الأحد، 11 نوفمبر 2012

هل يوجد مثقف ليس في بيته كتاب أو أكثر لمصطفي محمود؟


مصطفى محمود
تعريف بالكاتب:
النشأة
مصطفى كمال محمود حسين المولد فى شبين الكوم منوفية فى 25/12/1921
الأسرة متوسطة و الأب موظف (سكرتير فى مديرية الغربية) متدين و قدوة فى كمالاته الأخلاقية و صبره و إحتماله و مثابرته و حبه للعمل و مواظبته عل الصلاة فى أوقاتها لم تفته صلاة الفجر فى وقتها بالمسجد .. محب لأولاده فدائى فى خدمتهم (و كذلك الأم).ه

المناخ التربوى
لا قهر فيه و لا قمع و لا عنف و إنما حرية و مسئولية و محاسبة فى لطف و قد رسبت ثلاث سنوات فى السنة الأولى الإبتدائية فتركنى الأهل على حالى دون تغليظ أو تعنيف .ه
كنت كثيراً ما أرقد مريضاً و أنا طفل .. و لذلك حرمت من اللعب العنيف و الإنطلاق الذى يتمتع به الأطفال .. و كانت طفولتى كلها أحلام و خيال و إنطواء .ه
و كنت دائماً أحلم و أنا طفل بأن أكون مخترعاً عظيماً أو مكتشفاً أو رحالاً أو عالماً مشهوراً .. و كانت النماذج التى أحلم بها هى كريستوفر كولمبس و أديسون و ماركونى و باستير .ه
الحياة فى طنطا فى جوار السيد البدوى و حضور حلقات الذكر و المولد و الناى و مذاق القراقيش و إبتهالات المتصوفة و الدراويش .. كان لها أثر فى تكوينى الفنى و النفسى . ه
الأحداث الجوهرية
كان مرض الوالد بالشلل لمدة سبع سنوات ووفاته سنة 1939و كان ذلك حينما أكملت دراستى الثانوية و قررت دخول كلية الطب . ه و إنتقلنا بعد ذلك من طنطا الى القاهرة مع الوالدة .ه
سنوات المراهقة
كانت اشبه بمغالبة حصان جامح .. يفلت لجامه مرة و أكبح جماحه و أحكمه مرات .. و لم يكن الصراع سهلا بل كان شاقا و طويلا وخلف وراه جسما مغطى بالكدمات و الجراح .ه
الدراسة
اخترت دراسة الطب و شعرت ساعتها أنها ترضى فضولى و تطلعى الى العلم و معرفة الأسرار ـ و كانت الدراسة صعبة وتحتاج الى ارادة و تركيز و نوع من الإنقطاع و الرهبانية .. واحتاج الأمر منى الى عزم و ترويض و معاناة .. و كان حبى للعلم و طموحى يساعدنى ، و كانت صحتى الضعيفة تخذلنى .. و بدنى المعتل يضطرنى الى الإعتكاف من وقت لآخر فى الفراش .ه

و فى السنة الثالثة طب إحتاج الأمر الى علاج بالمستشفى سنتين و أدى هذا الإنقطاع الطويل الى تطور إيجابى فى شخصيتى .. إذ عكفت طول هذه المدة على القراءة و التفكير فى موضوعات أدبية.ه
و فى هاتين السنتين تكونت فى داخلى شخصية المفكر المتأمل و ولد الكاتب الأديب .ه
و حينما عدت الى دراسة الطب بعد شفائى كنت قد أصبحت شخصاً آخر . أصبحت الفنان الذى يفكر و يحلم و يقرأ و يطالع بإنتظام أمهات كتب الأدب و المسرح و الرواية .ه
و بسبب هذه الهواية الجديدة التى ما لبثت أن تحولت الى إحتراف و كتابة منتظمة فى الصحف فى السنوات النهائية بكلية الطب .. إحتاج الأمر وقت مضاعف لكى أنجح و أتخرج (بدأت أكتب فى مجلتي التحرير و روز اليوسف).ه
و حينما تخرجت فى سنة 1953 كان زملائى قد سبقونى فى التخرج بسنتين و ثلاثة .ه
و أستطيع أن أقول أن المرض و المعاناة و العزلة الطويلة فى غرف المستشفيات قد فجرت مواهبى .. و الألم كان الأب الحقيقى والباعث لكل هذه الإيجابيات و المكاسب التى كسبتها كإنسان و فنان وأديب و مفكر.ه
و الألم أيضاً هو الذى صقل أخلاقى و جلا معدن نفسى و فجر الحس الدينى فى داخلى و كان أداة التنوير و الصحوة و التذكير بالله ..ه
رحلتى من الشك إلى الإيمان
لم تكن بسبب إنكار أو عناد أو كفر و إنما كانت إعادة نظر منهجية حاولت أن أبدأ فيها من جديد بدون مسلمات موروثة .ه
و لم أفقد صلتى بالله طوال هذه الرحلة .. و إن كنت قد بدأت قطار الفكر و قطار الدين من أوله من عند الصفحة الأولى .. من مبدأ الفطرة .. و ماذا تقوله الفطرة بدون موروثات .ه
و إنتهيت من الرحلة الى إيمان أشد و عقيدة أرسخ و إنعكست الرحلة فى ال 89 كتاب التى ألفتها .ه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق