الشرعية تربح في الحياة الأسرية، معني يكمن في فؤاد رواية (دون موعد مسبق) للكاتب زهير البيومي، والصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2010، وكما نص الغلاف الأخير بأن الرواية شارحة لأزمة منتصف العمر التي يمر بها بطل الرواية، عندما يلتقي بفتاه في عمر أولاده، بما يهدد حياته الأسرية والعملية بالفشل، الرواية تلتمس المبرر لصافي الفتاة التي تقتحم حياة الرجل الخمسيني، فهي أصلا باحثة عن الأمان في حياة قاسية تفتقد الدفء والحنان، قدمت سكرتيرة الرجل المأزوم الفرق بين الزوجة والفتاة فوصفت الأولي بأنها الزوجة المحبة والأخت المخلصة والأم الرءوم ... وقررت السكرتيرة (إن يكون موقفها إلي جانب الشرعية من منطلق الحب والعقلانية.. فقد علمتها مهنتها أن الكذب ليس له رجلان، وان النصر للشرعية في النهاية.. وهذه الفتاة لا تعدو أن تكون أكذوبة، ستكشفها الأيام وتذهب إلي عالم النسيان، وتسقط كورقة نتيجة علي الحائط، وتبقي الشرعية قلعة حصينة تزيدها الأيام حصانة) ص 32:33 – الرواية، إن الرواية بهذا تحمل منظورا أخلاقيا لا ينفي عنها تعاطفها مع النموذج الإنساني الآخر (الفتاة صافي) الذي دفعه الجفاف العاطفي والقسوة الأسرية إلي تلك المغامرة الحارقة، كما قدمت ملمحا لشاطئ الأمان أبدا (وأمضي بقية الوقت حتى الصباح بعد أن نام أهل البيت في قراءة القرآن في شوق شديد، ودمعت عيناه لما مر عليه من معان كانت خافية عليه، وأفكار تدعو إلي التطهر والعفاف، وقيم ظمئت إليها روحه حتى اعتراها الجفاف) ص 136 الرواية ، لكن تبقي هناك أمور أبصرها علي مستوي شخصي تتصل ببعض المبالغة مثل قيام د. يوسف شريف بطل الرواية بصفع صافي لأنها قامت بسداد الحساب، أو قيام السكرتيرة بمهاتفة زوجة رئيسها لتطمئن علي مزاجه واستقرار العمل تلو ذلك، لكن تبقي النهاية التي انتصرت للزوجة، فالشرعية رابحة رابحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق