الاثنين، 19 سبتمبر 2011

وجوه أدبية في مدينة السادس من اكتوبر - الشاعر محمد اسماعيل






الشاعر محمد أحمد اسماعيل (مدينة السادس من اكتوبر) من الوجوه الأدبية المتألقة من والتي حققت ذاتها الأدبية وأثبتت جدراتها الفنية انطلاقا من نادي أدب قصر ثقافة الحي السادس إلي الحياة الأدبية بمصرنا الحبيبة، والشاعر يبرع في كتابة الشعر باللغة الفصحي والشعر العامي مستخدما فيه مورثات شعبية متجذرة في وجداننا مثل قصيدته (كنت فين يا علي)، كما قام بعض المؤدين من المثقفين والأدباء بتلحين بعض قصائده وغنائها في قصور الثقافة، ومنهم الشاعر صاحب الصوت الندي يسري الصياد، والمؤدي والمغني محمد الفخراني، والشاعر يتمتع بتكامل رحب بين الإبداع الشعري والثقافة الوافرة والآراء في شتى مناحي الحياة الثقافية، كما أنه شاعر يؤمن بتوظيف الشعر لإصلاح حال مجتمعه ونمائه، كما أنه في هذا الوقت نفسه حريصا على اوطان العروبة جميعها متبنيا في شعره همومها خاصة قضية فلسطين، لذلك كانت مسرحيته الشعرية ( الحصى والرصاص ) للشاعر ( محمد أحمد اسماعيل ) والصادرة عن سلسلة اشراقات أدبية عام 1995م عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ، والمسرحية تؤدي عن القضية الفلسطينية بشكل دراما شعرية تمثل الصدق الفني وتقترن في الحين نفسه بالموضوعية المعبرة، والشاعر قدم عمله هذا كمسرحية شعرية أولي ، وشارك بعدها في الحياة الأدبية والثقافية بنصيب وافر سواء بنشر بعض أعماله في الدوريات والصحف أو من خلال نوادي الأدب والتجمعات الثقافية ، وآخرها تقديمه للحفل الرئيس بمؤتمر أدباء محافظة السادس من أكتوبر عام 2011

وشاعرنا من تلك الطائفة الأدباء الذين استوعبوا جيدا دور الأدب حين يوظف في خدمة قضايا الأمة ومشكلاتها ، فأدبه من هذا اللون من الأدب الذي لا يخدر الشعوب ليسلب إرادتها أو يحلم بها ويطوف في وديان المتاهة والسلبية واللاعمل ، أو يسكرها بالإثارة لتنشغل عن مصائرها ، بل كان الأدب الذي يحفز ويقارب وينبه ويدفع إلي العمل والإيجابية ، ويعطى المثل والقدرة على الأمل ومجابهة الواقع المرير ومقاومة الظلم والانهيار ، أو في كلمة ملخصه : الأدب الإيجابي الذي يصوغ الحياة صوغا جديدا ، وفي مسرحيته ( الحصى والرصاص ) نجدها تجسيدا لقضية الصراع الفلسطيني الصهيوني، والذى تشتعل أوارها بين الحين والآخر بما يؤكد أن الأديب أصلا هو صاحب رسالة وقضية ، فجامعت المسرحية بين شرف الأدب ونبل رسالته في الحياة ، وكون القضية قضية الأوطان العربية، وتعد المسرحية قائمة علي شمول التناول المبنى على فكر دقيق وفهم عميق للقضية، وحتي نكتشف الأفق الرحب لهذا الشاعر الجميل نقدم بعض قصيتدته (فاجأتك) :
(فاجأتك
كنت تعبئ أحلامك
في قاروة غيظك
فاجاتك كنت تغمغم .. كنت تبرر حمقك
ببداوتك الأولي
وفحولة سادتك الجوفاء
فاجأتك
كنت تقطع أجنحة الطير
الهارب من غفوتك..
إلي باب سماوزات الفتح
لأنك .. لا تملك أجنحة
فاجأتك
كنت تهدد ذاكرة الطين
وتغريها بالحنظة .. والقات
وتوقد مبخرة الثورة
حتي لا تحترق مرافئك جميعا
فاجأتك
عريانا .. في صحرائك
تمسك حجرا ..
تقذفة صوب المرأة
تكسرها / تكسرني)(1)

كما نقدم شرائح شعرية بلورية من مسرحيته (الحصي والرصاص) تمثل نوافذ مضيئة للنص(2)
• قلب بلا حب نافورة معطلة.(3)
• في الحوار الدائر بين حشاد وسليلة (أبطال المسرحية) نجد هذه الفلسفة التي تمثل الحل في الحب (الحبيبة = الوطن) فرغم أن همومنا ثقيلة لكن ( أثقل منها حضورها المقيم في الذاكرة القتيلة)(4)
• معادلة اخري (الدماء = الحبر) فعائش يصف مقتل صديقه فؤاد (دمه فوق الكراريس / انسكب / مثل حبر المحبرة / إن كسرت)(5)، (وفؤاد قتل / دمه انسكب / علي الكتب الظامئة / كثيرا / لدم الأطفال / كالحبر تماما / ففؤاد إذن / محبرة كسرت / كان من الممكن أن / تكتب شيئا)(6)، فالكلمة تكافئ دم الشهيد ، والفعل يناظر الكلمة ، فهي ليست كلمة ساكنة منطوية بل تتجسد في فعل.
• ( في قلبي وطنك يا وطني / في جرحك جرحي يا وطني / والأفق ألم / علمت فؤادي أن يعشق رسمك / يا وطني / اسما وعلم / لكن ما كان بألوانك يا وطني / لون الدم )(7)
• ومن قصائده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش
(1) مجلة اتصالات المستقبل – الصفحة الأدبية.
(2) تعبير نوافذ مضيئة لخارج النص للناقد د. مصطفي الضبع.
(3) مسرحية الحصي والرصاص – ص 62
(4) مصدر سابق
(5) مصدر سابق – ص 67
(6) مصدر سابق – ص 77
(7) مصدر سابق – ص 78

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق