جمعت لحضراتكم من أفق الإنترنت (وخاصة من مدونة محمد بدوي) خطوات وأفكار حول فن القراءة (فن من فنون الحياة وإدارة الذات)، وهو من الفنون التي لها أصول، ىملين في مرحلة لاحقة لطرح رؤيتنا نحن هو هذا الشأن في تدوينات لاحقة (بإذن الله تعالى)
قبل عدة أيام كنت في
حديث مع بعض الأصدقاء حول ماهية القراءة السريعة و فوائدها و في خضم الحديث ذكرت
لأحدهم بأن يعود لمقالة كتبتها في المدونة حول ما يسمى النظرة الشاملة (كيف تختار الكتاب المناسب) و لكنه أخبرني بأنه لاحظ المقالة و هي
طويلة و لذا لم يقرئها , عندها خطر في بالي فعلا كيف أقوم بكتابة مقالة طويلة
موجهة لأناس لا تحب القراءة ,
و لذا كانت هذه المقالة الخفيفة السريعة
بيبي ستيب (خطوات
الأطفال Baby Steps)
الطفل يتعلم الحبو
قبل أن يمشي و لذا في البداية أبدأ بالخفيف من الكتب سواء بالحجم أو بالنوع و لا
تحاول في تلك الكبيرة لأنك إن لم تنهيها – و على الأغلب أنك لن تنهيها – ستشعر
بالذنب و لن تعاود القراءة لاحقا
ابحث عن كتب الجيب أو
عن المقالات في المدونات أو خلاصات الكتب و التي تنتهي على الأغلب في
حوالي (20) دقيقة و بذلك تكون بدئت في كسر الحاجز الأول و تخطي العقبة الأولى
ماذا أقرأ ؟
أحد أهم أسباب عزوف
الناس عن القراءة هي أنها لا تعرف ماذا تقرأ و إن علمنا بأن هناك ما هو من
الضروريات مثل (كتب الدين) و (كتب التخصص) و لكن هذه لا تكفي حيث أن بالغالب الناس
لا تعاود القراءة بالتخصص بعد الانتهاء من الدراسة و لذا وجب عليك أن تقرأ على
الأقل شهريا كتابا في التخصص و أخر في أي مجال عام
من الجيد أن تقرأ هذه
التدوينة (كيف تختار الكتاب المناسب) و التي باختصار تعلمك
تقنية لتعرف بها هل الكتاب مناسب لك ؟ فليس كل الكتب قد تكون مناسبة لك على الأقل
في الوقت الحاضر أو قد لا تستهويك في هذه الفترة و لذا التعرف على ماهية الكتب
التي تستهويك في البداية حتى تدخل في عالم القراءة مهم جدا في البداية حتى تستطيع
لاحقا أن تقرأ في مجالات أخرى لمزيد من التثقف و التعلم
متى أقرأ ؟
أرى بأن الحد الأدنى
هو قراءة كتاب أسبوعيا و لكن الكثير يدعو أن لا يقل عن كتابين في الشهر و لذا من
الجيد أن تخصص يوما أو توزع بضع ساعات على عدة أيام لكي تكون بمثابة الوقت المخصص
للقراءة و هذا بدورة كفيل في تحفيزك على القراءة و الدوام عليها , مثلا قبل النوم
بنصف ساعة أو في بعد الاستيقاظ أو بعد الغداء , المهم أن تختار وقت مناسب لك
أخبر الناس
عندما تعيد المعلومة
التي قراءتها في كتاب ما فإنها ستساعد في تثبيت المعلومة في رأسك فلذا حاول دائما
أن تخبر الناس بملخص ما قرأت حتى ولو لم تنهي الكتاب فهذا من شأنه إلهاب حماستك
لتكمل الكتاب حتى تخبر ما تبقى منه و بالتأكيد سيزيد من فضول المستمعين مما يجعلهم
يسألونك عن التتمة فيشجعونك بذلك على إنهاء الكتاب
تعلم تقنيات جديدة
هناك الكثير من
التقنيات المساعدة على سرعة الحفظ و الفهم و القراءة و من الجيد التعرف عليها و
تعلمها فهي تساعدك على حفظ الوقت و زيادة الاستيعاب و الاستمتاع بالمادة بالمقروءة.
بمناسبة افتتاح معرض
الرياض للكتاب و بنفس الوقت سيكون هناك عدة معارض للكتب حول العالم العربي خلال
هذه الأشهر فأثرت أن أكتب هذه المقالة و التي هي جزء من دورة القراءة السريعة
المطورة التي ألقيها و هي كيف تختار الكتاب المناسب عبر تقنيات القراءة الاولية
لتساعدك في اختيار الكتاب النافع لك
لكي لا تصبح رحلة
معرض الكتاب رحلة لممارسة هواية (تجميع الكتب) و من ثم حبسها في الرفوف و الشعور
بالندم كل مرة لأنك لم تستطع قراءة كل أو بعض مما اشتريت فتابع معنا هذه المقالة
التي ستنفعك بإذن الله
في البداية هناك قصة
أخبر بها عن نفسي و تأكدت بأنها صادفت الكثيرين مثلي و هي بأني و خلال ثلاث دورات
متتابعة لمعرض الكتاب فيما مضى وقبل أن أصبح مدربا في القراءة و أتعرف على تقنيات
القراءة الهادفة و النافعة ,كنت أشتري مجموعة كتب و في كل مرة أجد بأن هناك كتاب
معين أشتريه كل سنة و لا أقرأه و بذلك أصبح لدي ثلاث نسخ من ذلك الكتاب و السبب
ببساطة بأن الكتاب لم يكن مناسبا لي و لكن عنوانه كان خارقا مما يجعلني أسارع
باقتنائه و ما أن أبدأ بقراءته أفقد اهتمامي به لأنه بالحقيقة غير ما أبحث عنه و
لذا تجدني أتركه دون عودة
متى
تشتري
الطريقة التقليدية و
التي يمكن استخدامها في كل المعارض و ليس معارض الكتاب فقط هي بأن لا تشتري في أول
الأيام , و لتخصص مثلا أول يومين للزيارة و وضع قائمة بما تريد من كتب و أسباب
رغبتك في الحصول عليها و لربما أهدافك التي ترجوا الوصول لها من قراءة هذه الكتب,
و من ثم يفضل مناقشتها مع أصدقائك أو مع أحد المهتمين أو لربما تبحث عن اسم الكتاب
في الانترنت لترى رأي الناس فيه حتى تتأكد من جودة هذا الكتاب , و عندها يمكنك
شراء الكتب المناسبة في اليوم الأخير
التقنية
السريعة
سواء باستخدامك
التقنية السريعة أو الطريقة العادية فيفضل دائما أن تقوم بكتابة قائمة بما تود
قراءته من كتب أو على الأقل المجالات التي تود أن تقرأ فيها لكي تكون زيارتك هادفة
و ليست زيارة تسوق
يتوفر في معرض الكتاب
إمكانية البحث عن الكتب عن طريق الموقع لمعرفة دور النشر و الموزعين و بعد وضعك
للقائمة يمكنك زيارة الموزعين و الوقوف على كل كتاب باستخدام تقنية القراءة
الأولية لمعرفة مناسبته و جودته لك
فوائد
القراءة الأولية
- تجعلك تتعرف على
الأفكار الرئيسية للكتاب.
- تدلك على
أولويات القراءة بالنسبة لفصول الكتاب أو للاختيار بين عدة كتب.
- تعرفك على
هيكلية سير الكتاب وكيفية تسلسله.
- الإنسان عدو ما
يجهل و لذا فإن القراءة الأولية تساعد في بناء ألفة بينك و بين الكتاب.
- تحدد هل تقرأ أو
لا تقرأ و بهذا يمكنك أن لا تشتري الكتاب و من ثم الإحساس بالذنب لعدم
قراءته.
- توفر وقت كبير
عند القراءة الفعلية للكتاب.
كيف
تختار الكتاب بناء على تقنية القراءة الأولية
- · لكل مائة صفحة
من الكتاب تحتاج ما بين دقيقة إلى دقيقة و نصف بالإضافة إلى خمس دقائق في
المجمل من أجل باقي أجزاء الكتاب لتعرف ما إذا كان الكتاب يستحق الشراء أم
لا.
- · مثلا لو أردنا
شراء كتاب مكون من (300) صفحة فإننا نحتاج إلى ما متوسطه (8) دقائق لنعرف هل
نشتري الكتاب أم لا و ذلك باستخدام تقنية القراءة الأولية.
- · و هذا أفضل من
أن نقوم بشراء الكتاب و من ثم عدم قراءته أو الملل منه و من ثم الشعور بالذنب
لعدم إنهائه
خطوات
القراءة الأولية
1. ابدأ بالغلاف
الأمامي للكتاب و تمعن في ( دار النشر – العنوان الرئيسي – اسم المؤلف – العنوان
الفرعي – الصورة – إصدار الكتاب)
2. ثم انتقل للغلاف
الخلفي وتمعن في (التوصيات – حول المؤلف – لمن هذا الكتاب)
3. ابحث عن حداثة
المعلومة و ذلك عبر قراءة تاريخ الطبع لتعرف أن ما تقرءاه مناسب لعصرك أو هل فات
عليه الزمان
4. اقرأ الفهرس / و
المحتوى و المراجع لتعرف توجهات الكاتب و على ماذا اعتمد في هيكلية أو طريقته في
التأليف
5. اقرأ المقدمة و الخاتمة
للكتاب
6. ثم اقرأ أول و أخر
فقرة من كل فصل في حال كان الكتاب عبارة عن فصول
7. بالنهاية تمعن في
الرسوم التوضيحية أو الجداول الموجودة بالكتاب لمعرفة كيفية تفكير المؤلف و لماذا
اختار تلك الوسائل الإيضاحية و إلى أين يود أن يذهب بك
بهذه الخطوات السبع و
التي سوف تأخذ منك قرابة (8) دقائق سوف تستغني بها عن الكثير من الكتب و لربما لن
تشتري إلا ربع الكمية التي كنت تشتريها سابقا بل و ستكون تعرفت على الكثير من
الكتب و على محتواها و لربما حتى توصلت لما تريد من معلومات خلال القراءة الأولية
و لم تعد بعد ذلك بحاجة لاقتناء هذه الكتب
بعض من هذه التقنيات
لا تنفع لكل الكتب و خصوصا الروايات و لذا يمكنك الاستغناء عن بعض هذه الخطوات في
اختيار هذه النوعية من الكتب و الاعتماد على المشهور منها مثلا
بالنهاية
القراءة ضرورة كالغذاء و النوم و ليست هواية و لذا لا تقل من هواياتي القراءة و
لربما تقول أنا أهوى قراءة الروايات مثلا …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق