السبت، 25 أكتوبر 2014

بائع الكتب القديمه الذى فقدته - بقلمي

بائع الكتب القديمة الذي فقدته
ولجوئي المضطر إلي هيئة الكتاب وهيئة قصور الثقافة
خالد جوده


انا أشبه المدمن الذي يتعاطي الكتاب، ولا يكاد يمر يوم دون ان المس الكتب وأتناولها وأقلب فيها بصري، وامتع لحظاتي هي عندما أجد كتاباً شيقاً فاحمله كما أحمل الشئ الثمين، وقد أؤجل ألتهامه إلي حين حتي استمتع بمقاربته، لكن ما أسرع ما تغلبني رائحته الذكية، فانقض عليه قراءة ومتعة لا توصف، وليست كل الكتب كذلك.
وكنت اجد سلوتي ومتعتي الكبيرة في المرور كل يوم وأحياناً صباحاص ومساءاً علي بائع الكتب القديمه لجد عنده ما لذ وطاب بأسعار زهيدة، لقط ودرر بكل معني الكلمة، وليس الإنترنت أو المكتبات او دور النشر الحديثة مثل بائع الكتب القديمة، فقد وجدت لديه كتب قيمة جداً نفدت منذ زمن، ومن جميع أوطان العروبة، وفي شتي الموضوعات، كتب شيقة جداً قد لا يسمع بها احد من قبل، كان مصدراً ومورداً هائلاً للفكر والثقافة والفن والمتعة الثقافية بلا حدود، لكن للآسف فقدت البائع باعتباره بائعاً جائلاً (وظاهرة الباعة الجائلين جزء من ظواهر اجتماعية وإقتصادية مركبه تمثل إقتصاداص موازياً وتتماس شيئا مع ظواهر أخري خطيرة، لكنها أفضل من سواها، علي الأقل هي علي حافة محاولة الحصول علي مطالب الحياة لفئات مهمشة، كما أن فيها شباب مؤهل بالتعليم المتوسط والعالي أحياناً لم يجد وسيله لكسب رزقه سوي ذلك، وبالطبع إزالتهم تشبه من يقوم بطلاء جدار متهدم بالوان حسنة، لكن المشكلة موجوده، كما انها مشكلة من نوع السوسته، بمعني أنها لدي ضعف الضغط ستعود أقوي من قبل، ولعل البشائر بدأت علي سلالم المترو، وبعض الأنحاء)
كنت مثل المدمن الذي لم يجد جرعته المعتاده فبدأ يتعاطي انواع أخري، مع مراعاة أن تشبيه الإدمان في باب الشغف، وليس من باب غياب العقل، فالقراءة يقظة وانتباه.
ولم اجد امامي سوي مكتبات الهيئات الثقافية في وسط البلد، ولا شك أن الهيئات الثقافية بما تقدمه من منتج ثقافي يتمثل علي وجه الخصوص في إصدار الكتب والسلاسل والدوريات المختلفة، من المفترض انها تقدمها كخدمه ثقافية للقراء المحبين للكتاب (باني الحضارة) في شتي فروع العلوم والفنون، ويقف في أول هذه الهيئات (الهيئة المصرية العامة للكتاب) وللأسف الشديد تبدلت هيئة الكتاب عن استراتيجيتها كمؤسسة نشر عامة تهدف لنشر الكتاب، والشواهد كثيرة كما يلي:
1-    تتعامل الهيئة الآن مع القراء وكانها دار نشر خاصة فتعمل علي تسعير الكتب ليس بأسعار مدعومه كما كان في السابق، بل أصبحت أسعارها مرتفعة جداً.
2-    الموضوعات في بعض الكتب غير مشجعه للقراء العاديين، وتبدو انها كسد خانه.
3-    أن الهيئة رغم تمتعها بمراكز ومكتبات في أنحاء مصر وكان القارئ يستطيع بيسر أن يصل لإصداراتها، فإنها في أسلوب جديد لها تطرح إصداراتها الجديدة أولاً لدي باعة الكتب وبالطبع تكون لديه نسخ محدوده ولدي الباعة الرئيسيين في المدن فقط مما يؤخر وصول الإصدارات الجديدة للقراء خاصة مع وجود نشر واسع عن هذه الإصدارات.  
4-    انخفضت نسبة الخصم من 20% إلي 10% فقط.
5-     لم تعد الهيئة تقدم تحفيز للقراء من خلال سور الأزبكية (كتب بجنيه مثلاً في فترة من الفترات) داخل مكتباتها ومعارضها، أو اوكازيون بنصف الثمن لفترة قد تمتد لأسابيع، أو كتب معينة مخفضة السعر مثل إصدارات مكتبة الأسرة عن سنوات سابقة، أو مجموعة كتب مخفضة بسعر بسيط مثل 20 كتاب ب 5 جنيه، او هدايا مجانية (مره في معرض الكتاب حصلت علي اكثر من 20 كتاب مجاني).
6-    تفوقت الآن هيئة قصور الثقافة علي هيئة الكتاب من اكثر من عنصر:
- تعاقدت هيئة قصور الثقافة مع مكتبات  في وسط البلد لتوزيع كتبها
-  تقدم هيئة قصور الثقافة عدد محترم جدا من السلاسل الثقافية  (اكثر من 30 سلسلة) في كافة فروع الثقافة والفن والأدب والتكنولوجيا والتراث الشعبي ... إلخ.
- أسعار هيئة قصور الثقافة ما زالت معقوله لحد كبير.
- قدمت هيئة قصور الثقافة خدمة ممتازة بإتاحة أكثر من 240 كتاب من إصداراتها علي موقعها علي النت يتم تحديثها باستمرار، بعكس هيئة الكتاب التي لا تتيح إلا 15 كتاب فقط تقريبا مجانيا علي النت منذ سنوات طويلة لم تتغير
لكن تظل لهيئة الكتاب ميزات منها سعة أنتشار مكتباتها ومعارضها خاصة في اماكن التجمع الطلابي والشبابي، مشاركتها في المعارض الإقليمية والدولية، عناية وسائط الإعلام بما تطرحه من إصدارات بشكل موسع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق