عطر يبقى:
في أمسية بقصر الإبداع الفني بمدينة السادس من أكتوبر، شرفت بإدارتها بسنة سابقة، كان ضيف الندوة اللواء أركان حرب عبد القوى إبراهيم الشافعى (أحد قادة حرب أكتوبر) استمتع فيها الحضور بذكرياته حول الحرب المجيدة :
من أقواله في هذه الأمسية:
- النصر لم يكن سهلا ، والمصري صاحب عقيدة صلبة ، عبرت في الموجات الأولي بسريتي في دبابات برمائية، استوليت علي إحدي النقاط الحصينة بخط بارليف حوالي الساعة السادسة والنصف صباح الأحد 7 أكتوبر، وتم أسر 18 جنديا إسرائيليا ، 12 دبابة مواتيرها دائرة ووجدنا البطاطس محترقة حيث فروا علي عجل، فقد أصابهم هلع شديد عندما استيقظ المارد لدرجة أنهم تصورا أن المصريين يأكلون شيئا غامضا كحبوب الشجاعة ، وكانت تسمية المصريون لديهم في اللاسلكي النمل الأبيض.
-أجهزة المخابرات الأجنبية انحت احتراما لعبقرية المصريين .
- بدون السلاح المعنوي الجندي عبارة عن كم مهمل، كنا قريبين جدا من المولي تعالي، وكان حلم الشهادة يراود الجميع، وكانت الروح المعنوية عالية جدا بين جنود مصر، كنا حريصين علي الطاعات وقد كسرت زجاجات خمر أهديت لي من غريب وأمرته بعدم معاودة هذا الأمر مرة أخري .
- كانت العلاقات قوية جدا بين الجنود، شاهدنا أشقائنا وزملائنا وهم يستشهدون، وهو يوصون لنا بمصر، واحد منهم كتب اسمه بدمه علي ماسورة مدفعه ، وواحدا من جنودي أصابته دانة فأوصاني بمصر وكادت الدموع تطفر من عيني ، لكني حبستها بصعوبة بالغة حين وجدت النهنهه والشهيق ترتفع من زملائه ترتفع من حولي ، فصحت في الجنود بقوة لإنهي هذا الأمر.
- الثغرة لم تكن تعادلا أو تغييرا في حقيقة انتصار الجيش المصري، وقد حوصرت في السويس 134 يوما وهاجمتني قوات ضعفي ست مرات ومع هذا لم ننكسر وخرجنا منتصرين.
- الخبراء قالوا باستحالة العبور وقالوا بان خسائر الجيش المصري ستكون 90% من القوات في عرض القناة ، كان هناك اقتراحا بنقل الجيش المصري لسوريا حيث يستحيل تحقيق العبور ، لكن استشهد عدد قليل جدا لدي العبور حيث عبر 45000 جنديا في اليوم الأول ثم أصبح لنا 80000 جندي في اليوم التالي علي الضفة الشرقية .
- قالوا نحتاج لعشرة قنابل ذرية لإزالة خط بارليف ، لكن قررنا الهجوم بأساليب غير تقليدية بل بأسلوب المواجهة عبر باتساع 220 كم ، ومن خلال خداع استراتيجي وتعبوي ، وبأساليب غير مألوفة .
- تم صب 50 ألف طن ذخيرة في مرحلة التمهيد النيراني بواقع 175 دانة / لكل ثانية واستمرت تلك المرحلة 53 دقيقة ، وقد استطعنا خداع العدو في أماكن تخزين الذخيرة في أماكن متنوعة منها عربات سكك حديد مهجورة .
- كانت القوة الرئيسة أمام مصر وشملت 23 لواء أساسيا واحتياطيا، وتوزعت ألوية أخري أمام سوريا (6 آلوية) والأردن (لواء حرس حدود)
- إسرائيل بلا عمق وحرب أكتوبر هدمت نظرية الأمن الإسرائيلية.
- اختلفت تقديرات خسائر إسرائيل من الجنود بين عشرة آلاف قتيل وثلاثون ألف قتيل، وبحساب النسبة لعدد السكان نجد أنها خسائر ثقيلة جدا.
- حاربت في الشرق والغرب وعبرت سبع مرات قبل العبور والتقيت بالرئيس عبد الناصر عندما قمت بأسر أول جندي إسرائيلي وأنا برتبة ملازم، وكان الرئيس السادات يحضر معنا وجبة الغذاء وكانت من السمك، وعندما لاحظ أني آكل السمك كما هو بدون تقشير او نزع الشوك، استدعاني وأجلسني بجوار المشير أحمد اسماعيل فقمت حينها بتقشير السمك فرفض ذلك وقال لي بل كما كنت تأكل ثم أزاح ناحيتي السمك جمعيه الموجود علي المنضدة فقلت له أنني لن استطيع الآن أن آكل كل هذا ولكني سأتسلي عليه لاحقا فضحك السادات وأمر بترقيتي فورا.
- نحاول نشر وقول ما يجعل هذه الذكري حيه دائما في الأذهان لأهميتها البالغة في تاريخنا المعاصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق