في السادس من
أكتوبر 2014 ذكري الميلاد المئوية لسندباد العصر الحديث (ثور هايردال)
طالعت اليوم كتاب
ممتع وشيق في أدب الرحلات بعنوان (وكان بيته البحر) عن رحلات هايردال، بقلم أحمد
عادل، والكتاب صادر من الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1985، وقدمت فقرة التعريف
بالشخصيات وكذلك التمهيد نبذه عن صاحب الذكري:
"هايردال"
من علماء الأجناس والسلالات البشرية ومن الرحالة المكتشفين، نرويجي ولد في 6
أكتوبر عام 1914 وتعلم في جامعة أوسلو، وتخصص في علم الحيوان والجغرافيا، وتحول إلي
دراسة الأجناس والسلالات من خلال البحوث الميدانية، وظل يجري المزيد من الأبحاث في
أوروبا وامريكا، ثم قام برحلته الفذه التي أحدثت ضجه كبري عام 1947، فقد ارتحل
بالطوف "كون تيكي" المصنوع من جذوع الأشجار من بيرو إلي احدي جزر
الممحيط الهادي وقطع بالطوف البدائي مسافة قدرها 4300 ميل بحري في مائة يوم ويوم
واحد (101 يوم)، واصطحب في الرحلة طاقم مكون من خمسة شخصيات من النرويج والسويد، وكان
لأمر هذه الرحلة غير مسبوق في العصر الحديث، وأحدث بذلك إنقلاباً في في علم انتشار
الحضارات، حيث اثبتت الرحلة أن أن هنود بيرو أو من قبلهم كان في وسعهم التوطن في
جزر المحيط الهادي، بعكس النظرة السائدة ان سكان هذه الجزر يرتدون غلي أصول آسيوية
فقط دون أدني تأثر باصل أمريكي، وقد وضع كتاباً عن رحلته الشهيرة تلك تم ترجمته
إلي 62 لغة، كما أسس متحفاً للرحلة في أوسلو، وانتقل واجري أبحاثا ميدانية واشتغل
بالمؤتمرات والجمعيات الدولية، وتم منحه العديد من الأوسمة والجوائز منها جائزة
الأوسكار عن فيلم "كون تيكي" التسجيلي عام 1951، كما ألف كتباً كثيرة عن
بعثاته واكتشافاته ترجمت إلي لغات متعددة.
أما رحلته الأخري
الشهيرة فهما رحلتيه "رع واحد" و "رع اثنان"، وقد اصطحب معه
ستة رفاق من جنسيات مختلفة (امريكي وروسي ومصري ومكسيكس وإيطالي وتشادي)، وكان هدف
الرحلة الأصيل هو تتبع الطريق الذي كان من الممكن أن يسلكه المصريون القدامي بسفن
البردي عبر المحيط، والهدف الثانوي اختبار إمكانية التعاون الدولي في مجال غريب
يتختلف عن البيئة الأصلية لكل فرد، حيث اصطحب معه نفس طاقم "كون تيكي"
ما عدا التشادي الذي استبدله بمغربي، وأضاف ياباني أيضا.
أما آخر سلسلة
رحلاته فهي رحلة القارب "دجله" في 1977، وجرت علي نمط من رحلاته الكبري
السابقة، في قارب من سيقان البردي، وبمجاديف خشبية، كي يثبت نظرياته حول انتشار
الحضارات، وكانت عن إمكان قيام السومريون بدورهم (مثل قدماء المصريين) من أوائل
الأقوام الذين نشروا برحلاتهم حضارة كبري في العالم أجمع.
ولنا عودة بإذن
الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق