الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

ست خطوات لتنظيم القراءة

ست خطوات تساعدك علي تنظيم القراءة

إن كنت شغوفًا بالقراءة إلى الدرجة التي تجعلك تضع تلالاً من الكتب أمام ناظريك، عازمًا على قراءتها كلها في أسرع وقت ممكن لتنتقل إلى غيرها، إن كنت ممن يشترون كتبًا كثيرة ولا يقرؤونها ويستمرون في عملية الشراء، وأحيانًا ينسون أنفسهم داخل المكتبات ومعارض الكتب ليكتشفوا بعد ذلك أنهم قد أنفقوا كل نقودهم حتى تلك التي وضعوها جانبًا من أجل المواصلات والطعام، إن كنت موجودًا في مجتمع مهتم بالقراءة ولو افتراضيًّا كـ “جودريدز” مثلاً، فهذا المقال موجه إليك إذًا.
كقارئ أشاركك نفس همومك تلك، إلا أني أدركت حجم المشكلة منذ فترة ليست بالقليلة، وبدأت أعمل على حلها وما زلت أحاول حتى الآن، هنا سأكتب إليك عن تجربتي وما استنجته من خلالها لعل في مشاركة الحديث معك فائدة لكل منا.
-1-
قبل أن تكمل قراءة المقال وقبل أن تقدم على فعل أية خطوة، عليك أولاً أن تدرك حجم المشكلة حتى يتوافر لديك الدافع للتغيير، وإلا ستذهب كل جهودك سدى.
والآن سأحكي لك عن مشكلتي؛ كنت أُدعى دائمًا “دودة كتب” لأني أقرأ ما تقع عليه عيناي، كتب مطبوعة.. pdf .. روايات.. كتب فكرية.. دينية.. شعر.. مسرحيات.. سياسة.. تاريخ.. إجتماع.. إلخ. أردت أن أعرف كل شيء عن كل شيء.
حسابي على جودريدز شهد إضافة العديد من الكتب خلال فترات قصيرة.. بدأت اهتم بالانتهاء من الكتب، تعلمت القراءة السريعة وزاد معدل قراءتي أربعة أضعاف معدلي السابق، أخذت في القراءة بنهم شديد، كلما قرأت تعليقًا “ريفيو” جيدًا لكتاب، سارعت بوضعه في قائمة الكتب التي أريد قراءتها
كثيرًا ما أترك الكتب التي أقرأ فيها لأبدأ في كتب قرأها آخرون وأعجبتهم، بعد فترة أيقنت أني أعيش على ترشيحات الآخرين، أسير في ظلالهم إن جاز التعبير.. لم أكن وحدي، صار مجتمع الجودريدز يقرأ فجأة أحد الكتب أو يكتشف أحد الكتاب العباقرة ويهتم الناس بقراءة الأعمال الكاملة لهم!
-2-
لذلك آثرت الابتعاد ومراجعة النفس، والإجابة على أسئلة مثل لماذا؟ لمن؟ ماذا أقرأ؟
أسئلة تبدو بسيطة وتقليدية لأول وهلة، لكنها رغم ذلك مهمة جدًا في تنظيم الوقت والمجهود، وتوفير العناء غير اللازم، والخروج من السباق الذي استدرجنا إليه الآخرون بطريقة غير مباشرة إلى السباق الحقيقي المبني على أهدافنا واهتماماتنا نحن.
عندما سألت نفسي وجدت أني أحب القراءة في الأدب بمختلف فروعه؛ كالرواية، والقصة قصيرة، والشعر، والمسرحية، والسير الذاتية، بالإضافة إلى التاريخ خاصة تاريخ القاهرة الفاطمية وتاريخ دولة المماليك.. بالتأكيد ساعدني ذلك في انتقاء قائمة القراءة الخاصة بي، والحفاظ على ذهني غير مشتت في مجالات لا أجد فيها شغفي.

-3-
بعد أن تجيب على الأسئلة المذكورة في الفقرة السابقة يجب أن تعي أن العمر قصير حتى وإن كثر فالكتب الرائعة أكثر، ومهما كانت سرعة قراءتك يومًا ما سترحل عن الدنيا وما زال لديك الكثير من الكتب تود قراءتها، وطالما كان الأمر كذلك فاستمتع بكل كتاب تقرأ فيه، لا تتعجل الانتهاء منه، فربما يكون الكتاب الأخير، اخرج منه بأكبر فائدة ممكنة، اجعل له ذكرى سعيدة معك، لا تجعل هدفك قراءة أعداد كبيرة من الكتب خلال فترة زمنية معينة، إذا قرأت كتابًا ما ووجدته مخالفًا لتوقعاتك فاتركه، العمر أقصر من أن تضيعه على قراءة كتب سيئة.
-4-
من الجيد أن يكون لديك حساب على موقع جودريدز لتنظيم قراءتك.. ما يعجبني أكثر في هذا الموقع إتاحة الفرصة للأعضاء بإنشاء الرفوف الخاصة بهم لتساعدهم على تصنيف الكتب، مثلاً الرفوف الافتراضية الثلاثة هي read وcurrently reading وto read، وقد قمت بالتعديل عليها بإضافة رفوف حصرية أخرى مثل might read للكتب التي قد أود قراءتها لكني لا أخطط لقراءتها قريبًا، الأمر الذي ساعدني بشدة على تعديل “فلترة” قائمة to read وتخفيض عدد الكتب فيها إلى الحد الأدنى، أي الكتب التي أريد- حقًّا – قراءتها.. وقائمتي left for sometime وleft forever لتنقية قائمة currently reading من الكتب التي لا تخطفني منذ صفحتها الأولى لتجبرني على الانتهاء منها؛ حيث أتركها لوقت لاحق أو للأبد، هذا بالإضافة لإمكانية إضافة رفوف غير حصرية لتصنيف الكتب، إما على حسب سنة القراءة، وإما المجالات، وإما تصنيفها حسب طبيعة النسخة، إن كانت ورقية تخصك أم استعارة أم إلكترونية، تستطيع إنشاء الرفوف الخاصة بك كما تحب، المهم أن تصل للاستفادة القصوى من الموقع وما يقدمه من خدمات.
-5-
كل الخطوات السابقة مفيدة في تنظيم عملية القراءة وتحديد الهدف منها، لكن ماذا عن الحال الغريب الذي ينتاب القراء عند وجودهم داخل إحدى المكتبات؟ الحل يكمن في التخطيط.. تحديد ميزانية شهرية لشراء الكتب لا تأخذ أكثر منها عند زيارتك للمكتبة، كتابة قائمة بالكتب التي تخطط لشرائها وحملها معك على هاتفك، الاشتراك في إحدى المكتبات العامة للقراءة والاستعارة كمكتبة مصر العامة مثلاً، مع إنشاء قائمة مماثلة للاستعارة.. الاشتراك في المكتبات العامة يوفر نقودك أيضًا، فقبل أن تشتري الكتاب يمكنك استعارته وقراءته فإن أردت بعد ذلك الاحتفاظ بنسخة منه في مكتبك؛ فاذهب لشرائه وإن لم ترد فـ “يا دار ما دخلك شر”.

-6-
وأخيرًا، تحلى ببعض المرونة.. الابتعاد عن الـ”مينستريم” لا يحبذ أن يكون عزلة نهائية، راقب من بعيد لتعلم عن الكتب الجديدة من حين لآخر.. كما أن ترشيحات الآخرين أحيانًا تكون مفيدة وتحمل إليك بعض الكتب الجميلة، المهم أن تتعامل معها كعامل مساعد لا كعامل رئيس.. اقرأ في مجالات أخرى من حين لآخر كي لا تصاب بالملل ولتوسيع أفقك والبعد عن المحدودية الثقافية، اخرج عن ميزانية الكتب وقائمة الشراء إذا وجدت خصمًا كبيرًا يستحق التضحية لأجله والرجوع سيرًا على الأقدام حاملاً أصدق الأصدقاء الذين عرفهم الكون فما نقص مال من كتب.. فقط اجعل الحد الفاصل بين المرونة وعدم التنظيم واضحًا أمام عينيك في كل خطوة تتخذها؛ كي لا يضيع كل هذا الجهد من أجل اللا شيء.
منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق