حيث السهولة والصعبة علي موهبة أخري غير موهبة نزار ، انتقيت لكم عبارات من أقواله أرجو أن تنال رضاكم ، وتكون حافزا نحو مطالعتكم لسفر هذا الناثر الكبير وقراءات في كتاب " الأعمال النثرية الكاملة نزار قباني " المجلد الثامن ص 1 يناير 1993 م – بيروت
ص 286" لماذا لا يكون الشعر شجرة يأكل منها الجميع ... ثوبا يلبسونه ... ولغة مشتركة يتكلمونها .. العالم العربي ، أيها الأصدقاء ، بحاجة إلي جرعة شعر بعد أن جف فمه .. وتخشب قلبه .. إن الشعراء أيها الأصدقاء ، مدعوون لغرس السنابل الخضراء في كل زاوية من زوايا الوطن العربي "
ص 275 " كنت أحلم بديمقراطية شعرية لا فرق فيها بين من يملكون ، ومن لا يملكون ، وبين من يحكمون ولا يحكمون ..
ص 230 "قد تكون الرحلة متعبة ، وقد تحرمكم النوم والطمأنينة ، ولكن من قال إن وظيفة الشعر هي ان يحمل لأجفانكم النوم ، ولقلوبكم الطمأنينة ... إن وظيفة الشعر هي ان يغتال الطمأنينة .. "
ص 192 : 193 " مهمة الشاعر أن يكون جهاز الرصد الذي يلتقط كل الذبذبات ، والإهتزازات والإنفجارات التي تحدث في داخل الأرض ، وفي داخل الإنسان إن جهازه العصبي يجب ان يظل 24 ساعة في ا24 ساعة في حالة استنفار ورقابة ، بحيث يستوعب كل حركة تحدث تحت أرض التاريخ كما تتحسس الخيول بقرب سقوط المطر قبل سقوطه . وهوائيات الشاعر هذه ، تسمح له بأن يسمع أسرع من غيره ، وأقوي من غيره ، وبهذا المعني يأخذ الشعر مدلول النبؤة، إن الشاعر ليس منجما ولا ساحرا ، وليس عنده مفتاح الغيوب ، ولكن أهميته في أن يسبق الآخرين بثانية ، أو بجزء من أجزاء الثانية في اكتشاف الحقيقة ، ويقدمها لهم علي طبق من الدهشة "
ص 191 " إن التجديد يحدث يوميا دون ان نراه ، ويجري في أعماقنا دون ان نلاحظه .. ودون ان نستعجله ، كما يأخذ الشتاء وقته لتحضير الأرض ، ويأخذ الصيف وقته لإنضاج الثمر .. ويأخذ الربيع وقته لإنجاز الديكورات الجميلة التي وعد بها الأرض إن الفصول لا تزاحم بعضها ولا تتقاتل "
ص 177 "وفي سؤال أصبح اسمك مقترنا بالقصيدة الأزمة ، فكل كلمة تنشرها تحدث ردود فعل بين مؤيد ومعارض ، لماذا أنت وحدك دون سائر الشعراء تقف علي حد الخنجر ؟ منذ عام 1944 أنا أقيم بين أسنان التنين إرنست همنجواي كان يقول إن الكاتب الحقيقي هو الذي يقف علي الحد الفاصل بين الحياة والموت " حين تريد أن تؤسس عالما جديدا علي أنقاض عالم قديم .. فإن كل حجر يصرخ في وجهك وكل الأشجار المقتلعة تقف في طريقك "
ص 179 "إنني لا أشعر انني علي قيد الحياة إلا حين تتساقط الحجارة علي زجاج نافذتي في هذه اللحظة أشعر ان جرعة الشعر التي أعطيتها للناس بدأت تتفاعل في دورتهم الدموية .. وأن الزلزال الذي كنت أحتفظ به في داخلي قد أنتقل إليهم عندما أنشر قصيدة ولا يرجمونني بسببها .. أشعر أنني مريض وتبدا حرارتي بالإرتفاع "
ص 172 " الكتابة هي فتح واختراق ومغامرة والشاعر الذي يخاطب الأمة العربية في هذه المرحلة الحارقة من تاريخنا بالفوازير والكلمات المتقاطعة وبلغة مسمارية لا يمكن تفكيكيها هو شاعر هارب من الجندية ويستحق الحبس "
خالد جوده
كلنا يعرف الشاعر الكبير / نزار قباني ، ولكنه لم يشتهر بثره كما اشتهر بشعره ، والحقيقة ان نثرة في غاية الروعة والجمال ويحمل طاقات شعرية وفكرية هائلة ، ويحتفظ بنفس خصائصه من حيث السهولة والصعبة علي موهبة أخري غير موهبة نزار ، انتقيت لكم عبارات من أقواله أرجو أن تنال رضاكم ، وتكون حافزا نحو مطالعتكم لسفر هذا الناثر الكبير وقراءات في كتاب " الأعمال النثرية الكاملة نزار قباني " المجلد الثامن ص 1 يناير 1993 م – بيروت
ص 286" لماذا لا يكون الشعر شجرة يأكل منها الجميع ... ثوبا يلبسونه ... ولغة مشتركة يتكلمونها .. العالم العربي ، أيها الأصدقاء ، بحاجة إلي جرعة شعر بعد أن جف فمه .. وتخشب قلبه .. إن الشعراء أيها الأصدقاء ، مدعوون لغرس السنابل الخضراء في كل زاوية من زوايا الوطن العربي "
ص 275 " كنت أحلم بديمقراطية شعرية لا فرق فيها بين من يملكون ، ومن لا يملكون ، وبين من يحكمون ولا يحكمون ..
ص 230 "قد تكون الرحلة متعبة ، وقد تحرمكم النوم والطمأنينة ، ولكن من قال إن وظيفة الشعر هي ان يحمل لأجفانكم النوم ، ولقلوبكم الطمأنينة ... إن وظيفة الشعر هي ان يغتال الطمأنينة .. "
ص 192 : 193 " مهمة الشاعر أن يكون جهاز الرصد الذي يلتقط كل الذبذبات ، والإهتزازات والإنفجارات التي تحدث في داخل الأرض ، وفي داخل الإنسان إن جهازه العصبي يجب ان يظل 24 ساعة في ا24 ساعة في حالة استنفار ورقابة ، بحيث يستوعب كل حركة تحدث تحت أرض التاريخ كما تتحسس الخيول بقرب سقوط المطر قبل سقوطه . وهوائيات الشاعر هذه ، تسمح له بأن يسمع أسرع من غيره ، وأقوي من غيره ، وبهذا المعني يأخذ الشعر مدلول النبؤة، إن الشاعر ليس منجما ولا ساحرا ، وليس عنده مفتاح الغيوب ، ولكن أهميته في أن يسبق الآخرين بثانية ، أو بجزء من أجزاء الثانية في اكتشاف الحقيقة ، ويقدمها لهم علي طبق من الدهشة "
ص 191 " إن التجديد يحدث يوميا دون ان نراه ، ويجري في أعماقنا دون ان نلاحظه .. ودون ان نستعجله ، كما يأخذ الشتاء وقته لتحضير الأرض ، ويأخذ الصيف وقته لإنضاج الثمر .. ويأخذ الربيع وقته لإنجاز الديكورات الجميلة التي وعد بها الأرض إن الفصول لا تزاحم بعضها ولا تتقاتل "
ص 177 "وفي سؤال أصبح اسمك مقترنا بالقصيدة الأزمة ، فكل كلمة تنشرها تحدث ردود فعل بين مؤيد ومعارض ، لماذا أنت وحدك دون سائر الشعراء تقف علي حد الخنجر ؟ منذ عام 1944 أنا أقيم بين أسنان التنين إرنست همنجواي كان يقول إن الكاتب الحقيقي هو الذي يقف علي الحد الفاصل بين الحياة والموت " حين تريد أن تؤسس عالما جديدا علي أنقاض عالم قديم .. فإن كل حجر يصرخ في وجهك وكل الأشجار المقتلعة تقف في طريقك "
ص 179 "إنني لا أشعر انني علي قيد الحياة إلا حين تتساقط الحجارة علي زجاج نافذتي في هذه اللحظة أشعر ان جرعة الشعر التي أعطيتها للناس بدأت تتفاعل في دورتهم الدموية .. وأن الزلزال الذي كنت أحتفظ به في داخلي قد أنتقل إليهم عندما أنشر قصيدة ولا يرجمونني بسببها .. أشعر أنني مريض وتبدا حرارتي بالإرتفاع "
ص 172 " الكتابة هي فتح واختراق ومغامرة والشاعر الذي يخاطب الأمة العربية في هذه المرحلة الحارقة من تاريخنا بالفوازير والكلمات المتقاطعة وبلغة مسمارية لا يمكن تفكيكيها هو شاعر هارب من الجندية ويستحق الحبس "
السبت، 1 نوفمبر 2014
مسرحية "القلم المغرور" بين الثوب القيمى وخصائص الأداء الإبداعي للطفل - بقلمي
مسرحية
"القلم المغرور" بين الثوب القيمى وخصائص الأداء الإبداعي للطفل
(القلم المغرور" عنوان المسرحية الغنائية التى صدرت عن هيئة الكتاب للشاعر عبده الزراع، وتدور أحداثها داخل "المقلمة" حيث يتكبر القلم الرصاص على بقية أدوات الهندسة لشعوره أنه أفضل منهم جميعا وأنهم بدونه ليس لهم قيمة. ويحدث صراع آخر بين جميع الأدوات الهندسية التقليدية والأخرى الحديثة الموجودة بالحاسب الآلى، فتشعر الأدوات التقليدية انه سيحل محلهم فى الفترة القادمة، ويحاول المؤلف من خلال النص المعروض أن يعالج مسألة الغرور والصراع بين القديم والجديد، ويظهر ذلك فى اعتراف القلم الرصاص بقيمة بقية أدوات الهندسة، ليعيشوا جميعا فى سلام محبة داخل بيت صديقهم فهمان، يذكر أن المسرحية عرضت على مسارح هيئة المسرح عام 2005 وشاركت فى المهرجان الأول للكاتب المسرحى المصرى، باعتبارها مسرحية الأطفال الوحيدة المشاركة فى المهرجان)
خالد جوده
(القلم المغرور" عنوان المسرحية الغنائية التى صدرت عن هيئة الكتاب للشاعر عبده الزراع، وتدور أحداثها داخل "المقلمة" حيث يتكبر القلم الرصاص على بقية أدوات الهندسة لشعوره أنه أفضل منهم جميعا وأنهم بدونه ليس لهم قيمة. ويحدث صراع آخر بين جميع الأدوات الهندسية التقليدية والأخرى الحديثة الموجودة بالحاسب الآلى، فتشعر الأدوات التقليدية انه سيحل محلهم فى الفترة القادمة، ويحاول المؤلف من خلال النص المعروض أن يعالج مسألة الغرور والصراع بين القديم والجديد، ويظهر ذلك فى اعتراف القلم الرصاص بقيمة بقية أدوات الهندسة، ليعيشوا جميعا فى سلام محبة داخل بيت صديقهم فهمان، يذكر أن المسرحية عرضت على مسارح هيئة المسرح عام 2005 وشاركت فى المهرجان الأول للكاتب المسرحى المصرى، باعتبارها مسرحية الأطفال الوحيدة المشاركة فى المهرجان)
هذا
هو نص الخبر الصحافي المنشور عن المسرحية، وقد حصلت علي نسخة ورقية من المسرحية، والتالي رؤيتي كقارئ في إطار تفاعلي مع النص كما
يلي :
يرمي
الأديب من خلال مسرحيته الشعرية إلي تحقيق أهداف تربوية وتعليمية في آن واحد،
ويستهدي بذلك بطائفة من الأدوات والوسائل الفنية، ونوضح ذلك من خلال البنود التالية
:
· شخوص
المسرحية مفردات متصلة بالطالب الصغير، وهنا أنسنة أو شخصنة الأشياء، وهي فكرة
مشهوده وشهيرة في ميدان الكتابة للطفل، إذن القرب للطفل يكون من خلال الحديث حول
بيئة يحياها وأدوات يتعامل معها، بما في ذلك الأدوات الحديثة كالحاسب الآلي .
· المشهد
الغنائي وهو القالب الفني الذي أراده الأديب ليكون أقرب لذهن الطفل، وألصق
بوجدانه، وهو يبدأ منظره الأول ص 6 من المسرحية بأن تقوم كل أداه من الأدوات
الهندسية بتعريف نفسها، وفي إطار هذا التعريف توضح كل أداه مهمتها وفي ذلك
تمهيد لما معناه فريق العمل أو تكامل
الأدوار، وهي ذات الفكرة الإدارية الهامة التي يقوم عليها علم الإدارة الحديثة
بالانتقال من الهيكل الإداري التنظيمي التقليدي إلي الهيكل المفرطح باختصار عددا
من المستويات الإدارية، إلي اللاهيكل أو طريقة فرق العمل وهي السائدة في عالمنا
المعاصر لكل الشركات الكبرى الناجحة، لذلك تغرس تلك المسرحية من خلال نسقها
الغنائي وفكرتها الأساسية نحو تأكيد هذه القيمة ليخرج لنا جيل جديد للمستقبل يؤمن
بتلك الأفكار التي تحقق النجاح والتقدم.
·
ومن خلال التعريف أيضا
نجد اللمسة الوجدانية للوطن والتي تغرس قسمة مؤداها في فؤاد الطفل قيمة الوطن :
القلم : أنا القلم : / بسني بارسم ف
الخطوط / أرسم بيوت تبقي وطن / ارسم شموس وأرسم علم (ص 7:6)
· الحوار
بين الفرد والجماعة والتي تقوم بدور تربوي هام بعزل والضغط عن المفارق لقيمها حتى
يعود مرة أخري إلي طريق الصواب ويقارب قيمها الثابتة، وتلك الفكرة في غاية الأهمية
إذ عنها مدار الإصلاح جميعه، بمعني أن غرس طائفة من القيم الراقية في نفوس أطفالنا
وفي وسائل التدريس تؤدي بذاتها دورا ذاتيا في إصلاح العطب من خلال الضغط الجمعي،
سواء من خلال السخرية من المجموع بالقلم المغرور، أو بالتوضيح والإفهام له من
الأدوات الأخرى، أو بالتجربة المشاهدة، والتي تحمل البرهان مثل المباراة والتحدى
للقلم بالقيام بمهام أدوات أخرى (ص 13:12)، ثم الصياح عليه
الجميع : (يضحكون) ها ها ها ها هاي يادي
الفشل يادي الفشل
وفكرة الضغط الجمعي لتصويب الخطأ من
أوضح ما يكون ما يكون في نسق الفكرة.
· اما عن العبارة
الكاشفة أو المضيئة للنص، فالنص كالبيت له نوافذ ترشد عنه، واسميها العبارات
اللافتات أو العبارات الملخصة، وفي المسرحية بين يدنا نجد أن تلك اللافتات تغرس
قيما تربوية تؤكد علي أخلاق رفيعة مثل العطاء
المسطرة : لأ يا جماعة مش كده ..
الموضوع مش مين أحسن من الثاني .. المهم إننا كلنا بنكمل بعضنا . (ص 10)
ويتكرر مفهوم إحنا بنكمل بعض (ص11)،
البرجل : (..) مفيش غنا عن بعضنا (ص12)، واعتقد أن هذه من أهم القيم التربوية التي
تقوم المسرحية بتأكيدها نحو العطاء والتعاون والتي نحن في أشد الحاجة اليوم لغرسها
في أجيالنا الناشئة.
· أيضا
التناص الدائر في أفاق المسرحية والذي يأخذ عبارات مباشرة من أغاني شهيرة جدا،
يجعل الفكرة والداء قريبين جدا من الطفل ومن نماذج ذلك :
البرجل : أيوه وتقعد
تغني لنا (يغني بصوت غليظ) بتسأل ليه على .. ما لكش دعوى بيا .. وتقول وحشاك
عنيا .. ما لكش دعوي بيا .. (ص18)
وأيضا، الويندوز :
زعيم إيه اللى أنت جاى تقول عليه !! إنت تعرف قبله معني
الزعامه إيه !! (ص39)
لكن في مجال هذا
التناص توقفت رافضا (وأرجو أن يسمح لي الأديب بممارسة هذا الحق كقارئ) علي
المستوي القيمي لمشهد مغازلة البرجل للكىيورد صفحة 40 وهو مشهد طالما جرى
ابتذاله علي شاشة التليفزيون من خلال عشرات الأفلاموالمسرحيات، لكننا هنا
في مجال نفي للقيم السلبية وتأكيد قيم إيجابية للطفل، صحيح أن الأديب قصد بذلك
تحقيق الطرافة وإسعاد الطفل، لكن الغزل المقدم في الأفلام
مستقر في ذهن الطفل
بمعني أن يقوم الشاب بمعاكسة الفتاة .
وعلي نفس الوتيرة رفضت
أن تقوم الأم بتقديم كوبين من الشاي للأستاذ والطفل (ص 25) إذ أنه لا يجب أن يشرب الطفل (السن من 8 –
12 سنه) شايا، وهو من المنبهات التي يجب أن
يبتعد عنها الطفل.
· أيضا
الاختيار المباشر لاسم البطل (فهمان) يدل علي الخطاب المناسب للطفل، وتأكيد أهمية
الفهم والذي يرقي عن الذكاء بتوظيف الأفكار لإدراك جوهر الأمور ، ورعاية مناسبة
الحال.
· تناقش
المسرحية أيضا فكرة الغرور وتتوغل داخل شخصية المتكبر، وتنبين تهافت ما بستند عليه
من تعظيم ذات والاستعلاء بها علي الآخرين فهنا منحي نفسي، يقدم للطفولة بلغة سهله
واضحة قريبه من وجدانه .
· هناك
أيضا مسحة فكاهية لتقترب جدا من أفاق الطفل الذي يعشق الضحك والتسلية، من خلال
أداء كوميدي لبعض الأدوات أو من خلال حركات كوميدية أو مشهد الأستاذ خلوصي والذي
اختار له الأديب اسم له جناس ناقص مع خصوصي، والتي تؤكد علي معني إدانة ظاهرة
الدروس الخصوصية وجشع بعض المدرسين الخصوصيين، كما تلمح من طرف خفي لتهافت العملية
التعليمية وانهيارها في بلدنا اليوم.
وبرع الأديب في استخدام تقنية التكرار
للخطأ في اسم المدرس بين الطفل (فهمان) وأمه، وقد تبدو قضية التكرار من التوابل
الفنية والتي يجب استخدمها بحذر في أدب الكبار، بينما جاءت هنا باحتراف وفهم
لطبيعة الطفل والذي كلما تكررت كلما زادت من سعادة الطفل وتفاعله مع المسرحية.
· تزخر
المسرحية كما ذكرنا بطائفة من القيم التربوية الرئيسة في تناول الفكرة، لكن لم
يمنع هذا الأديب من التلميح لشئون وقيم أخرى هامة تتصل بالعملية التعليمية (الدروس
الخصوصية، التحفيز للطالب من خلال تقديم الوعد له بمكافئتة حال تحقيقه مستوي دراسي
معين، وبالطبع هي من ألزم الأفكار التربوية منذ القدم)، وقيم التطور (مثال :
العولمة والحاسب الآلي، وعلاقة الرقمي بالورقي والتكامل بينهما في فهم صحيح لتكامل
الأدوار وطبيعة التطور)، أيضا اللغة العربية وأهمية التحدث بها وتأكيد تنقية الحديث
من شوائب لا تتصل بها، والحقيقة أن هذه القضية شغلتني، حيث طالما نلتقي بمن يبتكر
لغة جديدة مشوهه (هجين) بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية في بحث نحو الجدارة
وتأكيد الأهمية، وسوف أسرد تلك الفقرة من المسرحية :
فهمان :
ياريت يا أستاذ، خلوصا .. قصدي خصوصا لأني في بعض الدروس محتاج نعمل عليها
(استرس).
أ. خلوصي : (بغضب) استـ .. إيه يا أخويا.
فهمان :
(بخوف) استرس يا أستاذ .. يعنى نركز عليها.
أ. خلوصى : اسمها نركز عليها .. مش (استرس) .. خلاص كلكلوا بقيتوا خواجات
.. لسانكوا اتعوج .. مالها اللغة العربية .. دى لغة البيان والقرآن .. لازم نحافظ
عليها .. وخلوصا .. قصدي (بنرفزة) وخصوصا في عصر المدعوكه دي اللى اسمها العولمة.
ولعل إيراد كلمة العولمة لا ترقي لفهم
الطفل، لكنها تعطيه مفتاحا لمعرفة عصره، وموقف الأستاذ من وجوب التمسك بلغتنا لعله
الموقف الإيجابي الوحيد لهذا الأستاذ المنغلق الذي يرفض التطوير ويحارب التقدم
متمثلا في الحاسب الآلي، لكن هنا تناقضا لا أحبذه حيث أن معناها أن من ينادى
بلغتنا الجليلة يكون منغلقا منفعلا !!، وحيث انه يحارب التطوير رغبة منه في الحفاظ
علي مكاسبه، لذلك انقلب الأمر إلي عداوة مستحكمة بينه وبين الحاسب الآلي.
الأم :
سيبك منه يا فهمان .. د باين عليه عدو التقدم .. ( .. )
فهمان :
(يبكي) يا ماما هو كل المدرسين بالشكل ده .
الأم :
لا يا حبيبي ده نوعيه من المدرسين الجشعين اللى ضد العلم والتطور .. لكن فيه
مدرسين كويسين بيخافوا عليك ( ص 29)
وهنا ملمح آخر بإرساء قاعدة للفهم
السليم بخطيئة التعميم والتي تقود للتعصب المشين.
كما نجد بعدا تشكيلي من خلال تلك الصورة
صفحة 27 للأستاذ الأشعث والذي يمثل الماضي المتعثر، وفهمان الطفل الأنيق النظيف
الذي يمثل المستقبل.
· إيقاع
المسرحية متوازن بحيث لم يمكن تقسيمها مناصفة بين حوار وتفاعل بين الأدوات
الهندسية، ثم طارئ حديث بورود الحاسب الآلي بمكوناته، والتفاعل بينها وبين الأدوات
الهندسية من ناحية أخرى، وكما بدأت الأدوات الهندسية بالتعريف بذواتها في مطلع
المسرحية من خلال استعراض غنائي، نجد أن الحاسب الآلي بمكوناته يقدم استعراضا
غنائيا للتعريف أيضا، وهذا الاستعراض الذي يقدم مكونات الحاسب الآلي هو عبر
تفاصيله مضمون الدرس لطلاب الصف الخامس الإبتدائي
وهذا يدفعنا للحديث حول الجانب التعليمي في أدب الطفل، حيث يجب أن يزخر
الأدب الذي يقدم له بجوانب معرفية مقدمه بطريقة مشوقة، بل لعل الهدف التعليمي يكون
رئيسيا في هذا الأدب، كما يجب أن يكون مباشرا سهلا، قريبا من بيئته وذهنه ويطرق
علي وجدانه لينقش فيه القيم التي تصنع جيل المستقبل، وتغير وجه الحياة في مصرنا
الحبيبة، وهذا جميعه لمسناه في تلك المسرحية الشعرية التي أكدت بما لا يدع مجالا للشك
أن شاعرنا مسيطرا علي أدواته فاهما لتقنيات ووسائل الكتابة للطفل والتأثير فيه.
· وفي
آخر صفحة من المسرحية عرضا لقضية لا تمس أدوات الهندسة ومواجهتها لخطر إحلالها
بالحاسب الآلي، بل تمس حتى عشاق الخط العربي الذين واجهوا اضمحلالا مع التكنولوجيا
الحديثة، لكن يبق للخطاط وأدائه الخطي المبدع حضوره علي المستوي الفني والجمالي،
وإن تراجع دوره علي المستوي الاستعمالى، وهي بالضبط قصة الأدوات الهندسية مع
الحاسب الآلي.
· أما
من ناحية الرسوم فهي لطيفة ومعبرة، وإن افتقد الغلاف رسوما لمكونات من الحاسب
الآلي حتى يكون الغلاف معبرا بالمماثلة لفكرة المسرحية ككل.
· وبقي
أخيرا أن نشير أنه رغم مرور قرابة الست سنوات علي تقديم المسرحية في ثوبها الأصيل
عبر مجمع الفنون (المسرح)، لكن حسنا فعل الأديب بنشرها ورقيا لأنها تحقق هدفا
رائعا وهو غرس القيمة الأدبية في ذاتها، وعشق الطفل لمطالعة الآثار الأدبية
بصورتها الورقية، والتي أصبحت موضع للرثاء في عصر تدهور القيم.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)