الخميس، 29 سبتمبر 2011




كلمة حول أدب المدن الجديدة
خالد جوده أحمد


في مجال طرح روئ تتصل بالشأن الثقافي والأدبي، خاصة في مدونة تتلمس خطواتها إلي القلوب والأفئدة بأقلام أبناء مدينة السادس من أكتوبر، كان لابد من الحديث حول ملمح أدبي استوقفني بالتأمل بداية والاعجاب ثانيا، والسعي نحو رصده وتحقيق نمائه ثالثا، ونبدأ في طرح التفاصيل .
فلا شك أن مدينة السادس من أكتوبر تزخر بأكبر عدد من المثقفين والأدباء الكبار والناشئين ، ويكفى أن نذكر أسماء القاص والكاتب الكبير / محمد مستجاب ( رحمه الله ) وله مركز ثقافي أسسه ابنه محمد محمد محمد مستجاب القاص والروائي باسم " دوار مستجاب " بحي الشباب، وشاعر العامية الكبير فريد طه، والذي قال عنه رائد القصة القصيرة يوسف إدريس " أعطوني حمار فريد طه لأصنع منه موليير مصر " في إشارة لديوان الشاعر " وقال الحمار " ، والقاصة الراحلة نعمات البحيري،والتي لقبها أحد النقاد بأديبة المدن الجديدة لأنها أقامت بمدينة الشروق بداية، ثم مدينة السادس من اكتوبر حتي لاقت ربها، والناقد د -عوض الغباري (أحد أعلام مدرسة قراءة في النقد الأدبي)، وغيرهم كثير ، هذا غير الناشئين ومتذوقي الأدب والأدباء الذين بدأ نجمهم يرنو نحو أفاق الحياة الفكرية والثقافية ببلدنا الحبيب ، ولاشك أن أجواء المدينة وأساليب الحياة بها قد كسي أدبهم وأدائهم الثقافي بسمات معينة ، بما يجعلنا نتأمل حول أدب المدن الجديدة من حيث السمات ، فلا شك ان مدينة السادس من أكتوبر باعتبارها لؤلؤة المدن الجديدة تتمتع بطبيعة هادئة ، وفضاء بصري ، وهواء منعش ، وتخطيط عمراني إنساني ، كما ان التركيبة السكانية بالمدينة تجتذب إليها أرقي الكفاءات ، وأشد المتحمسين للعمل ، والمحبين للحياة ، ومن توفرت لديهم عزيمة البناء ، هذا عدا أن المدينة أصبحت بحق مدينة المستقبل ، ففيها تتحقق فاعليات تعليمية وفنية وسياحية علي أرقي طراز ، كما أصبحت ميدانا للمؤسسات النابهة ، وهيئات وجمعيات وشركات وفاعليات اقتصادية واجتماعية متميزة ، ويكفي في هذا الشأن أن نقارن بينها وبين المدن القديمة ( خاصة القاهرة الكبري ) والمترعة بالهموم والمشكلات والتلوث ...... إلي آخره .
لذلك أتسم الأدب الجديد بملامح الغربة المستعذبة ، والتعبير عن حال التأمل وعشق الحياة ، والسمت الحضاري في الأداء الأدبي القريب من النسق الثقافي العام بالمدينة .
وإذا كان الأمر كذلك فإن تجمعات الأدب بالمدينة أيضا تتمتع بخصوصية أخرى تناظر خصوصية المدينة ومجالها الجمالي ، ليضيف النادي جمالا إلي جمال المدينة بطابعها الحضاري السامق ، فريادتها الثقافية جعلته روضة للأدباء والمثقفين .
وإذ نتشرف بالتقدم بتلك المدونة البسيطة ، فتلك مساهمة في دعم أدباء ومثقفي المدينة عامة، وتجمعاتها الأدبية خاصة من أجل إرساء ملامح آداب المدن الجديدة।

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق